«حرس إيران» يستعد للحرب

● نقل مليارات الدولارات للخارج متجاوزاً الحكومة... وهدد بتمويل «داعش» و«القاعدة»
● لوح باستهداف «جيران شماليين» أبرموا اتفاقات عسكرية وأمنية مع واشنطن وتل أبيب
● يرفض وضع طهران تحت الحماية الروسية ويتوجس من نتائج انتخابات العراق ولبنان

نشر في 07-04-2018
آخر تحديث 07-04-2018 | 00:15
جانب من صلاة الجمعة في طهران أمس (إرنا)
جانب من صلاة الجمعة في طهران أمس (إرنا)
وسط التصعيد المتواصل ضد طهران من واشنطن وتل أبيب، وتزايد الحديث عن مساعٍ جادة دولية وإقليمية لإسقاط النظام الإيراني، بدأ الحرس الثوري، المكلف حماية النظام، الاستعداد لحربٍ شاملة، عبر اتخاذ إجراءات مالية، ووضع خطط استراتيجية لمواجهة المعركة التي يعتقد كثير من المراقبين أن فرصها تتزايد باطراد.

وفي السياق، علمت «الجريدة»، من مصدر رفيع المستوى في «الحرس»، أن هذا الجهاز نقل عشرات المليارات من الدولارات إلى خارج إيران، ووضعها في «أيدٍ أمينة»، تحسباً للحرب المقبلة.

جاء هذا بعد أيام من اتهام الحكومة ورئيس المصرف المركزي لـ«الحرس» بشراء أكثر من 30 مليار دولار خلال الشهر الماضي فقط، وإخراجها من البلاد، مما أدى إلى انهيار تاريخي للعملة المحلية.

وذكر المصدر ذاته لـ«الجريدة»، أن الحرس قرر إخراج هذه الأموال ليتمكن من تأمين تكاليف حرب شاملة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، إذا حدث هجوم على إيران، مبيناً أن التحليلات والمعلومات الاستخبارية تؤكد أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسير نحو تصادم عسكري مباشر مع طهران مهما فعلت هذه الأخيرة بالنسبة إلى الاتفاق النووي، حتى لو قبلت جميع الشروط الأميركية.

وقال إن الإيرانيين حصلوا على معلومات تفيد بأن دولاً عربية تعهدت بدفع تكلفة حرب أميركية على إيران، وأن ترامب أجرى التغييرات الجذرية في حكومته وشكل حكومة حرب، وأقصى كل معارضي الفكرة بعد حصوله على هذا التعهد.

وأضاف أنه وفق المعلومات المتوافرة لدى «الحرس»، فإن الخطة الأميركية تتضمن هجوماً إسرائيلياً واسعاً ضد «حزب الله» وحلفاء إيران في سورية ولبنان لضمان أمن تل أبيب أولاً، وإيصال حلفاء واشنطن والرياض إلى السلطة عبر الانتخابات في لبنان والعراق، وإزاحة أنصار طهران بأي ثمن، ومحاولة استمالة الرئيس السوري بشار الأسد لدفعه إلى التخلي عن إيران.

وأشار المصدر إلى أن الأميركيين والإسرائيليين عقدوا اتفاقيات عسكرية وأمنية مع بعض «جيران إيران الشماليين»، في إشارة محتملة إلى أذربيجان، لاستقرار طائراتهم وقواتهم في قواعد هناك ليصبحوا أقرب إلى طهران، كاشفاً أن الحرس الثوري يستعد لمهاجمة تلك القواعد، كما وجه تحذيراً إلى أولئك «الجيران» من مغبة تعاونهم الأمني والعسكري مع إسرائيل، بأنه «لن يكتفي بمهاجمة القواعد العسكرية».

وأوضح أن «الحرس» بات مقتنعاً بأن السبيل الوحيد لضمان أمن إيران هو رفع تكلفة الحرب المقبلة بالنسبة للأميركيين والإسرائيليين بأي ثمن، وعليه قرر تأمين كلفة حرب طويلة الأمد ضد إسرائيل في سورية ولبنان، وفتح عدة جبهات ضد الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة تمتد من إفريقيا إلى أفغانستان وآسيا الوسطى.

ولفت إلى أن «الحرس» لن يبخل بصرف ما بحوزته على أي مجموعة تريد محاربة الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة والعالم، حتى لو كانت هذه المجموعات هي «داعش» و«القاعدة» و«طالبان».

وحسب المصدر، فإن هناك قوى وشخصيات سياسية إيرانية تعتقد أنه بوسعها تجنب الحرب عبر المفاوضات، لأن الحرب ستؤدي إلى انهيار اقتصادي شامل، وبالتالي يمكن عقد اتفاقية أمنية وعسكرية وتحالف مع روسيا لوضع إيران تحت الحماية الروسية مثلما هو الحال مع سورية.

وأوضح أن هذه الاتفاقية موجودة على الطاولة وتحتاج إلى توقيع الجانبين فقط، لاسيما أن الروس طلبوا من الإيرانيين فتح قواعد عسكرية لهم في الداخل الإيراني، وعلى ضفاف الخليج، لكن «الحرس» يرفض هذا السيناريو، لأنه سيكون بمنزلة تسليم إيران إلى روسيا مجاناً.

back to top