دار «المشرق» في بيروت تحتفل بـ 110 أعوام على «المنجد»

• مرجع لغوي رائد في حفظ اللغة العربية وتجديدها ونشرها

نشر في 25-04-2018
آخر تحديث 25-04-2018 | 00:10
تحت عنوان «المنجد… المعاصر دوماً» احتفلت دار المشرق اليسوعيّة لنشر الكتب في لبنان والدول العربيّة، بالشراكة مع كلّية اللّغات والترجمة في جامعة القدّيس يوسف في بيروت بمرور مئة وعشرة أعوام على صدور «المنجد»، وبإطلاق «المنجد الإلكترونيّ»، و»المنجد المفصّل» 2018 بنسختَيه عربيّ/ فرنسيّ، وعربيّ/ إنكليزيّ، وذلك برعاية وزير الثقافة بلبنان غطاس خوري ممثلاً بعميد كلية الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد البروفسور أمين فرشوخ، وفي حضور ممثلي بعثات دبلوماسية وأكاديميين في حقول اللّغات والألسنيّات والتربيّة والتعليم ومهتمين وطلاب.
افتتح البروفِسور سليم دكّاش اليسوعيّ، رئيس جامعة القدّيس يوسف في بيروت، الاحتفال بمرور 110 أعوام على صدور «المنجد»، بكلمة تحت عنوان «المنجد… التاريخ إن حكى»، أوضح فيها أن «المنجد في صيغته، كما رآها وطورها الأب لويس المعلوف اليسوعي، كانت الأولى من نوعها في العالم العربي والإسلامي من حيث العودة إلى الجذر الثلاثي أو الرباعي والإيجاز في الدلالة وإيراد التعابير في قديمها وجديدها»، معتبراً أن المنجد في صياغته الجديدة وُضع ليكون أداة في إخراج اللغة العربية من زمن الانحطاط، وخير مساعد للطالب والمثقف وللكاتب العربي في قدرته على استخدام اللغة العربية، والإسهام في النهضة الأدبيّة العربيّة الكبرى.

أضاف: «رغب الأب لويس المعلوف، منذ البداية، في أن يُلحق قسماً آخر بمنجده، هو قسم الأعلام، وسماه قسم العلوم والمعرفة. إلا أن ضيق الوقت لم يسمح له بإعداده، فحضّر الأب فرديناند توتل ذو الأصول المارونية الحلبية أعلام العلوم والأدب والتاريخ، وصدرت طبعة السنة 1930 ملحقة بقسمها الأخير الخاص بأعلام الأدب والعلوم، وخصوصاً العربية منها».

أما الأب صلاح أبو جودة اليسوعيّ، مدير دار المشرق، فسلّط الضوء على انسجام المنجد مع رؤيةِ الرهبانيَّةِ اليسوعيَّةِ التربويَّةِ التي تؤمِنُ بالعلمِ أساساً يبني الإنسانَ ومجتمعه، مشيراً في كلمته «المنجد هو القاموس»، إلى أن المنجد في اللغة العربية، في طليعة الأعمال الأدبية النادرة التي تصير أسماؤها وكأنها أسماء جنس، وبات مرجعاً لغوياً يمتاز بسهولة استخدامه ودقة لغته وصدقيته، فيكون للطالب والتلميذ والأستاذ والباحث والمثقف خير رفيق.

أضاف أن «دار المشرق، تعمل من خلال الاختصاصيين في اللغة والعلم، على رفد المنجد بآلاف الكلمات الجديدة، وتوضيح كلمات قديمة بشروح علمية وتعابير حية وتطوير طريقة استخدام المنجد لتزداد سهولة مع مراعاة تقاليد المعاجم.

بعد ذلك، ألقى البروفِسور أمين فرشوخ، كلمة وزير الثقافة الدكتور غطّاس خوري، اعتبر فيها أن المنجد يسّر للطالب والمعلم والباحث، ولكل من يرغب في أن تكون عبارته صحيحة وأن يجد فيه مبتغاه في البحث عن مفردات وما يماثلها.

أضاف: «كم نحن في لبنان رواد في حفظ اللغة العربية وفي تجديدها وفي نشرها، وفي التأسيس لعلومها وفي تعليمها. أكدنا في تاريخنا كله، أن انفتاحنا على الثقافات وعلى اللغات وعلى العلوم بتنوعها وتجددها، هو ما جعل جامعاتنا تحتضن النخب اللبنانية والعربية الواعدة، وجعل دور نشرنا، ذات الرسالة، تنتج كتبنا التعليمية والتثقيفية، ومنها المناجد والقواميس لتكون منابع العلم ومعالم السبل إلى المعرفة».

