كويتيون في بِنين

نشر في 29-04-2018
آخر تحديث 29-04-2018 | 00:08
رحلة فريق الأمل الطبي إلى جمهورية بِنين رسالة كويتية مختلفة تخرج عن «سوق السياسة» المبتذل الذي أثر سلباً في نفسيات الناس هنا في الكويت.
 مظفّر عبدالله أول العمود:

: إلى وزير التربية والتعليم: هل تستطيع إعادة المسرح المدرسي الذي تم تغييبه عمداً؟

***

هل جاء سفر وفد طبي كويتي متطوع إلى جمهورية بِنين الإفريقية ليكسر هجمة دبلوماسية وسياسية ظالمة تبنتها سفارة الفلبين وأطراف سياسية وإعلامية هناك، وحاولت تشويه تاريخ كويتي خيري عريض؟! هي بالتأكيد "صدفة"، وكما يقولون: "يامحاسن الصدف".

ولأن الفكرة رائدة فقد اتصلت بالأخ ماجد الزعابي مدير العلاقات العامة النشيط في جمعية العون المباشر الذي زودني بتفاصيل رحلة الفريق الإنسانية، لكن قبل أن أتحدث عن فريق الأمل الكويتي الذي ذهب إلى بِنين، أود أن أقدم قليلاً من المعلومات حول هذا البلد الإفريقي الحزين.

كأي بلد من العالم الثالث، أو معظمها، تبدو جمهورية بِنين الإفريقية على الخريطة كأنها رُسِمت من مستعمر أناني، فهي تشبه وتداً مؤخرته تطل على المحيط الأطلسي، وهي بين موزاييك من الدول التي خُططت حدودها الجغرافية بعقلية طفل عبث بكراسة رسم.

بِنين أو "داهومي" سابقاً، دولة فقيرة تفتك بها الأمراض والمتاجرة بالأطفال، سكانها 11مليوناً، نصفهم وثنيون يتبعون "عقيدة بودو"، والباقون مسلمون ومسيحيون بالمناصفة، دار عليها 3 مستعمرين، برتغال فإنكليز ثم فرنسيون حتى استقلت عام 1960 الذي تلاه 12 انقلاباً ووصمت البلاد على أثرها بمتلازمة "بوليفيا الإفريقية" لكثرة الانقلابات.

وكأي بلد إفريقي فهو بحاجة إلى مساعدة وتطوير، ومن هنا كانت مبادرة فريق الأمل الطبي التابع لجمعية العون المباشر في التخفيف من ألم بعض السكان هناك.

د. هشام أبو رزق يرأس الفريق، ومعه 38 طبيباً أغلقوا عياداتهم الخاصة وقطعوا 24 ساعة طيران ذهاباً ومثلها للعودة، للعمل 14 ساعة يومياً لتنفيذ 650 عملية جراحية، وهذه بطولة في حد ذاتها.

الفريق بتخصصات مختلفة، عيون، جلدية، جراحة، أنف وأذن وحنجرة، وغيرها مما يتطلبه الجسد الإفريقي المنهك.

هذا العمل الذي يكرره الفريق منذ 2010 ، ولايزال، يحتاج إلى دعم وتشجيع من الجميع لأنه إنساني ولا يُميِّز، ويعود بالنفع على الكويت ويدعم كونها "مركزاً للعمل الإنساني"، اللقب الذي يفرض علينا عبء الالتزام الصارم بمعايير حقوق الإنسان.

الجميل هنا أن توقيت سفر الفريق المبرمج سلفا جاء في خضم ملف العمالة الفلبينية الذي تطور لينال من تاريخ الدولة الخيري والتنموي بشكل بخسها مكانتها في الجانب الإنساني، رغم إيماني بأن ملف العمالة المنزلية مُنهك ويتطلب علاجاً، لأنها تشكل نصف عدد الكويتيين وتعيش معنا في منازلنا.

نفخر بأعضاء الفريق الذي لا تسمح مساحة العمود بذكرهم، لكن وحسب أدبيات الفريق المنشورة، فهم بحاجة إلى سفينة تحمل معداتهم لتطوف بسواحل الدول الإفريقية بدلاً من الطائرات التي تتلف معداتهم بسبب ارتجاجات الهبوط والإقلاع، ونتمنى أن يصيبهم ما أصاب فريق رحلة الأمل الذي طاف العالم بسفينة أصبحت سفيراً لذوي الاحتياجات الخاصة قبل أعوام، وبدعم من سمو أمير البلاد.

يبقي القول إن رحلة بِنين استكمال لبرنامج بدأ عام 2010 في كينيا، وجامبيا، وصومالي لاند، وتنزانيا، وجيبوتي، وهو مستمر في عطائه، لا لتخفيف آلام الناس فقط، بل لنشر رسالة كويتية مختلفة تخرج عن "سوق السياسة" المبتذل الذي أثر سلباً في نفسيات الناس هنا في الكويت.

فشكراً لفريق الأمل الطبي، وبانتظار السفينة التي يُريدون.

back to top