قضية سيرغي سكريبال... حرب دعائية بين روسيا و بريطانيا!

نشر في 11-04-2018
آخر تحديث 11-04-2018 | 00:09
في محاولة سريعة لتحميل موسكو مسؤولية الاعتداء بغاز الأعصاب على سيرغي سكريبال وابنته، أصبحت الحكومة البريطانية الآن في موقف دفاعي. يبدي بعض الألمان أيضاً شكوكهم حول حقيقة ما حصل.

سُمِع صوت شخص يبدو مريضاً جداً على التلفزيون الروسي يوم الخميس الفائت. قيل إنه صوت يوليا سكريبال، ابنة الجاسوس السابق سيرغي سكريبال التي سُمّمت مع والدها في البلدة الإنكليزية {سالزبوري} منذ خمسة أسابيع. يبدو أنها كانت تتكلم عبر الهاتف من مستشفى بريطاني مع أقاربها الروس.

قال ذلك الصوت: {الأمور كافة قابلة للحل والشفاء}. فيما يخص والدها، ذكر الصوت: {يرتاح الآن وينام. صحتنا جيدة. لم يحدث ما لا يمكن معالجته}.

لم يتيقن أحد بعد من أنّ ذلك الصوت يعود إلى يوليا سكريبال، ولا يعرف ما إذا كان أقاربها سجّلوا ذلك الاتصال فعلاً. من المفاجئ أن تتمكن ابنة سيرغي سكريبال من التكلم عبر الهاتف بعد تعرّضها لاعتداء بغاز الأعصاب السام. هل تلقّت جرعة أدنى مما قيل مثلاً؟ طالبت الحكومة الروسية بتوضيح فوري لما حصل.

كان ذلك الاتصال المزعوم أحدث تطوّر شائك تسجّل في نهاية أسبوعٍ مضطرب تعرّضت خلاله بريطانيا فجأةً لضغط إضافي كي تقدم المزيد من الأدلة الدامغة لتبرير الاتهامات التي وجّهتها ضد موسكو.

لم تتغير الوقائع المرتبطة بالقضية كثيراً منذ أن أدلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بخطاب لاذع إزاء مجلس العموم قبل ثلاثة أسابيع. اعتبرت أن الاستخبارات البريطانية ترى أن احتمال وقوف روسيا وراء الاعتداء «كبير جداً» لأن عنصر نوفيتشوك المستعمل في الحادثة تطوّر أصلاً في الاتحاد السوفياتي السابق. إنه أول استعمال لهذا النوع من الأسلحة الكيماوية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

أصدر حلفاء بريطانيا في حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي بيانات سريعة للتعبير عن دعمهم موقف ماي. لكن أصبحت لندن في موقف دفاعي بسبب مقابلة ثم تغريدة، وأخيراً بسبب بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني المعروف بمواقفه المتهورة. «دير شبيغل» جاءت بالتفاصيل.

حصلت المقابلة الشائكة بين غاري آيتكينهيد، رئيس «مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية» في «بورتون داون» وقناة «سكاي نيوز». قال الأول إن العنصر المستعمل ضدّ سيرغي سكريبال وابنته كان شكلاً عسكرياً من غاز الأعصاب نوفيتشوك، لكن لم يتمكن المختبر من تحديد مصدره بدقة. وأضاف أن اكتشاف هذه المعلومة لم يكن من مسؤولية «مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية». نتيجةً لذلك، صدرت عناوين صحافية متعددة تزعم أن الحكومة البريطانية لم تثبت أن روسيا هي مصدر غاز الأعصاب. لكن حين تكلم آيتكينهيد عن مصدر العنصر السام، قال أيضاً إن الحكومة البريطانية اتكلت على معلومات صادرة عن أجهزة الاستخبارات المحلية. بحسب رأيه، وحدها الجهات الحكومية مخوّلة لاستعمال هذا الشكل من غاز الأعصاب. لكن طغت الضجة التي أثارتها عناوين الصحف على هذه الفكرة.