ختم: «في مثل هذه الاحتفالية نؤكد هويتنا الثقافية، مقدرين جهود علمائنا وروادنا وأصحاب الرؤى في ماضينا وحاضرنا ومشجعين للجيل الجديد ليزرع أيضاً، متفائلاً بمستقبله وبمستقبل الوطن».

تحت عنوان «… ويبقى منجد الطلّاب وسيلةً للتواصل»، أبرز الأب بطرس عازار، أمين عامّ المدارس الكاثوليكيّة في لبنان، الدور المهمّ الذي يؤدّيه المنجد، لا سيما منجد الطلّاب، الذي أوصى باستعماله إلى جانب المنجد المفصّل 2018 بنسختيه، «لأنّ المنجد سيُنجد الطلّاب في تكوينهم وتربيتهم على «الحريّة المسؤولة، والحوار الإيجابيّ، والتواصل الفاعل»، ويُساعدهم في أن يكونوا بُناة التقدّم والتطوّر في عصر التكنولوجياً».

مداخلات تقنية

بعد ذلك كانت مداخلات تقنيّة استهلتها البروفِسورة جينا أبو فاضل سعد، عميدة كلّيّة اللّغات والترجمة في جامعة القدّيس يوسف، بكلمة بعنوان «المنجد الثنائيّ 2018: على دروب الترجمة» عرضت فيها المسيرة الّتي قادت فريق إعداد المنجد، الذي حضَر في غالبيته الحدث، فسلَّطت الضوء على الصعوبات الّتي واجهتهم… منها تعدّدية المعنى والصور البلاغية والأمثال، «فلا يغفل على أحد أنّ المفردة الواحدة قد تكتسي معانيَ متعدّدة ومختلفة باختلاف السياقات التي تندرج ضمنها».

المداخلة التقنيّة الثانية كانت للبروفِسور هنري عويس، عميد كلّيّة اللّغات والترجمة الفخريّ ومدير مرصد اللّغات/ العربيّة وأخواتها في جامعة القدّيس يوسف، تحت عنوان «ماذا تأخذون: الجعة أو ماء الشعير أو البيرة؟»، فتوقف عند أبرز ما يُميّز إصدار المنجد المفصّل 2018، ذلك أنه أبقى الاختيار في عهدة المترجم، وطرح أهمّ مفهوم في الترجمة وأبرزه على الغلاف، ألا وهو: «الاستعمال في السياق».

أمّا المداخلة الثالثة في عنوان «ما بعد المنجد»، فكانت للبروفِسور جرجورة حردان، مدير المعهد العالي لإعداد الدكتوراه في علوم الإنسان والمجتمع في جامعة القدّيس يوسف، فأكد، في قسمها الأوّل، أنّ ما سيأتي بعد المنجد، هو المنجد نفسه، ودعا في القسم الثاني إلى «تعديل جوهريّ في إعداد معاجمنا العربيّة، خصوصاً الحديثة منها، والمنجد من بينها».

ختاماً، كانت مُداخلة البروفِسور أمين فرشوخ، بعنوان «المنجد، في اللّغة والحداثة»، أثنى فيها على الجهود المبذولة، واقترح أن تُعقد جلسات يشارك فيها علماء وباحثون مهتمّون بالعمل المعجميّ، ليقدّموا اقتراحات عملية، بعد قراءة نقدية للمعجم، كي يحافظ على طابعه المعاصر على الدوام.

موقع إلكتروني ومعرض

تبع المداخلات، إطلاق مايا شرفان متّى، مديرة التواصل والعلاقات العامّة في دار المشرق ومقدِّمة الحدث ومنظِّمته، المنجد الإلكترونيّ على الرابط www.mounged.com.

ورافق الاحتفال معرض ضمّ أكثر من 30 منجداً نادراً في نسخاتها الأولى، ويعود بعضها إلى عام 1913 مرفقة بنحو 20 مقالاً من الصحُف اليوميّة منذ عام 1932.

المنجد سيُنجد الطلّاب في تكوينهم وتربيتهم على الحريّة المسؤولة والحوار الإيجابيّ والتواصل الأب بطرس عازار

اقترح البروفسور أمين فرشوخ أن يقدم علماء وباحثون مهتمّون بالعمل المعجميّ اقتراحات ليحافظ المعجم على طابعه المعاصر
back to top