آمال : كي تكون إعلامياً يا روح خالتك

نشر في 08-04-2018
آخر تحديث 08-04-2018 | 00:20
 محمد الوشيحي على وزن المقالة السابقة "كي تكون سياسياً يا روح أمك" وعلى بحرها، تأتي هذه المقالة.

وقد يصطدم الإعلامي العربي بالجدار، فيصدق ما تقوله حكومته عن حرية الرأي وقيمة الدستور وحقوق الإنسان ومكانته في عينها، وأهمية الحفاظ على حقوق المواطن ومكتسباته وصحته وسكسوكته وشكشوكته وفرشاة أسنانه… فيكتب بأريحية وتجلٍّ، وينتقد أعمال الحكومة والمسؤولين، أو يتفذلك فيكتب "أختلف كلياً مع أفكار المسؤول فلان بن علان في ذلك الموضوع"، قبل أن ينام في أحضان خليلته، فيستيقظ فإذا هو في أحضان حكومته ومخابراته، في سرداب حالك الظلمة والوحشة، فيبكي ويلطم، ويجوع ويكظم، ويحترق ويتفحم.

وقد تغويه الحرية التي يتمتع بها الإعلامي الغربي، الذي ينتقد مسؤولي حكومته ويسخر منهم ويمسح بهم بلاط الكوكب وسيراميكه، ويدخل في سجال مع قادة دولته، ويتبادل معهم الاتهامات والمناوشات، ويعيش، بعد ذا، حياة طبيعية لا شية فيها. بل قد يغويه ما يحصل للإعلامي الغربي الذي يسخر من بعض المسؤولين العرب ويهاجم أفكارهم وأفعالهم، فيسعى هؤلاء المسؤولون العرب إلى كسب وده وإغوائه ومجالسته ومنادمته ومباسطته في الحديث كي يأمنوا شره… قد يغويه هذا التصرف أو ذاك، فيكتب كما يكتبون، ويهاجم كما يهاجمون، فيروح في غياهب الجب غير محسوف عليه، فتبكي أمه وتندب خالته ويلطم أبناؤه.

عزيزي الإعلامي العربي، يجب أن تعرف يا روح خالتك، أن دورك هو تلميع المسؤولين، وأن قلمك طبلة زفة، وحبره آهة إعجاب بالقيادات، وأوراقك بخور إشادة، وأن تدرك أن تأليه المسؤول مطلوب، والتزيّد في المدح مرغوب، وإياك إياك أن تتقصى الحقائق، كي لا يقصوا أذنك اليسرى، واحذر وانتبه وإياك و... و... و… فإن نسيت هذا، أو شيئاً من هذا، فلا تنسَ أن تهمس في أذن أقرب إخوانك إلى قلبك وتوصيه على أبنائك بعد غيابك.

back to top