حذف بعد ذلك مكتب وزارة الخارجية البريطانية التغريدة التي زعم فيها أن {مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية» تأكد من مصدر عنصر نوفيتشوك. فسارعت السفارة الروسية في لندن إلى تفسير هذه الخطوة على اعتبار أن لدى بريطانيا ما تخفيه، وصدر التنبيه المرتبط بحذف تلك التغريدة من غرف الأخبار حول العالم. بذلك، تجاهل مكتب وزارة الخارجية القاعدة الأساسية للمعارك الرقمية: وحدهم الهواة يحذفون التغريدات المثيرة للجدل.

أخيراً، جاء دور بوريس جونسون الذي أمضى أسابيع وهو يشنّ هجوماً أكثر عدائية من هجوم رئيسة وزراء بلاده على روسيا. ادّعى في مناسبات متعددة أن {مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية» حدّد مصدر النوفيتشوك المستعمل في الاعتداء رغم عدم صحة هذه الادعاءات، وقال أيضاً إن بوتين الروسي أمر بتنفيذ ذلك الاعتداء بنفسه.

طرحت اتهامات بريطانيا الحاسمة ضد روسيا مشكلة بارزة منذ البداية: لا أدلة دامغة على وقوف الدولة الروسية وراء محاولة القتل، بل تبرز بكل بساطة سلسلة طويلة من المؤشرات القوية. نتيجة غياب الأدلة الواضحة، نشأت حرب دعائية ومن المعروف أن روسيا تتمتع بمستوى من الخبرة في هذا المجال. في النهاية، اعتاد هذا البلد على شنّ حروب دعائية دائمة في السنوات الأخيرة.

حصل ذلك في عام 2014، حين ظهر أوائل الجنود المقنّعين في شبه جزيرة القرم وأسقط انفصاليون موالون للروس طائرة ركاب فوق شرق أوكرانيا. تكرر الوضع نفسه أيضاً في العام الفائت، حين استعمل نظام الأسد السوري الذي يحظى بحماية روسيا غاز السارين في هجوم على بلدة خان شيخون. في هذه القضية أيضاً، لم تبرز أدلة حاسمة. في كل حدث، أطلقت روسيا عاصفة من نظريات جامحة كانت تهدف بشكل أساسي إلى نشر الارتباك. لكن في الحالات السابقة، برز دليل واضح على وقوف روسيا أو حلفائها وراء تلك الحوادث. أما قضية سكريبال، فمن الواضح أنها أكثر تعقيداً بكثير.

مواقف متشددة

اليوم، يجازف التخبّط البريطاني بنسف التضامن الذي كان سائداً على الجبهة الأوروبية الموحّدة بنسبة معيّنة. وجدت لندن أصلاً صعوبة في إقناع بلدان مثل إيطاليا واليونان بدعم الاتهامات الموجهة ضد موسكو في التصريحات التي أصدرتها بشأن الاعتداء، ولم تؤيّد البلدان الأوروبية طرد الدبلوماسيين الروس. كذلك، بدأ السياسيون المشككون في ألمانيا يرفعون أصواتهم الآن. مثلاً، غرّد حاكم ولاية شمال الراين وستفاليا، أرمين لاشيت، عضو {الحزب الديمقراطي المسيحي} الذي تقوده أنجيلا ميركل وأحد المقربين من المستشارة الألمانية: {إذا أردتم إجبار معظم الدول الأعضاء في حلف الأطلسي على التضامن معكم، ألا يُفترض أن تقدموا لها دليلاً واضحاً؟}.

حتى الآن، لم تصدر انتقادات بارزة ضد مسار الحكومة الألمانية من السياسيين المنتمين إلى أحزاب الائتلاف. حتى {الحزب الديمقراطي الاجتماعي} المعروف تقليدياً بميله إلى تأييد روسيا التزم الصمت. لكن يظنّ عدد من أعضاء الحزب اليساري الوسطي الآن أن مخاوفهم الأولية بشأن هايكو ماس، وزير الخارجية الألماني الذي تعيّن حديثاً وينتمي إلى «الحزب الديمقراطي الاجتماعي»، كانت مبررة. بدأ ماس عهده بمواقف متشددة ضد روسيا أكثر من سلفه سيغمار غابرييل.

