روحاني يتلقى اللكمات داخلياً ويهدد ترامب بما «لا يتخيله»

• «الأصوليون» يتلاعبون بالأسواق لإسقاط الحكومة... والصرافون وتجار البازار في شلل
• خامنئي يدعو إلى «وسائل تواصل» محلية
• عشائر عربية تهدد برفع السلاح في الأهواز

نشر في 10-04-2018
آخر تحديث 10-04-2018 | 00:02
روحاني خلال جولة بمنشأة نووية في طهران أمس (الرئاسة الإيرانية)
روحاني خلال جولة بمنشأة نووية في طهران أمس (الرئاسة الإيرانية)
هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة بالويل والثبور إذا اقدمت على الانسحاب من الاتفاق النووي وأعادت فرض عقوبات على الاقتصاد الإيراني المتعثر، في وقت علمت "الجريدة" أن بعض قادة التيار الأصولي يركبون موجة هبوط التومان مقابل الدولار لتعظيم سخط شعبي متنامٍ بهدف إسقاط الحكومة المحسوبة على التيار المعتدل.
مع بدء عد تنازلي لانتهاء مهلة أميركية لتشديد الاتفاق النووي الإيراني أو الانسحاب منه بحلول منتصف مايو المقبل، هدد الرئيس حسن روحاني، الذي يتعرض لضغوط داخلية غير مسبوقة واشنطن بأنها "ستندم" إذا انتهكت الاتفاق المبرم بين بلاده والقوى الكبرى في 2015، متوعداً الرئيس الأميركي دونالد ترامب "بما لا يتخيله".

وتعهد روحاني بأن ترد طهران في "أقل من أسبوع" إذا نفذ ترامب تهديده بالانسحاب من الاتفاق، وأعاد فرض عقوبات أميركية رفعت بموجبه نظير تقييد البرنامج النووي الإيراني ووضعه تحت رقابة دولية للحيلولة دون حصول إيران على سلاح نووي.

وقال روحاني في خطاب بمناسبة اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية في طهران: "لن نكون أول من ينتهك الاتفاق. نحن مستعدون أكثر مما يتوقعون، وسيرون أنهم إذا انتهكوا الاتفاق، خلال أسبوع، أقل من أسبوع، فسيرون النتيجة".

تخصيب

وجاء تصريح روحاني غداة تأكيد رئيس منظمة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، أن باستطاعة بلاده تخصيب اليورانيوم في غضون 4 أيام بنسبة، 20 في المئة حال أعادت واشنطن إجراءات الحظر والعقوبات.

ورأى صالحي الذي تخشى بلاده من محاباة الاتحاد الأوروبي للضغوط الأميركية وإعادة فرض عقوبات قد تنسف الاتفاق أن طهران وضعت سيناريوهات مختلفة لمواجهة جميع الاحتمالات.

وعلّق المتحدث باسم منظمة الطاقة الإيرانية بهروز كمالوندي على تصريح صالحي بشأن قدرة إعادة عمليات التخصيب خلال 4 أيام، مشيراً إلى أن المدة يمكن تقليصها إلى النصف لتصبح يومين فقط.

فشل جولة ظريف

وأكدت مصادر مقربة من الرئيس أن مفاوضات إيران مع الجهات الأوروبية لم تجد نفعاً وأن وزير الخارجية جواد ظريف وكبير المفاوضين عباس عراقجي عادا بيد فارغة من جولتهما الأخيرة في أوروبا.

وأكدت المصادر أن الأوروبيين شددوا على تمسكهم بالاتفاق لكنهم حذروا المسؤولين من عدم قدرتهم على دفع الشركات الأوروبية للاستثمار في إيران إذا قررت واشنطن إعادة عقوباتها عليها.

الأصوليون والأسواق

إلى ذلك، أكدت مصادر إيرانية مطلعة أن قادة بالتيار الأصولي يستغلون تهافت الإيرانيين على شراء العملة الصعبة والذهب مع تدني قيمة التومان الإيراني على خلفية المخاوف من انهيار الاتفاق النووي، ويقومون بتحريك السوق سلباً لإسقاط حكومة روحاني المحسوب على التيار المعتدل.

وبينما تصاعدت الضغوطات على نواب مجلس "الشورى"، لاستجواب روحاني بسبب فشل حكومته في انعاش الاقتصاد، سجل الدولار الأميركي رقماً قياسياً في الأسواق الإيرانية إذ وصل سعره إلى ما يزيد على 5900 تومان.

