موسكو تتراجع وتتريث في تزويد دمشق بـ «S300»

إسرائيل تعتزم تدمير المنظومة قبل نصبها وتهدد بتصفية الأسد إذا سمح بهجوم إيراني

نشر في 24-04-2018
آخر تحديث 24-04-2018 | 00:05
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف
مع توالي التقارير عن حسمها الصفقة المجمدة منذ عقد، تريثت موسكو مجدداً في اتخاذ قرار تزويد الرئيس السوري بشار الأسد بمنظومة الدفاع الجوي «S300»، التي تقف إسرائيل لها بالمرصاد، رغم تأكيدها المستمر أن ضربة واشنطن وباريس ولندن لحليفتها دمشق عكرت الأجواء وضيعت أفق الحل السياسي.
سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالرد على تقارير نقلتها صحيفة "كوميرسانت" الروسية عن مصادر عسكرية عن قرب توريد منظومات الدفاع الجوي الصاروخية "S300" إلى الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أن القرار، الذي يختلف المراقبون بشأن تغييره موازين القوى في المنطقة، لم تتخذه موسكو بعد.

وبعد 4 أيام على إعلانه أن ضربة واشنطن وباريس ولندن الصاروخية للمنشآت الحكومية السورية في 14 أبريل أحلت روسيا من أي التزام أخلاقي يمنعها من تسليح الأسد بالمنظومة الصاروخية الأكثر تطوراً مما لديه، قال لافروف، في بيان نشرته وزارة الخارجية، "لا أستطيع القول، إن القرار قد اتخذ. وننتظر قرارات ستتخذها القيادة الروسية مع ممثلين عن سورية، ومن المؤكد أنه لا توجد أسرار وكل شيء بهذا الخصوص سيتم إعلانه".

ورفض المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف التعليق على تقرير "كوميرسانت" عن "حل مسألة تزويد الجيش السوري بمنظومات «S300» وأنه سيتسلمها في المستقبل القريب"، لكنه شدد على أن الضربة الثلاثية الغربية عكرت الأجواء في المنطقة وألحقت أضراراً كبيرة بعملية السلام السورية والتعاون الدولي".

رد إسرائيلي

ولم تخف مصادر "كوميرسانت" العسكرية أن روسيا تعتقد أن تل أبيب سترد سلباً على هذا التطور، وربما تقصف المنطقة الموجود بها "S300" بها، مشيرة إلى أن دمشق تعاقدت في 2010 مع شركة "روسوأبورونإكسبورت" على توريد 4 منظومات وتم نقل محطات الرادار فقط إليها، وحالت الحرب المستمرة والتحذيرات الإسرائيلية دون اتمام الصفقة، التي ستسمح لها بالسيطرة على أجواء المنطقة.

ووفق المصادر، من المخطط توريد "S300" إلى دمشق مجاناً في إطار المساعدة العسكرية والتقنية، ومن المتوقع أن تمكن النظام من إنشاء نظام أمني متعدد المستويات خلال فترة قصيرة، يحمي دمشق والقواعد العسكرية من الغارات الصاروخية المحتملة، مبينة أن تدريب الجيش السوري على استخدامها سيتغرق 3 أشهر تتطلب في المرحلة الأولية وجود العسكريين الروس في المواقع التي سترابط فيها.

ضربة وتسوية

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني وانغ يي في بكين، اعتبر لافروف أن الدول المؤيدة لضربة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أجبرت على ذلك واضطرت لدعمها رغم إدراكها أن هذه الطريقة غير مقبولة لحل أخطر الأزمات الدولية، مؤكداً أن هذه العملية محاولة لتعطيل تحقيق منظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتقويض التطورات الإيجابية في تسوية الأزمة.

وناقش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً الوضع في سورية، واتفقا على "مواصلة بذل الجهود المشتركة لاستئناف المباحثات السلمية على أساس القرار الدولي رقم 2254 ونتائج الحوار السوري في سوتشي".

وأفاد الكرملين بأن بوتين أبلغ ماكرون بالخطوات الروسية بالتعاون مع شركائها في محادثات أستانة لتسهيل الأوضاع الإنسانية في سورية، مجدداً تأكيده أن الضربة الغربية انتهاك صارخ للقانون الدولي، وأدت إلى تعقيد التسوية.

وخلال استقباله مساعد وزير الخارجية الايراني محمد جابري أنصاري، اتهم الأسد​ "​أميركا​ و​بريطانيا​ و​فرنسا ​وأدواتها بدول المنطقة بدعم ​الإرهاب منذ اليوم الأول في الحرب على ​سورية​"، مؤكداً أن "عدوانها المباشر أخيراً لن ينجح في وقف الحرب التي ستتواصل حتى استعادة السيطرة على كامل الأراضي".

اغتيال الأسد

وفي تأكيد لخبر انفردت "الجريدة" بنشره في 3 فبراير الماضي بأن إسرائيل اتخذت قراراً بإدراج الأسد على قائمتها للاغتيالات بعد تحوله إلى رأس حربة للمشروع الإيراني، هدد وزير الطاقة والموارد المائية يوفال شتاينتس بأن "أي حرب ستُشن على إسرائيل من سورية ستجلب تداعيات فتاكة على الأسد​"، مشدداً على أنه "إذا سمح لأحد. إيران أو أي طرف آخر. بإعلان الحرب فإنه لن يبقى هو أو نظامه موجوداً، وستكون حياته نفسها مهددة ويتحمل المسؤولية الكاملة وكافة المخاطر المترتبة على ذلك".