بالنسبة إلى بوركارد ليشكا، المتحدث باسم {الحزب الديمقراطي الاجتماعي} في شؤون السياسة المحلية، لم تكن المعلومات التي انتشرت كافية لتبرير اتخاذ تدابير سريعة وحاسمة ضد روسيا. يقول ليشكا: {أتساءل عما جعل المستشارة تسارع إلى تبنّي مواقف مماثلة. ربما تعطي هذه الخطوة نتائج عكسية إذا لم يؤكد التحقيق المستمر الشكوك الراهنة. بصفتي محامياً، أحمل وجهة نظر عقلانية في هذا الإطار. قد نقول في المحكمة: نعم إنها أدلة قوية، لكنها ليست كافية بأي شكل}.

يبدي النائب الألماني أكسيل شافر، عضو {الحزب الديمقراطي الاجتماعي} المُطلّع منذ فترة طويلة على شؤون الاتحاد الأوروبي، موقفاً أكثر صراحة: {لا بد من التعامل بحذر مع التصريحات الصادرة عن الوزراء البريطانيين الذين كذبوا كثيراً بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. قد تكون روسيا متورطة في الاعتداء السام فعلاً لكنّ هذا الادعاء ليس حتمياً}. يضيف شافر: {كان رد الفعل الغربي في معظمه متسرّعاً جداً، على أمل ألا يكون سابقاً لأوانه}.

لكن تتعرّض الحكومة البريطانية للضغوط محلياً أيضاً. انتقد جيريمي كوربين، رئيس {حزب العمل}، تصريحات ماي منذ البداية. اتّضحت الخطورة التي يطرحها الوضع القائم بالنسبة إلى ماي حين أجرت قناة {بي بي سي} مقابلة مع وزير الأمن، بن والاس، وقارنت قضية سكريبال بصدمة حرب العراق. في عام 2003، انضمّت القوات البريطانية إلى الغزو الأميركي للعراق استناداً إلى معلومات استخبارية خاطئة بشأن امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل.

صرّح والاس لقناة {بي بي سي} بأن الوضع يختلف بالكامل في {سالزبوري} معتبراً أن عنصراً كيماوياً استُعمِل في الهجوم بكل وضوح. في ما يخص الجهة المسؤولة عن الاعتداء، قال والاس: {يمكن أن نقول إن جميع الطرقات تقود إلى روسيا ولا مجال للشك في ضلوعه بهذه الحادثة}. لكنّ دور الأشخاص المسؤولين عن تبديد الشكوك بشأن قضيةٍ يصعب إثباتها يكون أصعب بكثير من دور الأشخاص الذين يسعون إلى نشر الشكوك.

لا تفسير منطقياً آخر

من وجهة نظر معظم الخبراء الغربيين، يمكن وصف الوضع بالشكل الآتي: حتى لو لم تتأكد مسؤولية روسيا عن هجوم النوفيتشوك بنسبة مئة في المئة، يبقى هذا التفسير محتملاً أكثر من أي تفسير آخر. يُجمِع الخبراء على عدم وجود تفسير منطقي آخر في الوقت الراهن.

يؤكد المسؤولون الأمنيون الألمان عدم وجود أدلة دامغة في عالم الاستخبارات، بل تؤدي الفرضيات والاحتمالات دوراً بارزاً دوماً. في النهاية، لا تقيّم الوكالات المعلومات المطروحة بل الحكومات التي تطالب بجمع تلك المعلومات. يقول كبير الخبراء الأمنيين الألمان إن مصادر الأسلحة المستعملة وتفاصيل الجريمة ودوافعها تشكّل كلها جزءاً من مسار تكوين تفسير منطقي، وتشير تلك العناصر إلى روسيا بوضوح.

طرحت بريطانيا تفسيراً مماثلاً إزاء شركائها ضمن الاتحاد الأوروبي وحلفائها في حلف الأطلسي في بروكسل. بحسب مسؤول بارز، كانت الأدلة {موثوق بها لكن ما من مؤشرات لا جدال فيها».

