The Crown

نشر في 26-03-2018
آخر تحديث 26-03-2018 | 00:00
 فوزية شويش السالم التاج أو The Crown مسلسل إنكليزي سيرة درامية عن حياة ملكة بريطانيا "إليزابيث الثانية"، تأليف وسيناريو بيتر مورجان، وإخراج ستيفن دالدري، صور في مواقع متعددة بين لندن وأسكتلندا وجنوب إفريقيا ووادسون مانور، والمسلسل يتناول سيرة إليزابيث منذ لحظة زواجها عام 1947، ومن ثم توليها عرش بريطانيا بعد وفاة أبيها الملك جورج وإلى زمننا هذا، مع فلاش باك لمراحل طفولتها وأحداثها، وهذا يعني أننا أمام أحداث تقريبا قرن بحاله، طالت زمن والدي وزمني وزمن أولادي وحفيدي، فهي ولدت سنة 1926 وعمرها 92 عاما، أي إنها جلست على العرش 63 عاما حتى الآن، وهي أطول فترة للحكم بالعالم، وشهدت تغيير عدة رؤساء وزراء، منهم ونستون تشرشل، وآنطوني إيدن، وهارولد ماكميلان، وغيرهم.

قوة المسلسل بصدقه وقدرته على الحياد رغم تقديمه كل فضائح وأسرار حياة العائلة الملكية، وما يخص كل من يحيط بالملكة، سواء أفراد عائلتها أو أصدقاؤها ومعارفها وغيرهم، هذا الصدق المنقول من مذكرات أغلب من عاش بقربهم وبقصورهم.

أما لماذا سُمي بالتاج وليس بأي اسم يتعلق بحياة الملكة، فذلك يعود إلى أهمية التاج البريطاني الذي تنطوي تحته سلطة بلاد كانت لا تغيب عنها الشمس، وسيطرة تاجها امتدت حتى أستراليا ونيوزيلندا وكندا ودول إفريقية والهند وباكستان ودول الكومنولث ومستعمرات عديدة، إذن حياة وقيمة وقدسية التاج أهم ممن يرتديه، لذا باتت حياة الملكة، وكل من سبقها من ملوك بريطانيا العظمى، خاضعة تماما لسلطة قانون احترام التاج، ولم يعد لهم أي حقوق خارج ما يفرضه احترام هذا التاج، بما فيه حقوق حياتهم الشخصية تُرفض إن كانت تتعارض مع سلطة قوانين هذا التاج، المسلسل ركز تماما على دور التاج وأثره على حياة الملكة ومن يحيط بها، لذا أُعطيت له البطولة المطلقة، ومن خلاله تدور أحداث حياة ملكة بريطانيا العظمى وشعوبها ومستعمراتها.

الحوار الفذ ملك المسلسل كشف وبين للمشاهد أهمية دور حياة من يرتديه، فمن خلال الحوار المتبادل ما بين الملكة إليزابيث الأولى مع ابنتها الملكة إليزابيث الثانية، نرى تحسر الملكة الأم وكيف أن عليها ترك قصر باكنغهام بمجرد موت زوجها الملك، وانتقال التاج والقصر لابنتها، قالت: من قبل كان لجدتك الملكة ثم أبيك وأمك، والآن بات لك.

والحوار الرائع الدائر بين الأميرة مارجريت الأخت الصغرى للملكة يبين غيرتها من شقيقتها الملكة حين قالت للملكة: أنت تملكين كل الحق والقرارات كلها بيدك وتحكمين بها، فردت الملكة عليها كنت أتمنى أن أملك حريتك، وأن أعيش كما أريد وأتوارى عن الأنظار.

ردت شقيقتها مارجريت: تتوارين وتختفين وأنت ترتدين التاج أيضا.

الأميرة مارجريت سببت متاعب وفضائح كثيرة لعرش بريطانيا ولأختها الملكة سواء بعلاقتها مع الضابط بيتر تاوسند، الذي رفضت الكنيسة زواجها منه، لأنه كان مطلقا، ثم إصرارها على الزواج من المصور الفوتوغرافي أنتوني أرمستونغ الذي كانت له علاقات متعددة وثلاث عشيقات، منهم مغنية وأخرى ممثلة والثالثة زوجة صديقه، كما يقال إنه مثلي أيضا وحياته معقدة في تفاصيلها.

من أجمل حلقات المسلسل حلقة زيارة الرئيس كندي وزوجته جاكلين، حيث كشف المسلسل أهمية هذه الزيارة، وما ساد قصر باكنغهام من حالات الهرج والمرج وهستيريا جماعية سيطرت على جميع القاطنين بالقصر والعاملين فيه والصحافة والحرس وحتى زوج الملكة فيلب، الذي ترك الملكة واقفة وهرول حتى يستقبل ويشاهد جاكلين كندي التي قال للملكة عنها: رائعة استثنائية، ذكاؤها مخيف.

وقال لزوجها الرئيس جون كندي: أنت أكثر الرجال حظا في العالم.

أظرف ما في زيارة جاكلين كندي هو أنها غيرت من ردود فعل وتصرفات الملكة إليزابيث حين قالت في دعوة عشاء على شرفها: إن قصر باكنغهام قديم ورث ومن عصور منتهية والملكة ضحلة غير مبالية، ووصل كلامها هذا إلى الملكة، مما أثر فيها وغير من شخصيتها، وهذا ما دفعها للذهاب لإفريقيا وزيارة الرئيس نكروما الذي كان يريد التعاون مع السوفيات والخروج من المنظومة الإنجليزية الأميركية، لكن من خلال هذه الزيارة ورقصها معه، تغير الوضع وعدل نكروما عن قراره وعاد إلى الغرب.

شكر كندي زوجته على كلامها الذي بسببه غير نكروما موقفه، وعندها زارت جاكلين الملكة واعتذرت لها.

back to top