آمال : لكنّه بق البحصة

نشر في 19-04-2018
آخر تحديث 19-04-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي أحمد مطر، الشاعر العراقي المعروف، في قصيدته الفاخرة "العشاء الأخير لصاحب الجلالة إبليس الأول"، التي يهاجم فيها صدام حسين، ويتحدث فيها عن غزو العراق للكويت، يقول في جزء منها: "بغضي لأمريكا لو الأكوان ضمت بعضه لانهارت الأكوانُ / هي جذر دوح الموبقات وكل ما في الأرض من شرٍّ هو الأغصانُ". وأجزم أن كثيراً من بني البشر، بل ومن الثدييات والغضروفيات، يوافقون الشاعر في رأيه ويُثنون على كلامه.

والقصيدة قيلت بعد الغزو العراقي للكويت مباشرة، أي قبل أن يعرف العالم اسم ترامب وخزعبلات ترامب وجشع ترامب وبجاحة ترامب وابتزاز ترامب وأخلاقيات ترامب.

واليوم يأتي السيد جيمس كومي، المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" ليقول: "ترامب غير مؤهل لرئاسة أميركا من الناحية الأخلاقية"، رداً على من يقول إنه "غير مؤهل لرئاسة أميركا من الناحية العقلية، إذ يعاني الخرف، أو بدايات الخرف"، كما يزعمون.

وأقول للسيد المهذب، كما يُظهر نفسه، جيمس كومي: يا أيها الكومي المهذب، عن أية أخلاق أميركية (رسمية) تتحدث؟ هل المؤامرات وألاعيب الشياطين التي جللت التاريخ السياسي الأميركي من الأخلاق المقبولة؟ وهل اغتيال، أو اغتيالات، من لا يذعن لمزاج البيت الأبيض، منذ الحرب العالمية الثانية حتى اللحظة، هي النبل وسمو الأخلاق اللذين تتحدث عنهما؟ وهل شفط ثروات الشعوب، من تحت الطاولة، يمثل الأخلاق الأميركية، في حين أن شفطها علناً، بطريقة ابتزازية فجة، يخالف هذه الأخلاق؟

يا أبا الكوم، هذه أميركا التي نعرفها ويعرفها سكان الكوكب… كل ما في الأمر أن هذا الترامب (سيدك الذي هاجمته فقط بعد أن طردك من منصبك) بق البحصة، كما يقول الشوام، أو شق القربة كما أقول أنا، أو بط الجربة كما يقول مدير تحرير هذه الجريدة.

لا فرق يا أبا الكوم، فلم تكن أميركا يوماً بابا نويل، وإن ارتدت ثيابه الحمراء وتزينت بلحيته البيضاء الطويلة، وداعبت الأطفال والشعوب أمام الكاميرات.

back to top