تفيد التقارير بأن الجزء الأول من العرض تألف من تحليل مبنٍ على قياس الطيف الكتلي لغاز الأعصاب وتقضي هذه العملية بمقارنة العنصر السام بـ{مكتبة} من المركّبات الكيماوية كوسيلة لتحديد المواد المستعملة. نتيجةً لذلك، تبيّن أن شكلاً سائلاً من النوفيتشوك (A-234) استُعمل في الاعتداء. لكن لا يمكن تحديد مصدر العنصر بوضوح إلا إذا كانت نوعية العيّنة كافية وإذا وصلت العينة المرجعية من المختبر الأصلي.

ركّز الجزء الثاني على التهديدات العلنية التي أطلقتها روسيا لقتل المنشقين كما حصل في عام 2006، عند اغتيال ألكسندر ليتفينينكو باستعمال البولونيوم. كذلك، أدى تاريخ روسيا المبني على الاستفزاز والمعلومات المغلوطة دوراً في هذا العرض.

أما الجزء الثالث، فتألف بحسب التقارير من معلومات غير محددة جمعتها الاستخبارات البريطانية عن طريق الجواسيس أو عبر اعتراض الاتصالات.

لكن تكثر الخلافات حول مصداقية الأدلة المطروحة في قضية سكريبال ويبرز خلاف مماثل في أوساط الاستخبارات الأمنية الألمانية أيضاً. يظن بعض المسؤولين أن احتمال وقوف روسيا وراء الاعتداء بغاز الأعصاب كبير جداً. لكن يقول مصدر أمني إن البريطانيين {بالغوا في التركيز على الموضوع لأسباب مبررة}. بحسب هذا المصدر، تبقى الأدلة المتوافرة حتى الآن {ضعيفة جداً}. ربما تكون كافية لتوجيه أصابع الاتهام نحو روسيا، لكنها ليست كافية للوم الحكومة الروسية. يعتبر المصدر الأمني أن {التضامن الدولي الذي حصل على أساس هذه الأدلة الهشة مفاجئ فعلاً}. ويقول النقاد إن الحكومة الروسية قد تقف وراء الاعتداء لكن يمكن أن تقع المسؤولية أيضاً على عاتق منشقين ينشطون ضمن الوكالات الاستخبارية الروسية ويتحركون من تلقاء نفسهم، أو حتى عناصر الجريمة المنظّمة، الذين يرتبطون بعلاقة وثيقة مع الوكالات الأمنية، بحسب المصدر الأمني.

مواقف روسية ساخرة

ثمة أمر مؤكد واحد: لا يمكن أن يشير سلاح كيماوي آخر إلى تورط موسكو أكثر من النوفيتشوك الذي يشمل مجموعة عناصر تم تطويرها في سرية تامة في عهد الاتحاد السوفياتي.

جرى إنتاج هذه العناصر في بلدة {شيخاني} على نهر {فولغا} لاستعمالها في المعارك، بحسب فيل ميرزايانوف الذي تكلّم علناً عن وجود تلك العناصر في عام 1992 ثم نشر لاحقاً تفاصيل التركيبة المستعملة لتصنيعها.

أدى فضح البرنامج إلى انتشار مخاوف كثيرة بين الخبراء الغربيين في تلك الفترة وطُرحت حينها أسئلة مُلحّة: هل يمكن أن ترصد أجهزة الاستشعار الغربية ذلك العنصر؟ هل ستكون المعدات الواقية فاعلة بما يكفي؟ ما هي الآثار الدقيقة لذلك العنصر؟ لا يعرف الخبراء الأمنيون الألمان بعد ما إذا كانت البلدان الغربية أنتجت العنصر الشائك في مرحلة لاحقة لاختباره وتجربته كسلاح مضاد.

يقول خبير الأسلحة الكيماوية البريطاني أليستار هاي: {سأُفاجأ إذا لم تنتج مختبرات الدفاع الكيماوي كميات صغيرة من تلك المواد على الأقل}.

يظن هاي أيضاً أن السم المستعمل في {سالزبوري} يشتق من مصدر مرتبط بجهة حكومية. يذكر هاي أن الخبراء في {مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية» في «بورتون داون» اكتشفوا أن العنصر المستعمل كان ذا طابع عسكري، ما يعني أنه نقيّ جداً: «لا يمكن أن يُصنّع أحد سلاحاً مماثلاً في مغسلة منزله!».

