إسرائيل تعرض تبادل جثامين البطش واثنين من جنودها

«حماس» تتهمها بالوقوف وراء اغتيال فادي وليبرمان ينفي تورط «الموساد» وكاتس يهدد هنية

نشر في 23-04-2018
آخر تحديث 23-04-2018 | 00:04
تلامذة البطش يتجمعون خارج المشرحة في كوالالمبور أمس (ا ف ب)
تلامذة البطش يتجمعون خارج المشرحة في كوالالمبور أمس (ا ف ب)
نفت اسرائيل الاتهامات بأن يكون جهاز استخباراتها (موساد) وراء اغتيال العالِم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا، مشيرة إلى أنها تعارض «بشدة» نقل جثمانه ودفنه في قطاع غزة، إلا بعد إعادة الجنود المحتجزين لدى «حماس» في القطاع، التي هددت بالثأر له.
حمّل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية مساء أمس الأول إسرائيل مسؤولية اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في ماليزيا.

وقال هنية خلال مشاركته في تأدية واجب العزاء لعائلة البطش في جباليا شمال قطاع غزة: "عايشنا عمليات اغتيال للعديد من علماء الأمة والشعب الفلسطيني، وفي كل مرة كان يتبدى أن هناك أجهزة مخابرات، في مقدمتها جهاز الموساد الإسرائيلي، تستهدف العلماء ليقتلوا كل روافع العلم والحضارة والنهوض في هذه الأمة".

ودعا هنية الحكومة الماليزية إلى التحقيق في جريمة الاغتيال، مؤكدا أن التحقيقات سوف تقود إلى تورط جهاز الموساد.

ولفت هنية الى أن "هناك علاقة بين توقيت جريمة الاغتيال ومسيرات العودة وكسر الحصار التي أربكت العدو الصهيوني وفضحته أمام المجتمع الدولي، من جراء الجرائم التي ارتكبها، وآخرها جريمة إعدام الطفل محمد أيوب".

وتابع أن "الاحتلال يسعى في محاولة يائسة إلى لفت الأنظار عن جرائمه، ويحاول الخروج من أزمة عدم قدرته على مواجهة إرادة الجماهير الفلسطينية والزحف الهادر الذي سيتواصل حتى تاريخ 15/ 5 ذكرى يوم النكبة وما بعده".

من جانبه، نفى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الاتهامات بأن يكون جهاز الاستخبارات (الموساد) وراء اغتيال المهندس الفلسطيني فادي البطش (35 عاما)، مشيرا إلى أن عملية قتله كانت عبارة عن "تصفية حسابات".

وأوضح ليبرمان أن "فادي البطش المنتمي إلى حركة حماس لم يكن قديسا"، مشيرا إلى "تورطه في إنتاج الصواريخ".

وزعم ليبرمان أن "هناك تقليدا لدى المنظمات الإرهابية بإلقاء اللوم على اسرائيل في كل عملية تصفية حسابات تجري في أوساطها"، مشيرا إلى أن "مهمة البطش كانت تطوير مدى ودقة الصواريخ".

وتابع: "لم يكن الرجل قديسا، وتصفية الحسابات في أوساط المجموعات الإرهابية والفصائل المختلفة أمر نشهده طوال الوقت (...)، أعتقد أن هذا ما جرى في هذه الحالة كذلك".

وقتل البطش، الذي يعيش في ماليزيا منذ 10 سنوات، بينما كان يغادر منزله للتوجه الى مسجد لأداء صلاة الفجر في غومباك بضواحي كوالالمبور، إثر إطلاق مسلحين على متن دراجة نارية النار عليه نحو 14 رصاصة.

من ناحيته، قال رئيس حزب "البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت، إن "عضو الجناح العسكري لـ "حماس" فادي البطش، لا ينبغي أن يدفن في غزة قبل إطلاق جثتي الجنديين هدار غولدين وأورون شاوول المحتجزتين لدى حماس في القطاع".

