أفضل طعام صلب تقدِّمينه لطفلك!

نشر في 24-04-2018
آخر تحديث 24-04-2018 | 00:00
No Image Caption
يُشكّل الفطام مرحلة مثيرة للاهتمام للأم تقدّم لها فرصة حقيقية لتوطِّد علاقتها بطفلها، فضلاً عن أن البدء بتناول الطعام الصلب يشكّل نوعاً من المغامرة. تساهم هذه المرحلة في تحديد روتين معيّن للطفل وتعرّفه إلى نكهات، وخلطات، ومواد مغذية جديدة.
مع بلوغ الطفل شهره الرابع إلى السادس، يصبح مستعداً على الأرجح للبدء بتناول الأطعمة الصلبة. ولكن من الضروري ألا تنسي أن هذه العملية تقوم في البداية على التعرف إلى الأسس أكثر من تناول الطعام. لذلك من الضروري أن تستهلي هذه العملية بحصص صغيرة تقتصر على نوع من الطعام، ثم انتقلي تدريجياً إلى ثلاث وجبات: الفطور والغداء والعشاء. وتذكري أن هذه عملية تعلّم بالنسبة إليك وإلى طفلك على حد سواء.

أفضل بداية

تذكر توصيات وزارة الصحة أن عملية الفطام يجب ألا تبدأ قبل بلوغ الطفل شهره السادس، وأن من الضروري ألا يتناول أي طعام غير حليب الأم أو الحليب الاصطناعي خلال الأشهر الستة الأولى من حياته. كذلك يشير بعض الدراسات إلى أن الانتظار حتى هذه المرحلة قبل البدء بإدخال الأطعمة الصلبة إلى غذاء الطفل يتيح لجهازه الهضمي المزيد من الوقت لينضج. ويشدّد الأطباء أيضاً على أهمية أن يقتصر طعام الطفل خلال الأشهر الستة الأولى على حليب الأم. وتستطيع الأخيرة، إذا شاءت، أن تبدأ بإدخال السوائل إلى غذاء الطفل، مثل الحساء والعصير. ابدئي بصنف واحد في الأسبوع الأول، ثم صنف آخر في الأسبوع الثاني وهكذا دواليك. وفي الشهر الخامس، أعدي خلطات من أنواع العصائر أو الحساء التي أطعمتها لطفلك في الشهر السابق، وراقبي مدى تقبّله التغير في أنماط غذائه. ولا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن الحليب الاصطناعي قد يؤدي إلى مشاكل مثل تسوس الأسنان واختلالها، وغازات المعدة، وذات الرئة.

علاوة على ذلك، لكل طفل طريقة نمو مختلفة، ولا يمكن تطبيق القواعد ذاتها على الأطفال كلهم. لذلك، على الأم أن تميّز بنفسها طريقة نمو طفلها. وإذا لاحظت أنه مستعد للانتفال من حليب الأم إلى الأطعمة الصلبة، تنصح وزارة الصحة الأميركية بالبدء تدريجياً بتعريفه إلى مأكولات صلبة بسيطة. لكننا ننصحك بالانتظار حتى نهاية الشهر الرابع قبل الإقدام على خطوة مماثلة لأن جهازه الهضمي لا يكون نضج بالكامل قبل هذه السن. وإن كنت تتساءلين عما إذا كان طفلك يعرب عن إشارات إلى أنه بات جاهزاً للاستمتاع بالأطعمة الصلبة، إليك بعض المؤشرات:

• يصبح الطفل مستعداً للبدء بتناول أطعمة صلبة بسيطة حين ينجح في الجلوس مستقيماً ويبقي رأسه ثابتاً ومتوازناً.

• وعندما يتمكن من تنسيق الحركات بين عينيه، ويديه، وفمه.

• وعندما يطوّر القدرة على بلع طعامه. يعمد الطفل الذي لم يكتسب بعد هذه القدرة إلى دفع الطعام مجدداً إلى خارج فمه بواسطة لسانه.

الفطام: المرحلة الأولى

قدمي لطفلك في البداية طعاماً مطحوناً ناعماً ولزجاً. وتشمل الأطعمة المثالية التي يمكنك البدء بها فاكهة مثل التفاح، والإجاص، والموز، والأفوكادو أو خضراوات مثل الجزر، والبطاطا الحلوة، واليقطين. لا تتوقعي أن يأكل طفلك كمية كبيرة من الطعام خلال الأسبوع الأول. لذلك اكتفي في البداية بوجبة من الطعام الصلب يومياً. واختاري فترة من النهار تكونين فيها أنت وطفلك مرتاحين ومسترخيين وأمامكما متسع من الوقت. أما إذا لم يبدُ لك مهتماً بما تقدمينه له بعد محاولات عدة، فلا داعي للعجلة. انتظري بضعة أيام إضافية وعاودي الكرة.