ونبّه شتاينتز، وهو أيضاً عضو مجلس الوزراء الأمني المصغر، بأن "ما يحدث في سورية قد يكون حاسماً لمستقبل إسرائيل وأمنها"، آملاً ألا تتدهور الأمور لتتطور إلى حرب شاملة".

وقال: "إننا مصممون على منع الوجود الإيراني العسكري على حدودنا الشمالية وذلك يجب أن يكون واضحاً للايرانيين ولبشار الأسد، وألا يأخذ على عاتقه المخاطر التي سيندم عليها في المستقبل".

طوق إيراني

وقبله، أكد وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان سياسة حكومته بألا يكون لإيران وجود راسخ في سورية، قائلاً: "مهما كان الثمن لن نسمح بوضع طوق حول رقبتنا".

وعندمت سئل إذا كان ذلك يعني أن الحرب وشيكة قال ليبرمان: "أتعشم لا. أعتقد أن دورنا الأساسي هو منع الحرب وهذا يتطلب ردعاً ملموساً وحقيقياً بالإضافة إلى الاستعداد للعمل".

وأشار وزير المخابرات إسرائيل كاتس إلى أن القوى الكبرى قد تتدخل للحد من نشاط إيران في سورية، موضحاً أن إسرائيل "لا تحرص" على التصعيد. لكنه إظهار قوتها "يمكن أن يجابه الإيرانيين ويمكن أن يوضح للروس، الذين يسعون للاستقرار، أن الأمر يستحق أن يستخدموا نفوذهم ونفس الشيء ينطبق على الولايات المتحدة وفرنسا وكل الآخرين".

في المقابل، شدد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ، في تصريحات لموقع "المونيتور" ومحطة "سي.بي.إس نيوز"، الأميركيين، على أن "وهم الإطاحة بالأسد" بالعمل العسكري لن يجلب إلا المزيد من الهزائم والخسائر لم يتخل عنه، محذراً من أنه إذا شنت إسرائيل غارات أخرى في سورية ستكون لها "عواقب".

وأوضح ظريف، الذي رأى أن حدوث تصعيد كبير و"حرب إقليمية" أمر غير محتمل، أن إيران "أرسلت مستشاريها للمنطقة لمنع سقوط سورية بيد الإرهابيين، وكذلك لمنع سقوط بغداد وأربيل ومتى انتهت هذه المسألة ستغادر".

استعادة العاصمة

على الأرض، واصل النظام لليوم الرابع على التوالي معركته الهادفة إلى استعادة كل الأراضي المتاخمة للعاصمة، مستهدفاً معقل تنظيم "داعش" وفصائل المعارضة في منطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحيي الحجر الأسود والتضامن. وأكدت صفحات موالية مقتل العشرات من عناصر النظام وميليشياته خلال الـ 24 ساعة الماضية. ونشرت صوراً وأسماء 25 قتلوا خلال الاشتباكات الجارية مع "داعش" في حي الحجر الأسود و13 من الفصائل الفلسطينية بينهم 3 ضباط من حركة "التحرير الوطني" في مخيم اليرموك.

وعلى جبهة أخرى، ألقت مروحيات النظام مناشير تدعو المدنيين في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إلى مغادرة مواقع الفصائل المسلحة و"جبهة النصرة" سابقاً.

بعد فشل المفاوضات بين هيئة التفاوض الممثلة لريف حمص الشمالي مع الجانب الروسي، شنت ميليشيات النظام أمس، هجوماً على أكثر من محور للضغط على وإجبارها على قبول شروطها.

الأسد وأنصاري

وقال الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، إن الهجوم الثلاثي الذي شنته أميركا وبريطانيا وفرنسا على مواقع في بلاده "لن ينجح في وقف الحرب على الإرهاب".

وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان ذلك جاء في اجتماع عقده الأسد مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية جابري أنصاري، الذي يزور دمشق حاليا.

واعتبر الرئيس السوري ان "تلك الدول ومعها مجموعة من أدواتها من دول المنطقة كانت تدعم الإرهابيين منذ اليوم الاول للحرب على سورية، وعدوانها المباشر أخيراً لن ينجح في وقف الحرب على الإرهاب، التي ستتواصل حتى استعادة السيطرة على كل الأراضي السورية".

من جانبه، قال انصاري وفقاً لسانا "كان هناك توافق في الآراء حول مختلف القضايا التي طرحت خلال اللقاء وعلى أهمية استمرار سورية وإيران في تعزيز تعاونهما وتنسيق مواقفهما، لما فيه مصلحة شعبيهما، وتحقيق الاستقرار في المنطقة".

وأشار إلى أن "الدافع الحقيقي" وراء الهجوم الثلاثي "هو الانتصارات التي يحققها الجيش السوري والقوات الرديفة والحليفة على الإرهابيين، وخوف تلك الدول من استمرار هذه الانتصارات بنفس الوتيرة وامتدادها الى مناطق جديدة".

منشورات تدعو المدنيين لمغادرة مواقع المعارضة في ريفي حمص وحماة

الهجوم الثلاثي لن ينجح في وقف الحرب على الإرهاب الأسد
back to top