أيادي الخير الكويتية تواصل عطاءها لإغاثة المحتاجين حول العالم

نشر في 28-04-2018 | 13:04
آخر تحديث 28-04-2018 | 13:04
الساير يفتتح مشروع دار لليتيمات السوريات
الساير يفتتح مشروع دار لليتيمات السوريات
مع اقتراب شهر رمضان المبارك حيث تتجلى جميع معاني الإنسانية والعطاء دون تمييز أدخلت المساعدات الكويتية البهجة والفرحة على قلوب المحتاجين في شتى بقاع العالم وذلك انطلاقاً من دورها الإنساني الرائد وجرياً على عادتها في مثل هذه الأيام المباركة من كل عام.

وفي بارقة أمل متجددة واصلت دولة الكويت تقديم مساعداتها الإنسانية في مسعى لتبديد ألم اليأس الذي قد يعصف بالمحتاجين والفقراء واللاجئين وإضفاء أجواء البهجة والفرحة على نفوسهم لا سيما مع اقتراب حلول شهر رمضان الفضيل.

ولا شك أن حاجة الناس على مختلف مشاربهم وأعمارهم لا سيما فئة الأيتام منهم في هذه الأيام إلى شراء الحاجات تزداد حيث يكون دور المساعدات الإنسانية في هذه الأوقات أشد استعدادا لهذا الشهر الفضيل.

بناء الإنسان

وفي هذا الإطار افتتح رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي الدكتور هلال الساير مشروع دار لليتيمات السوريات في بلدة الريحانية بمدينة هطاي جنوب تركيا.

وأكد الساير في كلمة خلال حفل افتتاح المشروع الذي يحمل اسم «مدينة بناء الإنسان» حرص الجمعية ورغبتها في التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين الأيتام في تركيا نظراً لما يعانونه من ظروف معيشية قاسية وحاجتهم إلى توفير سبل العيش الكريم.

وقال أن «الجمعية أولت للأشقاء السوريين في تركيا اهتماماً كبيراً للتخفيف من معاناتهم وتحسين ظروف حياتهم وترجمت ذلك عملياً على أرض الواقع من خلال مبادرتها في إنشاء دار الأيتام».

وأضاف الساير أن المشروع يهدف إلى «توفير الرعاية والعناية اللازمتين لهذه الشريحة المهمة في المجتمع التي فقدت عائلها وتيتمت من هول الكارثة التي عصفت بسوريا».

وأكد أهمية معالجة المشكلات النفسية والصدمات التي تعرض لها الأيتام وحمايتهم ومتابعة تعليمهم وبناء الثقة لديهم تجاه أنفسهم والعالم لينظروا بأمل إلى المستقبل.

وقال الساير في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن برنامج الوفد الكويتي يتضمن افتتاح مشروع «فيلا» للأيتام السوريين ويحمل اسم «مدينة بناء الإنسان» في بلدة الريحانية بمدينة هطاي جنوب تركيا بالتعاون مع مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية وبتمويل من الجمعية وبيت التمويل الكويتي بقيمة 247 ألف دولار.

وأضاف أن الجمعية ستفتتح أيضاً مشروع إيواء وتمكين عوائل الأيتام السوريين بجمعية الشام لرعاية وكفالة الأيتام بمدينة «غازي عنتاب» جنوب تركيا بدعم من جمعية الهلال الأحمر الكويتية وتنفيذ جمعية الشام للأيتام وبعثة جمعية الهلال الأحمر القطري بتركيا.

وأوضح الساير أن تكلفة المشروع بلغت 142 ألف دولار تغطي تقديم الاحتياجات الضرورية لعدد 140 يتيماً ويهدف إلى توفير الدعم النفسي والخدمات الطبية والمساهمة في توفير الأمن الغذائي لعوائل الأيتام.

وأشار إلى أن البرنامج يشمل أيضاً زيارة المراكز الاجتماعية وبعض المشاريع التي نفذتها مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية في «الريحانية» إلى جانب عقد اجتماع مع جمعية الهلال الأحمر القطري التي ترتبط مع نظيرتها الكويتية بشراكة استراتيجية في «غازي عنتاب» لبحث الوضع الإنساني في الغوطة الشرقية والنازحين منها.

