أمي... من مثلك؟!

نشر في 24-03-2018
آخر تحديث 24-03-2018 | 00:08
 بشاير يعقوب الحمادي كلمات كثيرة، عبارات جميلة، حب كبير وصادق لك يا أمي، عندما أتحدث عنك تقف الكلمات وتعجز الحروف عن وصفك يا أجمل من خلق ربي، أنت الأقرب إلى قلبي، أنتِ من علمتني كيف أحب من حولي، كيف أحب نفسي وأحب هذه الحياة ومن يعيش فيها.

الأم هي من تجعل أبناءها ناجحين سعيدين في حياتهم، فهم انعكاس لتربيتها ونشأتها، فصلاحهم من تربيتها لهم، هي المدرسة الأولى في حياة كل إنسان، هي من تحدد شخصية أبنائها في الحياة.

يحتفل الكثير من البشر هذه الأيام بيوم الأم، أو عيد الأم، وهو عيد مستحدث في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، لأن الأم نواة العائلة، غير أن الاحتفاء بالأم ينبغي ألا يقتصر على يوم واحد في السنة، وهو ٢١ مارس من كل عام من أجل الإعراب عن تقديرنا وحبها لها،‏ ‏فهذا اليوم وضعه الغرب لما يعانونه من عقوق وقلة في صلة الأرحام والترابط العائلي، ‏ حددوا هذا اليوم لكي يقوموا بزيارة أمهاتهم ويتفقدوا أحوالهن وهل هن بخير أو على قيد الحياة أو يتركوا لهن شيئا من المال.

‏أما نحن في دول الشرق والدول الإسلامية فلله الحمد مهما ألهتنا الدنيا وانشغلنا في الأعمال وكسب الأرزاق، فإننا على يقين تام بأن الرزق الحقيقي هو وجود أم في حياتنا، فهي ‏البركة لجميع أعمالنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة، ‏فالبر يجلب الخير والسعادة والرضا والحياة الجميلة.

وقد قدر ديننا الإسلامي الحنيف الأم وأعلى من شأن الأم، وجعل برها فرضاً علينا ووصلها والإحسان إليها مفتاحاً لدخول جناته ‏ونيل رضاه سبحانه وتعالى؛ ‏فحياة الإنسان تقاس وتقدر برضا والديه عنه وبره لهما، فللأب حقوقه علينا مثل الأم، كما جاء في القرآن الكريم في سورة الإسراء "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا، إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا".

‏هذه آيات واضحة جدا وصريحة في تأكيد مكانة الأم والأب وضرورة برهما وطاعتهما للفوز بخير الدنيا وفرحة الآخرة، ‏وكل شخص فقد أمه أو‏الده، وهما راضيان عنه لبره لهما حتى وفاتهما... سينال الجنة بإذن الله، ‏رحم الله جميع من فقد والديه وأدخلهما الجنة، وأطال في أعمار والدي ووالديكم جميعاً.

وفي نهاية المقال ما أجمل أن نتذكر تلك الأبيات الشهيرة للشاعر الرائع حافظ إبراهيم التي يقول فيها عن الأم أعظم مدرسة في التاريخ:

الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتَها

أعددت شعباً طيب الأعراقِ

الأمّ روضٌ إن تَعهَّده الحيا

بالرّيّ أورق أيَّما إيراقِ

الأمّ أستاذ الأساتذة الألى

شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ

back to top