كما هدد وزير الاستخبارات الإسرائيلي، اسرائيل كاتس، باستهداف قادة "حماس"، إذا نفذت الحركة عمليات ضد أهداف إسرائيلية في الخارج.

وخاطب كاتس، وهو أيضا عضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إسماعيل هنية قائلا: "أنصح هنية بألا يكثر من الكلام، وأن يأخذ حذره".

وردا على تصريح لهنية مفاده أن "الموساد نقل المعركة بين الطرفين خارج الأراضي المحتلة"، أضاف كاتس "أن غزة أقرب بكثير من ماليزيا"، وأعاد للأذهان أنه هدد سابقا باستهداف قادة "حماس" بعد نشر فيديوات تظهر رصد قناصة فلسطينيين لقادة عسكريين إسرائيليين قرب السياج المحيط بغزة.

وشدد كاتس على أن "إسرائيل قد تعود لسياسة اغتيال القادة الفلسطينيين، وسيكون هنية من بينهم".

واستدرك بالقول: "على هنية ورفاقه أن يكونوا أكثر حذرا، وعليهم التفكير ألف مرة في أن إمكان وصول إسرائيل لهم ستكون أكيدة، وقاسية وسريعة".

وفي تعليقه على عملية اغتيال البطش، قال كاتس "إن إسرائيل لا تتطرق لمثل هذه الأحداث، ولكن حسبما نشر عن نشاطات هذه الشخص، فمن الواضح أن إسرائيل لن تذرف دمعة عليه". وتابع: "هناك أطراف أخرى غير إسرائيل في المنطقة ترى أن حماس جزء من محور الشر الإيراني، ولهؤلاء مصلحة، مثل إسرائيل، في المساس بقدرات حماس".

وعن جهود "حماس" لتطوير طائرات مسيّرة، قال المسؤول الأمني الإسرائيلي إن "حماس تسعى لتطوير قدراتها تحت الأرض (الأنفاق)، وفوق الأرض، وكذلك الصواريخ والطائرات المسيرة، ويجب على إسرائيل أن تعمل على منع حدوث هذا، كي لا يشكل خطرا على دولة إسرائيل".

وكانت "حماس" قد أعلنت أن البطش كان من أعضائها، لكن والده محمد أكد في مقابلة مع قناة "الحدث"، أن ابنه "لم ينتمِ الى أي حزب أو فصيل سياسي، بل كرّس حياته للعلم، ومن الواضح انها ضربة للموساد. فادي كان ذكيا جدا، وأي شخص ذكي يشكل تهديدا لإسرائيل".

وأمس الأول اتهمت عائلته في بيان "جهاز الموساد بالوقوف وراء اغتياله"، وطالبت "السلطات الماليزية بإجراء تحقيق عاجل لكشف المتورطين بالاغتيال قبل تمكنهم من الفرار". كما طالبت أسرة البطش السلطات الماليزية بتسهيل عملية إعادة جثمانه الى مسقط رأسه في جباليا بقطاع غزة ليدفن هناك.

في المقابل، اتهم محمد شداد (17 عاما) أحد اقرباء البطش ايضا، الموساد باغتياله. وقال ان "فادي كان عضوا في حماس ويعرف كيف يصنع صواريخ، لذلك كانت إسرائيل تعتبره خطيرا".

وفي كوالالمبور، شرّح أطباء شرعيون جثمان البطش، وأكد وزير الداخلية الماليزي أحمد زاهد حامدي انه سيتم تسليم الجثمان الى عائلته بعد انتهاء التشريح.

وفي وقت سابق، أشار زاهد إلى أن فادي كان "مهندسا كهربائيا وخبيرا في صنع الصواريخ"، مشيرا الى أن المشتبه فيهما فرا من الموقع، ويعتقد أنهما أوروبيان وعلى صلة بجهاز استخبارات أجنبي.

والد العالم الفلسطيني ينفي انتماءه إلى أي فصيل
back to top