نحن في الصدارة!

نشر في 30-03-2018
آخر تحديث 30-03-2018 | 00:07
نحن الأوائل عالمياً في معدل استهلاك الكهرباء للفرد، ونحتل المركز الثالث في استهلاك المياه على الرغم من شحها، ووفقاً لخبراء البيئة في بريطانيا "إيكو إكسبرتس" فإن الكويت تحتل المركز الثاني عالمياً من ناحية التلوث، وذلك في دراسة شملت 132 دولة تتناول معدل إنتاج النفايات للفرد وتلوث الهواء وعوامل مساهمة أخرى.
 دانة الراشد يؤسفني قول ذلك، لكن لا يخفى على أحدٍ منا احتلال الكويت الصدارة في كونها الأسوأ في الكثير من الصُعد في السنوات الأخيرة، وإليكم بعض الدراسات:

فنحن الأوائل عالمياً في معدل استهلاك الكهرباء للفرد، ونحتل المركز الثالث في استهلاك المياه على الرغم من شحها (القبس، 20 يوليو 2017)، ووفقاً لخبراء البيئة في بريطانيا "إيكو إكسبرتس" فإن الكويت تحتل المركز الثاني عالمياً من ناحية التلوث، وذلك في دراسة شملت 132 دولة تتناول معدل إنتاج النفايات للفرد وتلوث الهواء وعوامل مساهمة أخرى.

أما من ناحية الديمقراطية والشفافية فنحن أيضاً في تراجع مستمر، فقد تراجعت الكويت 10 مراكز منذ عام 2016 في مؤشر مدركات الفساد، لتحتل بذلك المركز الـ85 عالمياً (الراي- 23 فبراير 2018)، وفي مجال حرية الإنسان فقد تراجعنا 16 درجة منذ عام 2015 لنحل بذلك في المركز الـ111 عالمياً (الراي- 30 نوفمبر 2016)، ناهيك عن تقليص حريات التعبير وقمعها على منصات التواصل الاجتماعي ومختلف وسائل الإعلام، فأصبحنا نتذيل قائمة الدول الخليجية في حريات التعبير الإلكترونية بعد أن كنا نتصدرها.

وكذلك هنالك دراسات لا تعد ولا تحصى في مجال انتهاكات حقوق الإنسان، ومن مصادر كبرى كمنظمة مراقبة حقوق الإنسان Human Rights Watch، ويمكنكم قراءة التقارير السنوية المقلقة في هذا الشأن على موقع المنظمة، وأيضاً على موقع migrant-rights.org.

كل هذا التدهور تراكم دهراً فأدى بدوره إلى انخفاض مؤشر السعادة في الكويت، وذلك على الرغم من الرفاهية المادية التي نعيشها، فالكويت تراجعت 6 مراكز في مؤشر السعادة العالمي- الصادر عن مبادرة شبكة الحلول المستدامة والتي أطلقتها الأمم المتحدة- لتحتل بذلك المركز الـ45 عالمياً بين 156 دولة.

الغريب في هذا كله هو ردود الأفعال تجاه كل تلك المؤشرات الخطيرة، فالكثير منا يردد بسذاجة أن "كل بلد فيه الزين والشين"، وأن هذا الوضع طبيعي! ثم يستمر في خموله دون أن يحرك ساكناً، وآخرون يمارسون الإسقاط السيكولوجي دون وعي، فيلقون باللوم كله على عاتق "الوافدين"، بل تثور ثائرتهم عند اتخاذ بعض الدول إجراءات قصوى لحماية مواطنيها من جورنا! والبعض "يزعل" من تلك الدراسات ويأخذها على محمل شخصي، فيرى أنها هجومٌ عليه ومؤامرة ضد "بلده"!

لكن الأسف، كل الأسف، هو في أن السواد الأعظم منّا يقابل تلك الحقائق باللامبالاة وعدم الاكتراث، فكيف إذاً سيحدث التغيير؟

● "الشعوب التي تفشل في تشخيص أمراضها بشجاعة تموت نتيجة تناول الدواء الخطأ". (الصادق النيهوم).

back to top