الظفيري: إشكالية الهوية تكمن في رؤية الآخر لي

خلال مناقشته «الصهد» بنادي «معاني» للقراءة في «ميوز لاونغ»

نشر في 23-04-2018
آخر تحديث 23-04-2018 | 00:07
النهام تكرم ناصر الظفيري
النهام تكرم ناصر الظفيري
أكد الروائي ناصر الظفيري أن الرواية تمنحه حرية أكبر في المساحة من حيث المكان والزمان، معتبراً أن إشكالية الهوية تكمن في رؤية الآخر له كما يريد.
استضاف نادي معاني للقراءة الروائي ناصر الظفيري لمناقشة رواية «الصهد» في «ميوز لاونغ»، وأدارت الأمسية رئيسة النادي فاطمة النهام، وحضرها أعضاء النادي وجمع من المثقفين.

في البداية، قال الظفيري إنه يرى أن «الصهد» رواية صعبة، مشيرا إلى أنه بدأها في عام 2000، وقرأ منها فصلا أو فصلين في ملتقى الثلاثاء، ونشر فصلا في مجلة كان يصدرها د. أحمد البشارة، ومن ثم أخذ ملفاته وذهب إلى كندا، وتعطل فترات كثيرة، وصلت إلى عام 2012 أو 2013، حتى استطاع أن ينجر المشروع، لافتا إلى أن أصعب جزء هو الجزء التاريخي.

وأضاف أنه قدم بانوراما تاريخية لـ «كيف تكون المجتمع»؟، الذي تكون من هجرات، وبدأ يتكون عند الأرباب وينتقل إلى الأبناء، لكن الأوراق هي التي فرقت ناتج هذا التكون الاجتماعي، فهناك من بقي كويتيا، وهناك من بقي فلسطينيا، وهناك من بقي بدون، وهكذا. وأوضح الظفيري معنى كلمة «الصهد»، قائلا إنها تعني الحرارة التي تتركها الشمس على الأرض.

إشكالية الهوية

وتابع الظفيري أن لغته في التاريخ تختلف بالتأكيد عنها في الرواية، مشيرا إلى أنه بعد الجزء التاريخي تغير السرد تماما عندما بدأت قصة ليال وعلي شومان، لأننا دخلنا في موضوع روائي وليس تاريخيا. وأوضح أنه في الموضوع التاريخي أقرب من التاريخ إلى الراوي، لافتا إلى أنه فرض عليه أن يستخدم أسلوبا مختلفا، وبطريقة مختلفة في الطرح، وأيضا بسرد مختلف.

وذكر أن هناك إشكالية في الهوية، تكمن في تعريف ماهيتها، لافتا إلى أنها في اللغة تعريف الآخر لك، وهي كلمة «هو»، وفي اليونانية هي «الأيدي» التي تحولت إلى «أيدنتي»، وأن يعرفك الآخر ويتعرف بك، أن تحمل هوية مميزة لآخر، وليس لك شخصيا، هي ليست هوية فردية، فالهوية الفردية تنمو معك منذ الطفولة منذ بداية التعليم الأول إلى أن تصل إلى مرحلة النضج الكامل في الهوية، ولكن كيف يراك الآخر الآن؟، وعلّق قائلا: «أعتقد أنه هذه الإشكالية، أن يراني الآخر كما يريد، وليس كما أريد أنا».

مداخلات

من جانبه، د. ناصر كرماني أنه تربطه بالظفيري علاقة أخوية، مشيرا إلى أنه قرأ أغلب منتج ناصر الأدبي، وأن عاش في الفترة الأخيرة مع روايات الظفيري بشكل مكثف، لأنه كلف بأن يؤدي مشهدا في احتفالية، وأنه قرأ الروايات خلال شهر، وكان قد قرأها سابقا. بدورها، قالت النهام إنها أعجبتها في الرواية شخصية ليال التي تميزت بالشجاعة، ولكن لم تعجبها نهايتها.

وعلى هامش الاستضافة، التقت «الجريدة» الظفيري وسألته عمن يقرأ له، فقال: «الروايات تطبع طبعات كثيرة، ولكن أتصور أن الجمهور الخليجي هم الأكثر، والكويتيون بالتأكيد هم الذين يقرأون لي.

من ناحية أخرى، ذكر أن التقنية الروائية التي يستخدمها كثيرة، وتأتيه انطباعات جميلة عنها، وهذا الذي جعله مقروءا. وعن رأيه في المشهد السردي الحديث يقول الظفيري: «هو مشهد مبشر، ولا ينسى أننا في عام 90 لم يكن لدينا روائيون حقيقيون، كان لدينا فقط إسماعيل فهد إسماعيل وليلى العثمان، الآن نحن نمتلك مجموعة كبيرة من الروائيين الشباب، والذي اعتقد أنهم سيتطورون أكثر، وسيكون لهم جهد واضح وجبار، ومنهم سعود السنعوسي، وبثنية العيسى، وخالد التركي، وعبدالوهاب الحمادي، وخالد النصرالله، وهنادي الشمري، وأتصور أن الوضع مبشر كثيرا، ولديّ أمل كبير بأنه سيكون لدينا عدد كبير من الروائيين المهمين».

ثلاثة شروط

وعن سبب الإقبال على رواية الصهد علق الظفيري: أعتقد أن التنقية التي استخدمها في «الصهد»، وأيضا، واللغة، يمكن أن تكون هناك متعة في القراءة، ويبدو أن «الصهد» حققت هذه الشروط الثلاثة التي تكمن في تقنية الكتابة، والموضوع، واللغة».

وفيما يتعلق برواية الصهد استطرد الظفيري قائلا: «عملت على الرواية 13 عاما، قبل أن أذهب إلى كندا، وكان مهما بالنسبة إليّ أن أكملها، لا أعرف من أين جاءتني الفكرة، فأنا حقيقة لا أخطط لرواية، وأقول إنني سأكتب رواية تبدأ بكذا، وتنتهي بكذا، لكن كانت تجربة كلما كتبت فيها قليلا، تتطور إلى أن وصلت إلى هذا الشكل».

وبعد أن كتب الظفيري الشعر، ومن ثم القصة القصيرة، واتجه إلى الرواية، قال ردا على سؤاله عما وجده في الرواية ولم يجده في الشعر والقصة القصيرة، قال: «المساحة الزمنية والمكانية الكبيرة التي تحققها الرواية، فأنا لا أستطيع أن أكتب القصة القصيرة، وأنتقل من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان، وأرجع في التاريخ، وأذهب في مساحات مهمة حقيقية في العمل الروائي، لا يمكن أن يحققها الشعر ولا القصة القصيرة».

وأشار إلى أن القصة القصيرة هي حالة صغيرة يمكن أن تضعها في حوالي عشرين صفحة، لكن الرواية عالم كبير، لافتا إلى أنه يتوقع أن جهده في الرواية مثمر أكثر من القصة القصيرة.

الرواية تمنحني حرية أكبر في المكان والزمان
back to top