أرمينيا: حوار بشأن المرحلة الانتقالية بعد «الثورة المخملية»

الكرملين: لا يمكن مقارنتها بانقلاب أوكرانيا

نشر في 25-04-2018
آخر تحديث 25-04-2018 | 00:04
 أرمن يرفعون علماً عملاقاً خلال إحيائهم ذكرى المجزرة في يريفان أمس (رويترز)
أرمن يرفعون علماً عملاقاً خلال إحيائهم ذكرى المجزرة في يريفان أمس (رويترز)
غداة احتفالات المعارضة السياسية في أرمينيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، الواقعة في القوقاز، باستقالة رجل ارمينيا القوي سيرج سركيسيان ( 63 عاما)، من رئاسة الحكومة، أعلن رئيس البرلمان إدوارد شارازانوف، أمس، أن قيادة البلاد والمعارضة اتفقتا على بدء حوار سياسي اليوم حول مصير البلاد والعملية السياسية.

والتقى النائب نيكول باشينيان، قائد "الثورة المخملية" التي استمرت 11 يوماً أمس رئيس الوزراء السابق كارين كاربيتيان الذي عاد مؤقتا الى منصبه، لمناقشة نقل السلطة في هذا البلد البالغ عدد سكانه 2.9 مليون نسمة.

وقال زعيم المعارضة إن البرلمان سينتخب رئيس وزراء جديدا خلال اسبوع، وأن انتخابات برلمانية جديدة قد تجري في البلد الحليف لموسكو والمقرب من طهران.

ويفترض أن تلي استقالة سركيسيان استقالة الحكومة بأسرها، وأمام الاحزاب الممثلة في البرلمان سبعة ايام لاقتراح مرشحيها الى منصب رئيس الوزراء.

والمعركة السياسية لم تنته بالتأكيد، إذ يهيمن على البرلمان ائتلاف يقوده "الحزب الجمهوري" بزعامة سركيسيان الذي لديه 65 نائبا من 105.

وخلال الاحتفالات في ساحة الجمهورية في العاصمة يرفان، قال باشينيان: "مواطن ارمينيا الأبي، لقد انتصرت ولا احد يمكنه ان يحرمك هذا النصر. اهنئك ايها الشعب المنتصر".

وأضاف: "ثورتنا المخملية ربحت لكنها ليست سوى الخطوة الاولى. ثورتنا لا يمكن ان تقف في منتصف الطريق وآمل ان تواصلوا (التحرك) حتى النصر النهائي".

وكان سركيسيان شغل سابقاً منصب رئيس الجمهورية السوفياتية السابقة مدة عقد، حتى وصل إلى نهاية فترة ولايته هذا العام. وابتعد سركيسيان عن قيادة البلاد مدة أسبوع ونصف فقط قبل أن يعود رئيسا للوزراء. وكان جرى تعديل الدستور قبل عامين لتعزيز سلطات رئيس الوزراء ولا يترك للرئيس إلا سلطات شرفية.

وفي نيويورك، دعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، الى "ضبط النفس ومواصلة احترام الحقوق الديمقراطية وحكم القانون، إضافة الى المحافظة على السلام والاستقرار في ارمينيا والاقليم كله وتجنب الخطابات التحريضية، والمشاركة بصورة مجدية في حوار بنّاء ومفتوح".

موسكو

وفي موسكو، أعرب الناطق باسم "الكرملين​ ​دميتري بيسكوف​، عن أمل روسيا في "المحافظة على الاستقرار السياسي الداخلي في ​أرمينيا​، وفي أن يتمّ الاتفاق بين مختلف القوى السياسية في أرمينيا، وأن تتضّح تركيبة القوى السياسية في هذا البلد في المستقبل القريب".

وقال: "حتّى الآن، نحن نرى أنّ الوضع، لا يسير بأي شكل في طريق زعزعة الاستقرار، وذلك يدعو إلى الرضى. بالأمس قلنا إنّ كلّ ما يحدث في يريفان هو شأن داخلي يخصّ أصدقائنا ​الأرمن​"، رافضاً "مقارنة الأحداث في أرمينيا بالأحداث الّتي شهدتها ​أوكرانيا​، فالحالتان مختلفتان تماماً".

وسركيسيان يعتبر حليفاً مقرباً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبدرجة أقل من طهران. ورغم أن المعارضة التي قادت "الثورة المخملية" لم تعترض على سياسات سركيسيان الخارجية ولم تظهر أي حساسية تجاه موسكو، فإن مراقبين تحدثوا عن أيدٍ خفية في حركة المعارضة لأنصار الرئيس السابق تير بيتروسيان، الذي عرف بابتعاده عن موسكو، مشيرين الى أن النفوذ الروسي في أرمينيا يتعرض لاختبار قاس.

ذكرى «الإبادة»

وتزامنت هذه الاحداث مع احتفال الأرمن كما في 24 ابريل من كل عام، بذكرى ضحايا "الإبادة الجماعية"، ويحيون ذكرى ضحايا المجازر التي وقعت بين 1915 و1917 في عهد السلطنة العثمانية والتي أودت بحياة مليون ونصف مليون أرمني.

وأعرب بيسكوف عن أمله في تعيين قائد جديد "تقبله جميع القوى التي تمثل الشعب الأرمني". وكان بوتين قد اتصل بسركيسيان الأسبوع الماضي ليهنئه بانتخابه رئيسا للوزراء، رغم الاحتجاجات.

back to top