وأكد الساير أن الجمعية ستواصل التزامها بتقديم يد العون والمساعدة للاجئين السوريين بتركيا وفي دول الجوار السوري، معتبراً أن الجهود التي تبذلها دولة الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في مجال الإغاثة الإنسانية ومساعدة الأشقاء في سوريا تعد جهوداً متميزة ذات رؤية حكيمة.

يذكر أن فريقاً ميدانياً بجمعية الهلال الأحمر الكويتي برئاسة الساير أجرى في ديسمبر 2016 برنامجاً بتركيا تضمن المساهمة في جهود الإغاثة للنازحين السوريين ودعم عائلات أيتام وتوقيع اتفاقيات مع مؤسسات ومنظمات انسانية منها جمعيتا الهلال الأحمر القطري والتركي ومؤسسة الإغاثة الانسانية التركية لإغاثة النازحين السوريين.

الكويت إلى جانبكم

ننتقل إلى اليمن إذ طرحت حملة «الكويت إلى جانبكم» مع السلطة المحلية والمؤسسة العامة للمياه بمحافظة مأرب مشروع تأهيل مياه بالمحافظة وسط منافسة بين عدد من الشركات لتنفيذ المشروع.

وقالت الحملة في بيان صحفي أن المشروع يأتي من خلال إنشاء خط ضخ مياه «الفاو 2» وتأهيل وصيانة خط مياه «بئر عطران» وربطهما مع الشبكة الرئيسية لمشروع مياه «مأرب» ضمن أولويات الحملة في قطاع المياه وقطاعات إغاثية أخرى.

وقال وكيل محافظة مأرب عبدربه مفتاح إن ما تقدمه الكويت من مساعدات للنازحين عبر حملة «الكويت إلى جانبكم» عمل جبار في المشاريع المتعلقة بالمياه والغذاء والإيواء وغيرها.

من جانبه، بين الرئيس الدوري للهيئة اليمنية الكويتية للإغاثة أبو إسماعيل القرشي أن المشروع سيسهم في القضاء على أزمة المياه وسيحسن من تدفق المياه لمنازل المواطنين.

وذكرت الحملة أنه من المفترض أن يرى هذا المشروع النور بعد انتهاء اللجنة الفنية من تسليم المشروع للجهات المنفذة في القريب العاجل.

وتعمل حملة «الكويت إلى جانبكم» منذ ثلاث سنوات في تأهيل عدد كبير من مشاريع المياه بالمحافظات عبر مد الأنابيب وإنشاء محطات كهربائية لضمان استمرارية تدفق المياه بالإضافة إلى المضخات والغطاسات كما تعمل الحملة في قطاعات التعليم والصحة والإيواء والغذاء.

غذاء

وفي الموصل، واصلت دولة الكويت توزيع المعونات الإنسانية المقدمة من قبل الجمعيات الكويتية ومنها بيت الزكاة الكويتي إذ تم توزيع نحو 90 طناً من المواد الغذائية على النازحين من الموصل والعائدين من النزوح إلى المدينة.

وقال مندوب مؤسسة البارزاني الخيرية دايان جعفر لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أنه تم يوم أمس الأول الخميس توزيع 2200 سلة غذائية مقدمة من بيت الزكاة الكويتي على النازحين العراقيين من مدينة الموصل والمقيمين في مخيم «زردشتي» على جبل سنجار غربي الموصل.

وأضاف أن المخيم يضم 2200 عائلة يقيمون في حوالى ثلاثة آلاف خيمة، لافتاً بأن تلك العوائل يقيمون في المخيم منذ أربع سنوات مضت وهم بحاجة إلى مختلف المساعدات.

وأعرب جعفر عن الشكر لدولة الكويت لقيامها بتوزيع المعونات الغذائية على نازحي المخيم الذين هم بأمس الحاجة إلى تلك المساعدات.

وأشار إلى توزيع 750 سلة غذائية على النازحين العائدين من النزوح في حي التاميم داخل مدينة الموصل.

طبياً

ولم تغب شمس المساعدات الكويتية عن جمهورية بنين حيث أقامت دولة الكويت مخيماً جراحياً طبياً هناك بهدف مد يد العون والمساعدة على تأمين علاج العديد من الحالات الطبية في مجالات مختلفة.

