فريق خارجية ترامب الجديد يكتسب طابعاً جمهورياً أكبر

نشر في 18-04-2018
آخر تحديث 18-04-2018 | 00:10
 واشنطن بوست بعد سنة من الحرب العقائدية والمعارك البيروقراطية، يستعد الناجون من فريق ترامب لشؤون الأمن القومي للاتحاد مع الوافدين الجدد بغية تطبيق أجندة جمهورية متشددة تقليدية في مجال السياسة الخارجية، فهم يعملون اليوم وراء الكواليس على توحيد القوى.

بعد أشهر من البحث، اختار نائب الرئيس بنس مستشاراً جديداً للأمن القومي، إذ سيقود جون ليرنر، نائب سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة نيكي هالي، فريق بنس للسياسة الخارجية وسيقدّم له النصائح في شتى مسائل الأمن القومي، حسبما أخبرتني المتحدثة باسم بنس أليسا فرح، ومن اللافت للنظر أن ليرنر سيحتفظ أيضاً بعمله مع هالي، موزعاً وقته بين ربّي عمله ومنسقاً بين الفريقين.

لكن هذه الخطوة لا تُعتبر وليدة المصادفة، فخلال السنة الماضية كان بنس وهالي يتشاوران معاً عن كثب في مجال السياسة الخارجية، مروّجَين لموافق لطالما تبناها الحزب الجمهوري في السياسة الخارجية، مثل تعزيز التصدي لروسيا، وزيادة الضغط على كوريا الشمالية، وتخصيص موارد أكبر لأفغانستان، واعتماد موقف أكثر تشدداً من نظام الأسد في سورية، وغيرها، واليوم يحظى مسؤولان بالمستشار الأساسي عينه في مجال الأمن القومي.

عمل ليرنز، الناشط السياسي الجمهوري المعروف والخبير في مجال السياسة الخارجية، مع رئيس إدارة بنس، نيك آيرس، طوال سنوات، فبدأ التعاون بينهما عندما دعم آيرس، الذي كان آنذاك في رابطة الحكام الجمهوريين، ترشح هالي للمرة الأولى لمنصب حاكم كارولاينا الجنوبية عام 2010.

الهدف من اختيار ليرنز القضاء على الخلافات الداخلية التي كبلت مجلس الأمن القومي خلال سنته الأولى، ويؤكد تعيين جون بولتون مستشارة للأمن القومي وترشيح مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو لمنصب وزير الخارجية على حد سواء تلاقي العقيدة والأجندة.

ينمو دور بنس في السياسة الخارجية، مع أننا نغفل غالباً عن ذلك، فقد أدى دوراً في الدبلوماسية التي قادت إلى قمة كوريا الشمالية، وقبيل أيام ترأس لقاءات عدة لمجلس الأمن القومي بشأن الأزمة السورية، ويوم الجمعة سيسافر إلى بيرو ليمثّل ترامب في قمة الأميركتين.

بالإضافة إلى ذلك تنتظر مستشارة بنس للأمن القومي السابقة أندريا تومبسون تأكيد تعيينها نائب وزير الخارجية بومبيو لشؤون الحد من انتشار الأسلحة، كذلك يتمتع ليرنر بعلاقات وطيدة مع بومبيو والسيناتور مارك روبيو، وهو عضو نافذ آخر في مؤسسة السياسة الخارجية الجمهورية التقليدية.

لا تقتصر قيمة الفريق الجديد، في رأي جمهوريين كثر، على أنه متجانس عقائدياً، بل تشمل أيضاً احتواءه على عدد كبير من السياسيين والناشطين السياسيين المخضرمين الذين يستطيعون تحقيق الإنجازات داخل الحكومة وخارجها.

لا شك أن هذا تغيير بارز عما شهدناه في السنة الأولى، حين راح ستيفن ك. بانون يدير السياسة الخارجية على هواه ومنع التعطل العام الإدارة توضيح الكثير من الأولويات، فما بالك في تطبيقه!

يذكر أحد عملاء السياسة الخارجية الجمهوريين: "الفريق المحلي متفوق، فهو يضم أشخاصاً يشكلون جزءاً من النظام منذ زمن ويتمتعون بخبرة واسعة. ذكر ترامب أنه يريد قتلة، ولا تضم هذه المجموعة سوى القتلة".

علاوة على ذلك، يبدو بولتون منشغلاً في ترتيب الأمور داخل مجلس الأمن القومي، فخلال أسبوعه الأول، عمل على إزالة ثلاثة مسؤولين بارزين: المتحدث باسم المجلس مايكل أنتون، ومستشار الأمن الوطني توم بوسيرت، ونائب مستشار الأمن القومي لشؤون الاستراتيجية ناديا شادلو.

من المتوقع أن يواصل بولتون الاستبدال بكبار المسؤولين صقور الحزب الجمهوري التقليديين، الذين يتمتعون أيضاً بخبرة سياسية واسعة، فبولتون يدرك، على غرار سائر أعضاء فريقه، أن تصويب عملية تحديد السياسة الخارجية يشكّل الفوز بنصف المعركة.

يخشى كثيرون أن يدفع فريق ترامب الجديد في مجال السياسة الخارجية الرئيس إلى موقف أكثر تشدداً قد يؤدي إلى صراع، لكن مسؤولي البيت الأبيض يؤكدون أن ترامب سيظل ترامب وأنه يريد في نهاية المطاف أشخاصاً ماهرين أكفاء لتطبيق أجندته.

خلال سنة ترامب الأولى سعى مسؤولوه للأمن القومي غالباً إلى تطبيق أجندات مختلفة وعملوا بشكل متضارب، وفي المقابل ينطلق فريقه الجديد بشكل متناغم عموماً، ولا شك أن هذا بالغ الأهمية، إذا كان هذا الفريق سيوجّه السياسة الخارجية الأميركية في المياه المضطربة الكامنة أمامها.

* «واشنطن بوست»

back to top