الكويت تحتاج إليهم

نشر في 20-04-2018
آخر تحديث 20-04-2018 | 00:10
 خالد مقبل الماجدي المال في الغربة وطن، ذلك ما أخبرنا بها السلف الصالح وأكدتهُ تجارب الشعوب التي تعاني الغربة داخل أوطانها. على ما يبدو أن الغربة الحقيقية هي قلة الحيلة لا غربة الوطن؛ لذلك نرى الشعوب التي تعيش في الغربة تفر بأرواحها بحثا عن وطن غني يشعرها بالأمن والأمان ويلبي حاجاتها ورغباتها الإنسانية. أغلب البلدان العربية غنية بمواردها، لكن شعوبها تعاني الفقر والحرمان، ولعل السبب يكمن في الأوضاع السياسية، فهناك حاجة لإصدار تشريعات تضمن حقوق العمالة وأمنها الوظيفي، وتنظم مدة عملها، والحد الأدنى من الأجور، وإزالة القيود على انتقال العمالة، وربط التسهيلات الحكومية للقطاع الخاص بتحمل جزء من تكلفة استهلاك البنية التحتية من جانب، وزيادة التوطين في الوظائف من جانب آخر، كما تضمن في الوقت نفسه حقوق المجتمع وأمنه والمحاسبة الشديدة لكل من يخرج على النظام العام. كما أن هناك حاجة لتحقيق التوازن بين جنسيات العمالة الوافدة، بحيث لا يسمح بخلل لجنسية معينة على حساب الجنسيات الأخرى، بالاعتماد على نظام الحصص لكل جنسية، للحد من سيطرة جنسيات بعينها على وظائف محددة أو أنشطة معينة، وفي المقابل يجب تطوير أساليب استقدام العمالة، من خلال تشكيل شركات لاستقدام العمالة وفق احتياجات سوق العمل. لقد آن الأوان لنظرة شاملة ومتكاملة لسوق العمل لا تركز على علاج جزئي لبعض المشكلات القائمة، بل تعتمد على النظرة الكلية التي تضمن الحفاظ على سمعة الدولة وصورتها الخارجية، وتمنع تحول العمالة الوافدة من التعمير إلى التدمير.

أهيب بالجميع حسن التعامل مع هؤلاء، فهم غرباء، والغريب بحاجة إلى مراعاة مشاعره، مع الاهتمام بتوجيههم وتوعيتهم وإرشادهم بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى يكونوا متأثرين ومصلحين لا مؤثرين ومفسدين. الوافدون هم ضيوف بيننا، والضيف لا بد من إكرامه، إن كانوا مسلمين فحقوق الأخوة الإسلامية، وإن كانوا غير مسلمين فيدخلون في المعاهدين وأهل الذمة.

أخيرا شكراً للأطباء والمهندسين والعاملين الوافدين الذين لهم فضل سابق، والمحترمين لقوانين البلد ونُظُمه.

back to top