بالنسبة إلى المحللين السياسيين في ألمانيا وبريطانيا، يحمل سلوك روسيا غداة الاعتداء دلالات مهمة.

بدل التعبير عن سخطها تجاه استعمال سلاح كيماوي طوّره الاتحاد السوفياتي وتقديم مساعدة فورية في التحقيقات، لم تَصدر عن موسكو إلا مواقف ساخرة وتعليقات سخيفة.

في وسائل الإعلام الروسية، كثرت التفسيرات البديلة ونظريات المؤامرة وينتهي معظمها باستنتاج مفاده أن بريطانيا نفسها تقف وراء الاعتداء.

لا شك في أن الجهة المشبوهة التي تسعى إلى التعتيم على الحقائق بدل التعاون تؤجج الشكوك المرتبطة بها.

لكن قد يؤدي هذا الوضع أيضاً إلى زيادة منسوب الدعم من المؤيدين.

طوال أسابيع، ركّز الروس على نقاط الضعف في الحجج البريطانية وبدأت هذه الاستراتيجية تعطي ثمارها الآن. إذا لم تطرح بريطانيا تفاصيل أو أدلة إضافية، قد تتحول قضية سكريبال إلى مسألة قناعات بدل أن ترتكز على الوقائع.

رسالة إلى المنشقين المحتملين

في هذه الظروف، سيجد الغرب نفسه في وضع شائك نتيجة مواقفه المتخبطة بشأن قضية ستُعتبر دوماً موضع شك، وذلك يتماشى مع الادعاءات الروسية القائلة إن روسيا تقع دوماً ضحية الغرب. في أسوأ الأحوال، قد تتأثر وحدة التحالف الغربي في مسائل أخرى أيضاً.

لا تزال النتائج التي توصّل إليها التحقيق البريطاني تتكل بشدة على بعض المؤشرات بدل أن تستند إلى أدلة قوية. بحسب التقارير الإعلامية، يظن المحققون أن السم وُضع على قبضة الباب في منزل عائلة سكريبال. وتعتبر المصادر البريطانية التي تذكرها صحيفة {نيويورك تايمز} أن العملية كانت {دقيقة جداً وتحمل مجازفة كبيرة لدرجة أنّ تنفيذها من دون موافقة الكرملين أمر مستبعد}. على صعيد آخر، صرّحت السلطات البريطانية للصحيفة بأن الشخص الذي وضع السم على قبضة الباب بهذه الطريقة يجب أن يكون مُدرّباً على استعمال الأسلحة الكيماوية كي يتأكد من تسميم الضحايا المستهدفين.

تذكر صحيفة {نيويورك تايمز} أن البريطانيين يظنون أيضاً أن المعتدين استعملوا السم الذي يدين روسيا عمداً لتوجيه رسالة إلى المنشقين أو المخبرين المحتملين.

كيف يمكن أن يبقى سكريبال وابنته على قيد الحياة وأن يتماثلا للشفاء إذاً؟ يقول الخبراء إن الأثر يصبح أضعف بكثير إذا امتصّت البشرة السم. إذا لاحظ الشخص المستهدف مثلاً أن قبضة الباب رطبة عند الإمساك بها ثم مسحها، قد يضعف أثر السم.

تطالب السفارة الروسية الآن بالإذن لزيارة يوليا سكريبال في المستشفى ويريد الروس إرجاعها إلى موسكو في أسرع وقت ممكن.

من وجهة نظرٍ دعائية على الأقل، لا شيء أفضل من ظهور يوليا سكريبال بعد تعافيها على التلفزيون الروسي لدحض النظرية المرتبطة بمسؤولية روسيا عن الاعتداء.

المحققون يعتقدون أن السم وُضع على قبضة الباب في منزل عائلة سكريبال

المصادر البريطانية تعتبر أن العملية دقيقة جداً لدرجة أنّ تنفيذها من دون موافقة الكرملين أمر مستبعد

البريطانيون يظنون أن المعتدين استعملوا السم الذي يدين روسيا عمداً لتوجيه رسالة إلى المنشقين
back to top