شوشرة: البنشر

نشر في 24-03-2018
آخر تحديث 24-03-2018 | 00:09
 د. مبارك العبدالهادي "بنشرنا غير عن بنشركم".

بهذه الكلمات المبهمة يتحدث أحدهم في إحدى الديوانيات، وهو يتفاخر ببنشر منطقته، وكأنه ذو مواصفات خاصة غير مسبوقة في الشرق الأوسط.

سأله أحد الحضور بكل عفوية: بالتأكيد تمتلكون تكنولوجيا فاخرة تضاهي وتنافس الآخرين بقوة وغيرها من أدوات التصليح ذات الإمكانات الكبيرة والجبارة؟!

فجاء الجواب: "لا نملك أياً من هذه الأدوات، ومازلنا نعمل بنفس إمكانات الآخرين، ولكن بنشرنا يملك أداة أقوى وهي إدارة عقول بعض أبناء المنطقة السذج والأطفال الذين مظهرهم على هيئة رجال". الجميع استغربوا وقاحة هذا المتحدث وجرأته في الاعتراف بهذا الكلام الخطير، فسأله أحدهم: ما الفائدة من ذلك؟

فرد ضاحكاً بصوت عال: بنشرنا هو من يحيك بعض المؤامرات ويدير بعض السفهاء ويخطط لضرب كل من يقترب من خطوطنا، أو حتى ينظر إلينا.

هل تملكون قوة بشرية؟ بادره أحدهم بهذا السؤال، فكان الرد: "ندعي أننا نملك العدة والعتاد، ولكننا لا نشكل أي نواة سوى كلام بكلام من مخيلة الأحلام، لأننا وجدنا ضالتنا في بعض الأغبياء الذين يهدفون إلى سرقة الفتات، فأوهمناهم بأنهم من أصحاب البطولات، ونظل نمجدهم ليستمروا كأدوات".

يا لهذا البنشر ذو المواصفات الخارقة بالحقد والغل! يقولها شخص يجلس في زاوية الديوانية، ويتساءل عن الديوانية التي تشاركهم بكل ذلك، لاسيما ذلك "بوشنب" المستدير الذي يمكر ويدعي الطيبة والمسكنة، ويتكاتف معه ثلة من المشردين الذين يعيشون على الفتات، ويريدون أن يسرقوا تلك الخيرات ممن أعطاهم تلك الملذات.

يرد صاحب البنشر: "لماذا تحقدون علينا ونحن لا نريد إلا أن يعمل بنشرنا على توفير قوت يومنا؟!"

أصحاب الديوانية الذين تعالت ضحكاتهم على هذا الرد: "كيف تعمل على قوت يومك وأنت تنهب وتحيك المؤمرات وتدعي أنك ذو قوة ونفوذ وأنت أساساً لا تحرك ساكنا ولا تستطيع قيادة إلا ثلة من المرتزقة؟!".

لعل هذا الحديث عن هذا البنشر وديوانية المكر هو جزء من واقع بعض المناطق التي تعاني ويلات، على شاكلة هؤلاء الذين يفرقون ولا يجمعون، خصوصا في ظل وجود بعض الأدوات التي تنفذ وتعمل من أجل الحصول على الفتات، حتى وإن كان من جيب الأهالي الذين لا حول ولا قوة لهم، سوى أنهم وقعوا ضحية هؤلاء الذين أوصلوهم إلى مناصب كانوا يحلمون بها ويديرون أموالاً لم يشاهدوا أرقامها منذ ولادتهم.

هذا الواقع من الفساد المتفشي في بعض الأماكن يتطلب اقتلاع جذور هؤلاء ومن يقف وراءهم، لأنهم وصمة عار على كل منطقة تسعى للنهوض بكيانها أو الاستمرار في نهضتها وعمرانها.

إن هناك انتشارا من حولنا لبعض من ينصاعون لأوامر "المقاول"، ولا يهدفون إلى الإصلاح بقدر ما يسعون للمكاسب والتجاوزات على حساب الجميع.

والمشكلة الأكبر عندما يأتي "الحرامي" ويذكرك بقسَمك الذي حنث به هو أولاً وأخيرا، فلقد أقسم مع غيرك وسرب إلى غيرك وهاجمك سرا وأمامك مبتسما، ولا يزال "الحرامي" يقول إن هناك قسماً وهو يتحدث لك عن تقسيم الكيكة والاختلاسات، فبأي قسم "أستاذ حرامي" تتحدث؟ولماذا لا يزال نزف الجراح مستمرا؟ في المرة القادمة سيكون اسمك حاضرا وكاملاً أمام الملأ أنت وشلة الأنس والدبكة "ضبطوا القعدة" لأن الفضائح ستتوالى بالأفراح والجراح!

آخر الكلام:

"خبز خبزتيه.. يا الرفله اكليه"

back to top