دواء يُضاف إلى الكيماوي يطيل عمر مرضى سرطان الرئة

نشر في 23-04-2018
آخر تحديث 23-04-2018 | 00:08
No Image Caption
تشير دراسة جديدة إلى أن جمع العلاج الكيماوي مع دواء يعزِّز جهاز المناعة قد يساعد مَن يعانون شكلاً عدائياً جداً من سرطان الرئة في العيش فترة أطول من دون تقدّم المرض.
برهنت تجربة سريرية جديدة في المرحلة الثالثة أن إضافة أحد أدوية العلاج الكيماوي، بيمبروليزوماب، إلى العلاج الكيماوي يضاعف فرص البقاء على قيد الحياة في حالة المصابين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وغير الحرشفية الانتقالي، الذين لا يعانون طفرات في جينة مستقبِل عامل النمو في البشرة أو جينة كيناز سرطان الغدد الليمفاوية المتحول.

نُشرت نتائج هذه التجربة، التي جرت في أكثر من 12 دولة، أخيراً في مجلة «نيو إنغلاند للطب».

عُرضت الدراسة أيضاً في اللقاء السنوي الأخير للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان في شيكاغو بإيلينوي.

توضح البروفسورة لينا غاندي، باحثة بارزة أشرفت على تقرير الدراسة ومديرة برنامج علم الأورام الصدرية الطبي في مركز لانغون الصحي في جامعة نيويورك بنيويورك: «تُظهر البيانات أن العلاج ببيمبروليزوماب والعلاج الكيماوي معاً يؤدي إلى نتائج أفضل، مقارنة بالعلاج الكيماوي وحده».

بالإضافة إلى العلاج الكيماوي، تجني مجموعات عدة من مرضى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة الفوائد من أدوية العلاج المناعي، التي تعزِّز دفاعاتهم الطبيعية المضادة للسرطان، والعلاج المستهدف، الذي يحول دون ظهور طفرات في جينات مثل جينة مستقبِل عامل النمو في البشرة أو جينة كيناز سرطان الغدد الليمفاوية المتحول بمساعدة هذا السرطان، كما تؤكد البروفسورة غاندي.

ولكن خلال السنوات الثلاثين الماضية، شكّل العلاج الكيماوي وحده «العلاج المعتمد» في حالة مَن يعانون سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وغير الحرشفية من دون طفرات في جينة مستقبِل عامل النمو في البشرة أو جينة كيناز سرطان الغدد الليمفاوية المتحول.

لكن نتائج هذه الدراسة تمهّد الدرب إزاء «رعاية معيارية جديدة» في حالة هذه المجموعة من المرضى، حسبما تضيف.

سرطان رئة عدائي

يحتلّ سرطان الرئة المرتبة الثانية بين أكثر أنواع السرطان تشخيصاً، ويُعتبر السبب الرئيس للوفيات جراء السرطان في الولايات المتحدة.

يُصنّف نحو 80% إلى 85% من سرطان الرئة ذا خلايا غير صغيرة. وينقسم هذا النوع بدوره إلى أنواع فرعية عدة. من هذه النسبة، تشكّل حالات سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وغير الحرشفية نحو 70% إلى 75%.

في معظم حالات سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، يكون المرض بلغ المرحلة الانتقالية عند تشخيصه. في هذه المرحلة، يكون السرطان غزا الأنسجة المجاورة أو انتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم.

يُعتبر هذا السبب الرئيس لتراجع معدل البقاء على قيد الحياة بين حالات سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة المشخَّصة، مقارنة بكثير من أنواع السرطان الأخرى.

في الولايات المتحدة، نال استعمال بيمبروليزوماب إلى جانب العلاج الكيماوي الموافقة لمداواة هذه المجموعة من مرضى السرطان، ذلك عقب تجربة في المرحلة الثانية شاركت في قيادتها البروفسورة غاندي.

الجمع بين العلاجَين

في تجربة المرحلة الثالثة التي نُشر تقريرها أخيراً، استعان الباحثون بنحو 616 مريضاً يعانون سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وغير الحرشفية الانتقالي اختاروهم عشوائياً من 118 موقعاً في أكثر من 12 دولة.

وزّع الباحثون المشاركين عشوائياً (بمعدل 2:1) ليتلقوا بيمبروليزوماب والعلاج الكيماوي التقليدي (405 مشاركين) أو العلاج الكيماوي المتبع ودواء وهمياً (202 مشترك).

تألف العلاج الكيماوي المعتمد من دواء يستند إلى البلاتينوم مع «علاج مداومة بدواء بيميتريكسيد».

لم يسبق أن تلقى أي من المشاركين علاجاً للسرطان قبل انضمامه إلى التجربة. كذلك لم يعانِ أي منهم طفرات في جينة مستقبِل عامل النمو في البشرة أو جينة كيناز سرطان الغدد الليمفاوية المتحول. لذلك لم يُعتبروا مؤهلين للعلاج المستهدف.

بالإضافة إلى تحسّن معدلات التفاعل، اكتشف الباحثون أن معدلات «البقاء على قيد الحياة عموماً ومن دون تقدّم المرض» جاءت أكبر في المجموعة التي تلقت العلاج الكيماوي مع بيمبروليزوماب.

كذلك تراجع احتمال تقدّم المرض أو الوفاة بين مَن تلقوا العلاج الكيماوي مع بيمبروليزوماب بنسبة 48%، مقارنةً بمن أُعطوا العلاج الكيماوي مع الدواء الوهمي.

إذاً، تشير هذه البيانات إلى أن إضافة العلاج المناعي إلى العلاج الكيماوي المعتمد القائم على البلاتينوم تضاعف تقريباً معدل البقاء على قيد الحياة عموماً ومن دون تقدّم المرض.

تذكر الدكتورة غاندي: «لا شك في أن استخدام هذه التركيبة العلاجية لمداواة هذا النوع العدائي من المرض قد يشكّل تقدّماً مهماً لإبقاء المرضى أحياء وبصحة جيدة فترة أطول».

أما احتمال التعرّض لتأثيرات جانبية، فلم يتبّدل تقريباً بين المجموعتَين: بلغ 67.2% في مجموعة العلاج الكيماوي مع بيمبروليزوماب، و65.8% في مجموعة العلاج الكيماوي مع الدواء الوهمي.

شملت التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعاً في المجموعتين فقر الدم، والغثيان، والتعب. لكن احتمال التعرّض «لإصابة في الكليتين» جاء أعلى بين مَن تلقوا العلاج الكيماوي مع بيمبروليزوماب (5.2%)، مقارنةً بمجموعة العلاج الكيماوي مع الدواء الوهمي (0.5%).

في الختام، لا بد من الإشارة إلى أن هذه التجربة تلقّت الدعم من شركة «ميرك»، وأن بعض موظفي شركة الأدوية هذه شاركوا في تحليل النتائج، والمراجعة، وإعداد التقرير. أما دواء بيميتريكسيد، فأمنته شركة أدوية أخرى تُدعى Eli Lilly.

سرطان الرئة يحتلّ المرتبة الثانية بين أكثر أنواع السرطان تشخيصاً
back to top