إعداد الوجبة

لا يُعتبر تحضير وجبات الأطفال مهمة صعبة. ولكن لما كنت تتعاطين مع جهاز الطفل الهضمي غير الناضج نسبياً، فعليك أن تولي النظافة اهتماماً بالغاً. لذلك احرصي على غسل الفاكهة والخضراوات جيداً قبل البدء بإعداد الوجبة. وانتبهي لئلا تفرطي في طهوها لأن ذلك يسلبها كثيراً من موادها الغذائية. إذاً، كيف يمكنك أن تتأكدي من أن طفلك يحصل على وجبة صحية ومتوازنة؟ يعتمد الجواب على الطريقة التي تقررين تحضير الطعام بها:

• اطهي الفاكهة والخضراوات على البخار. تُعتبر هذه أفضل طريقة على الأرجح للحفاظ على المواد المغذية في المكونات.

• السلق فاعل أيضاً، ولكن احرصي على استخدام قليل من ماء السلق أثناء الطحن. وهكذا تنجحين في الاحتفاظ بكمية أكبر من المواد المغذية.

• يشكّل استخدام الميكروويف خياراً فاعلاً آخر.

• صحيح أن الخبز في الفرن يستغرق وقتاً أطول، إلا أنه صحي ويساهم في الحفاظ على أكبر جزء من المواد المغذية.

وجبات

إليك بعض الوجبات السريعة والسهلة التحضير:

الإجاص المهروس

قشري إجاصتين، اقسميهما إلى نصفين، انزعي نواتهما، وقطعيهما. إذا كان الإجاص ناضجاً جداً، قد لا تحتاجين إلى إضافة الماء. ولكن إذا كان صلباً، فاغمريه بقليل من الماء واطهيه على نار هادئة إلى أن يطرى. تستغرق هذه العملية نحو أربع دقائق. اطحنيه بعد ذلك وقدميه. كذلك يمكنك استبدال تفاحة بإحدى الإجاصتين. وهكذا يستمتع طفلك بخليط من الإجاص والتفاح المطحون.

الجزر المطحون

قشري جزرة متوسطة الحجم، انزعي ساقها، وقطعيها إلى شرائح. ضعيها في قدر صغيرة تحتوي على قليل من الماء المغلي، ثم غطي القدر، واتركيها على نار هادئة مدة 25 دقيقة أو إلى أن يصبح الجزر طرياً جداً. صفيه بعد ذلك، واحتفظي بقليل من ماء السلق. اطحني الجزر مع ماء السلق إلى أن تحصلي على خليط ناعم. قدميه لطفلك وراقبيه وهو يستمتع به.

التفاح المطحون مع القرفة

اختاري تفاحة حلوة متوسطة الحجم. وهكذا لا تُضطرين إلى إضافة السكر. قشري التفاحة، واقسميها إلى نصفين، وقطعيها. ضعي قطع التفاح في قدر صغيرة غليظة القعر مع أربع إلى خمس ملاعق من الماء وعود قرفة (اختياري). غطي القدر وتابعي الطهو على نار خفيفة إلى أن يطرى التفاح. تستغرق هذه العملية نحو سبع إلى ثماني دقائق. اطحنيه بعد ذلك وقدميه.

لا تنسي:

• أعطي طفلك قليلاً من الحليب قبل البدء بإطعامه الوجبة الصلبة. وهكذا لا يزداد استياؤه مع تنامي شعوره بالجوع وسعيه إلى اكتساب مهارات الأكل الجديدة.

• حاولي أن تطعمي طفلك كل صنف جديد في مستهل النهار. وهكذا تتفادين مواجهة أي رد فعل أرجي في منتصف الليل.

لا تستغني عن الرضاعة

يبقى حليب الأم أفضل طعام طبيعي للطفل في طور النمو لأنه يحتوي على المواد المغذية كافة التي يحتاج إليها لينمو بطريقة سليمة. ويشدد الخبراء على أهمية الاستمرار في إرضاع الطفل خلال الأشهر التسعة الأولى من حياته إن أمكن ذلك. إلى جانب الفوائد العاطفية التي تقدمها الرضاعة للطفل، يحتوي حليب الأم على مضادات حيوية تحمي الطفل من الأخماج. علاوة على ذلك، من الضروري مواصلة إرضاع الطفل أو إعطائه حليب الأطفال الاصطناعي طوال عامه الأول. وبين الشهر السادس والسنة، يحتاج الطفل 500 إلى 600 مليلتر من الحليب يومياً لينمو بطريقة صحية وسليمة.

لكل طفل طريقة نمو مختلفة ولا يمكن تطبيق القواعد ذاتها على الأطفال كلهم
back to top