لا تنكروا حرية الآخرين

نشر في 21-04-2018
آخر تحديث 21-04-2018 | 00:04
 غازي لطيف دعاة الحرية والتحرر يرون أنفسهم ممثلين للجانب المشرق دائماً، لكن بعض هؤلاء يناقض نفسه، كيف ينادي بالحرية وهو يفقد معناها الحقيقي، وهي مكفولة للجميع على ألا تتعدى حقوق الآخر أو تمسها، وقس على ذلك ممارسات بعض الليبراليين الذين تتساقط أقنعتهم عندما يمارس الآخرون حرياتهم، فيتصدون لها وتنقلب حالهم إلى بيروقراطية مزاجية أو دكتاتورية، والغريب في الأمر أن مبدأهم الحرية، وهم أول من يخالفونه باستنقاص الرأي الآخر وتحجيمه حتى لو كفله الدستور والشرع.

لماذا لا تحترمون عقول الآخرين؟ هل لأنكم وضعتم أنفسكم فوق الجميع دون اكتراث بالدستور ولا حتى الشرع والأعراف الاجتماعية؟ إن التمرد على كل ما هو موجود هو سمات بعضكم، وأكبر دليل التهجم المستمر على الملتزمين دينيا بحق أو بغير حق، وكأن الوطنية لكم وحدكم في هذا الوطن، مع أن أغلب الملتزمين دينيا يريدون الفضيلة لهذا الوطن وهو حق مشروع للكل وليس لطرف دون الآخر.

المادة الثانية من الدستور تقول إن "دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع"، وهناك رجالات يمثلون الأمة، والأغلب يتجه إلى ما فيه مصلحة المجتمع، ولكن من غير المعقول أن يجعل بعض الليبراليين المرأة شماعة للصراع، سواء بين الرجال والنساء أو بين الدين والمرأة.

فهؤلاء الآن يحاولون أن يجعلوا الصراع في قضية الحجاب بين المرأة والمرأة، ويحاولون تفكيك المجتمع، وهنا أذكر تغريدة للأخت سوسن الكندري، وهي بالمناسبة غير محجّبة تقول فيها: "أفتخر بحجاب أمي، الله يرحمها ويغفر لها، وبعمتي وبأخواتي وبنات عمي وبنات عماتي وصديقاتي وخالاتي صديقات أمي وبناتهن".

فالدين دائماً ينصف المرأة وكل أمر يخصها، ولو فكرتم به لوجدتم أنه مع مصلحتها لا عليها، ولكن على كل معارض لحجابها الاستعانة بتقنية ثلاثية الأبعاد ليرى الأمور بوضوح، لا أعلم كيف جعلوا كل هذا الهجوم على المرأة التي إذا صلحت صلح حال الرجل والأبناء، فهي دائماً وأبدا أساس المجتمع والأسرة والفرد، والهجوم على الحجاب هجوم على الاحتشام وعلى أعراف نصف المجتمع.

نعم بعض الإسلاميين لديه أهداف خاصة يسعى إلى تحقيقها، ولا شك في ذلك، لكن كثيرا منهم يسعون إلى حفظ كرامة المرأة ويرون في الحجاب جزءا أساسيا من احتشامها، كما يسعون إلى حفظ أموال البلد وأعمال الخير لإخراج جيل نفتخر به وبأخلاقه، وإن كان مفهوم الأخلاق شاملاً يدعو إلى الفضيلة في كل شيء، وهذا ما ندعو إليه.

back to top