وقال سفير دولة الكويت لدى بنين الدكتور فيصل المسيليم في بيان أن المخيم الجراحي جاء بالتعاون مع جمعية العون المباشر الكويتية والمستشفى الجامعي في بنين.

وأوضح أن المخيم مقام في المستشفى الجامعي في كوتونو العاصمة الاقتصادية في بنين وأكبر مدنها بالإضافة إلى مركز الصفوة للأيتام التابع لجمعية العون المباشر.

وأشار إلى قوام «فريق الأمل الطبي الجراحي الكويتي» يضم 41 شخصاً بينهم أطباء وجراحيون في تخصصات مختلفة منها العيون والأسنان والأورام والمسالك البولية والتجميل والأنف الأذن والحنجرة بالإضافة إلى فنيين وأطباء تخدير وهيئة تمريضية.

كما لفت إلى أن هذا الفريق الطبي هو الـ 11 في اطار الأعمال الخيرية وليس فقط في بنين وإنما في مختلف الدول.

وأشار إلى أنه جرى خلال اليوم الأول من المخيم التعامل مع اجمالي 150 حالة بينها 16 عملية للجراحة العامة وجراحة الأورام وتسع عمليات لجراحة التجميل والتشوهات الخلقية وتسع أخرى لجراحة الأنف والأذن والحنجرة وأورام الرقبة و14 عملية لجراحة الأطفال والمسالك البولية و69 عملية لجراحة العيون و33 عملية لجراحة الأسنان.

وأشار البيان إلى أن مسؤولي بنين أعربوا في كلمات لهم خلال حفل الافتتاح عن شكرهم وتقديرهم لدولة الكويت قيادة وحكومة وشعباً على تقديم المساعدة والعون لجمهورية بنين.

وتهدف جمعية العون المباشر من خلال أنشطتها للقيام بأعمال التنمية للمجتمعات الأقل حظاً مستهدفة بذلك الفئات الاجتماعية الأكثر احتياجاً والمرضى والأيتام ومنكوبي الكوارث والمجاعات والقيام بكافة أنشطة البر والخير.

حرص

ويحرص سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بصفة شخصية على أعمال الخير التي امتدت إلى معظم ارجاء الأرض اضافة إلى الجهود الإنسانية التي تنظمها حكومة الكويت فضلاً عن مشاريع الجمعيات الخيرية الأهلية التي تستهدف أنحاء مختلفة من العالم بهدف مساعدة المحتاجين والمنكوبين.

وتعد الجمعيات الخيرية الكويتية علامة بارزة في ساحات العطاء الإنساني بفضل تحركاتها الميدانية السريعة في جميع المناطق وجهودها التي تندرج كجزء من الواجب الإنساني الذي يعبر عنه الموقف الرسمي للكويت قيادة وحكومة وشعبا.

وتتنوع سبل العمل الخيري في الكويت حيث تعمل الدولة جاهدة وكذلك المواطنون على تقديم المساعدات لكل من يحتاجها في أي مكان حول العالم بغض النظر عن الدين أو الوطن أو الجنس أو اللون وإيصال الاحتياجات الأساسية من طعام وشراب وخدمات صحية وتعليمية إلى المجتمعات الفقيرة.

وتحاول الجمعيات والمنظمات الخيرية الكويتية إغاثة المنكوبين في حالات الكوارث والنكبات والحروب والمجاعات وأي ظروف مشابهة لإيوائهم وإعانتهم على التأقلم مع الأوضاع وإنشاء المشاريع التعليمية والتدريبية المختلفة بهدف تنمية الطاقات البشرية واستغلالها والعمل على القضاء على الأمية لفتح الطريق أمام التقدم والتنمية.

كما يتضمن العمل الخيري الكويتي إنشاء المشاريع التنموية الإنتاجية في المجتمعات الفقيرة بغرض تمكينها من استثمار مواردها البشرية والمالية وثرواتها وتوفير فرص العمل ليتمكن أفراد المجتمع من العيش الكريم معتمدين على أنفسهم.

ويبرز عمل الجمعيات واللجان الخيرية الكويتية في الفترة الأخيرة من خلال إغاثة اللاجئين السوريين في دول الجوار مثل الأردن ولبنان وتركيا إضافة إلى إغاثة الأشقاء في اليمن والعراق وفلسطين وإقامة المشاريع في الدول الافريقية الفقيرة وبعض الدول الآسيوية.

back to top