وامتنع الصرافون عن بيع الدولار والعملات الصعبة واكتفوا فقط بشرائها، في المقابل توقف عدد كبير من تجار بازار طهران الذي يعتبر النبض التجاري والقلب الاقتصادي للبلد، عن توزيع البضائع واقفل العديد منهم محلاته، ورفع بعضهم على واجهات محالهم لافتات كبيرة، تؤكد رفضهم البيع حتى تثبت الحكومة سعر صرف العملة الصعبة، كي يستطيعوا تحديد أسعار بضائعهم.

وأدى انهيار سعر العملة المحلية إلى هجوم عنيف على روحاني بصفحات التواصل الاجتماعي ما دفعه إلى إغلاق صفحته على تطبيق "إنستغرام".

وواجه حسام الدين آشنا المستشار الأعلى لروحاني حملة شرسة من مستخدمي وسائل التواصل بعد أن اتهم التجار في دبي وأربيل وإسطنبول بالوقوف وراء سقوط سعر العملة الإيرانية وحاول تبرئة الحكومة.

مواقع تواصل محلية

في السياق، أشاد المرشد الأعلى علي خامنئي بما وصفه بـ"تحول المطالبة بإنشاء مواقع تواصل اجتماعي محلية لتحل محل التواصل العالمية إلى مطلب عام إيراني"، وقال إن على المسؤولين صون الأمن والخصوصية الداخلية للمواطنين والبلاد".

وكانت "الجريدة" ذكرت في تقرير لها نقلاً عن مصادر مطلعة، أن المرشد طلب في اجتماعي سري للجنة الاتصالات بالبرلمان حجب جميع مواقع وتطبيقات التواصل الأجنبية في خطوة تهدف إلى إحكام الرقابة على المجتمع ومعارضي النظام.

في غضون ذلك، وبينما لم تتوقف الصدامات في الأهواز بين القوى الأمنية ومتظاهرين ينتمون إلى عرب محافظة خوزستان، أكد ناشطون أن العشائر العربية هاجمت مقرات الشرطة و"الحرس الثوري" ليل الاثنين ـ الثلاثاء.

وقام مسلحون من العشائر بإطلاق النار في الهواء ليل الأحد ـ الاثنين وهددوا باستهداف الجنود في احتجاجات مقبلة.

ولوح بعض أبناء العشائر برفع سقف مطالبهم والدعوة إلى انفصال خوزستان ذات الكثافة العربية، إذا ما لم يتم الإفراج عن المعتقلين وحل مشاكل المحافظة المنتجة للنفط.

وشهدت قاعة "الشورى" احتجاجات عنيفة للنواب العرب على رئيس المجلس علي لاريجاني، الذي يعتبر من حلفاء روحاني، واضطرت الإذاعة إلى قطع بثها المباشر للجلسات.

وقام ناشطون عرب بنشر مقاطع مسجلة تظهر تلاسن النواب العرب مع رئيس المجلس على شبكات التواصل.

واحتج النواب العرب خلال الجلسة على أن أغلب إيرادات البلاد المالية تأتي من المحافظات العربية خصوصاً خوزستان وبوشهر، في حين أهالي هذه المنطقة يعيشون في أشد الظروف بؤساً، مؤكدين أن تصرف الإسرائيليين مع الفلسطينيين أكثر احتراماً من تصرف الأجهزة الأمنية مع عرب الأهواز.

من جهة أخرى، أكدت مصادر مقربة من روحاني، أن استشارات الرئيس مع المرشد الأعلى علي خامنئي لتعيين نائب جديد لرئيس الجمهورية بدلاً من اسحاق جهانغيري لم تصل إلى نتيجة بعد أن رفض خامنئي كل الشخصيات التي اقترحها روحاني.

وأضافت المصادر أنه نتيجة الاجتماع الفاشل، طلب روحاني من محسن هاشمي رئيس المجلس البلدي لمدينة طهران بالوكالة، دفع أعضاء المجلس الذي يهيمن عليه التيار المعتدل والإصلاحي إلى رفض استقالة محمد علي نجفي وإعادته إلى منصبه كرئيس لبلدية العاصمة.

وبالفعل عقد المجلس البلدي جلسة استثنائية عصر أمس الأول رفض خلالها استقالة نجفي، لكن وبشكل مفاجئ، قام نجفي المقرب من روحاني إضافة إلى نائبين له بالاستقالة مجدداً إثر ضغوط تعرضوا لها بعد الجلسة.

back to top