استغلال الأوقات المباركة للنجاة من الأمراض

نشر في 20-04-2018
آخر تحديث 20-04-2018 | 00:09
كثير منا يحسن السماع إلى لغة جسمه عندما يناشده الإرهاق أو التعب نتيجة أكل خاطئ أو مجهودٍ عمليِّ أو ضغط نفسي! عندها يلجأ بالفطرة إلى الحمية السلوكية أو الغذائية حتى لو اضطر إلى استهلاك ما يخزنه الجسم من مواد يحتاجها للخروج من هذا الاضطراب.
 د. روضة كريز حتى يكون الجسم وحـدة كاملة صحية لا بـدّ مـن المحافظة على الأخلاق الطيبة والمزاج الإيجابي، كما يقول الحـبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خـياركم أحسـنكم أخلاقاً"، وقال: "المؤمن القوي خير وأحـب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير". والله أعلم أنه يعني خياركم أكثركم نفعاً وصحة وأحسنكم أخلاقاً ومزاجاً وتوكلاً على الله عز وجل بالإرادة الإيجابية في الشـفاء التام، وهـذا كله أولا ينعكس بتمـام العافية وسلامة القلب على صاحبه، ثم على سـلامة أسـرته ومجـتمعه، فعندما تكون الهيئة الجـسـمية لـذات الشخص بصحة جـيدة، تكون معها الأفعال سـليمة والطاقة العطائية لجسم الشخص متوازنة، والجهاز المناعي له متكاملا معافى، ويستطيع أن يتصدى للمؤثرات التي ربما تأتيه خارجية، من ملوثات غـذائية أو جـوية أو دوائية أو الأسباب مجتمعة.

كما أن المكـدرات النفسـية والعصـبية، تعمل على تسريع عـملية ترسيب السـموم، وأن طـريقة ونوعية الأكل والشـرب تؤثـر على الصـحة العامة بالسـلبية أو الإيجابية، لذلك كانت شرطاً في القانون الرباني للتغذية، وهو عدم الإسراف أو زيادة الجرعات، وإن كانت طبيعية، كما يقول الله تعالى: "وكُلُوا وَاشْـرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا". (الأعراف 31).

والحالة الوسط ما بين الصحة والمرض تتمثل في مرحلة دفاع الجسم عن نفسه واستغلال الطاقات الكامنة لديه في مكافحة الآلام واستغلال العافية في رد ودفع معظم الأمراض والتي لم تهمل إلى أن تتفاقم، حسب ما جاء عند ابن القيّم.

وكثير منا يحسن السماع إلى لغة جسمه عندما يناشده الإرهاق أو التعب نتيجة أكل خاطئ أو مجهودٍ عمليِّ أو ضغط نفسي! عندها يلجأ بالفطرة إلى الحمية السلوكية أو الغذائية حتى لو اضطر إلى استهلاك ما يخزنه الجسم من مواد يحتاجها للخروج من هذا الاضطراب، والعمل على تفعيل الطاقات اللازمة من حرارة وماء داخل الجسم بأقصى فعالية ليعود لصحته.

كما أن للأوقات المقدسة أهمية للجسم في اكتساب الصحة من الوجبات الغذائية، ولتفعيل العافية اللازمة لحياة طيبة، ومواعيد الصلاة من الأوقات الصحية المباركة لذلك، كما قال ربنا تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا"! وأوقات رمضان من أشدها بركة بالرغم من اختصار الوجبات إلى اثنتين فقط، ولكن في السحور بركة تمد الجسم بالغذاء والماء طوال فترة الصيام، كما قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام "تسحروا فإن في السحور بركة".

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top