رسالة إلى ابني عبدالرحمن

نشر في 28-04-2018
آخر تحديث 28-04-2018 | 00:01
 أسامة العبدالرحيم أكتبها إليك وأنا أعلم أنك لن تقرأها أو تستوعبها الآن وأنتَ تُكمل يومك الثالث من حياتك مع أسرتك الصغيرة التي تحتفل بحفيدها الأول، يا صغيري أنا سعيد بقدومك للحياة، وآمل أن أوفق في تعليمك وتربيتك مع تسارع التطور التكنولوجي الرهيب والخطير في الوقت نفسه، تنتظرك ألعابك وحقيبتك المدرسية وأصدقاؤك وأحبابك مع لحن الموسيقى وشمعة أعياد الميلاد، فأهلاً بك في عالمنا الصغير.

الحياة سريعة جداً ولا تشعر بمرورها، تملك الآن صفحة بيضاء نقية في حياتك، جميعنا نخطئ، فحاول أن تقلل من أخطائك، لا تحوّل الاختلاف إلى خلاف، أحبب ولا تكره، تفاءل ولا تتشاءم، استمع أكثر مما تتكلم، وابتسم أكثر مما تتجهم.

يا عبدالرحمن أنت لم تختر أصلك ولا دينك ولا لونك، فتعامل مع الناس باحترام، ولا تفرق أو تحكم على شخص على أساس دينه أو عرقه أو لونه، ساعد الفقراء وقف مع المظلومين، باختصار كُن إنساناً، فالإنسانية عملة نادرة في حياتنا، ولا تُكفر أحداً وتعايش مع الجميع بسلام، ارفض الطائفية والعنصرية والقبلية وحاربها.

استخدم عقلك دائماً ولا تجعله مغيباً تحت تخدير الدعاية الرأسمالية والإمبريالية، اجتهد وابحث واقرأ وفكر خارج الصندوق، الحرية يا ولدي ليست شعاراً بل ممارسة يومية، فلن أقيّدك في خياراتك بل ستجدني خلفك دائماً داعماً لك، فاختر ما تريد لا ما يريدون، تزوج مَن تحب لا مَن يحبون، وتذكر أن المرأة ليست ناقصة عقل أو عورة بل ثروة إنسانية تجدها في جدتيك وأمك وعمتيك وخالاتك.

اقرأ عن غسان كنفاني وفهد العسكر، واتبع رسومات ناجي العلي «حنظلة» واجعلها بوصلتك، فهي من سينير طريقك في عتمة الظلام، شجع زعيم إنكلترا مانشستر يونايتد، استمع لفيروز ومارسيل خليفة وعبدالله الرويشد ونوال الكويتية، اسأل عن ملحمة شهداء بيت القرين وتوحد الكويتيين بعد تفجير مسجد الإمام الصادق، اقرأ عن دور الحركة الوطنية والديمقراطية في الكويت، وتذكر أن دمك أحمر وقلبك على اليسار.

back to top