وصلات غزل وعروض زواج لإعلاميات على أثير الراديو

نشر في 24-03-2018
آخر تحديث 24-03-2018 | 00:03
عادت منذ سنوات محطات الإذاعة المختلفة لتأخذ مكانها على خريطة الإعلام، ومنحت فرصاً عدة لإعلاميين وفنانين لتقديم برامج على أثير موجاتها. ولكن اللافت أن عدداً من الإعلاميات يسمحن بمساحة تتجاوز لغة الحوار المتبعة عادة، وهي الظاهرة التي تكررت أكثر من مرة أخيراً.
استقبلت الإعلامية إنجي أنور خلال تقديمها برنامج «الجملة ناقصة» على أثير موجات الإذاعة مداخلة هاتفية من متصلٍ عرض عليها الزواج، ورغم تجاهلها الأمر ومحاولتها تغيير مسار المداخلة فإنها نشرت على صفحتها الاجتماعية مقطع فيديو تتحدث فيه عن الموضوع لتتلقى عروض زواج من متابعيها في التعليقات، من دون أن ترد عليها.

كذلك حذفت مقطع فيديو كانت نشرته مباشرة وهي تتحدّث عن الأمر، وتلقت وصلات غزل وإعجاب من متابعيها.

وتقرأ الإعلامية سالي عبدالسلام، مقدمة «اتمسوا»، وصلات غزل يرسلها إليها الجمهور خلال البرنامج، كذلك تقرأ بعض التجاوزات التي تصلها تعبيراً عن حيادها، ما يعرضها لانتقادات أحياناً. كذلك تسمح الإعلامية مروة صبري في برنامجها الإذاعي بتلقي رسائل إعجاب بها، وتقرأ على الهواء أسماء الجمهور، وهي كانت تلقت سابقاً في برنامج تلفزيوني دعوة للزواج من شاب على الهواء.

قلة الخبرة

يقول الخبير الإعلامي محمد عبد الرحمن إن قلة خبرة بعض الإعلاميات في التعامل مع المذياع والكاميرا ورغبتهن في تحقيق شهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، للأسف الشديد، أوصلا الأمر إلى هذه الدرجة، مشيراً إلى أن عدم التفاعل مع مثل هذه الرسائل والمداخلات الهاتفية والتوقف عن الاهتمام بها هو الحل لمنع مزيد من التجاوزات لأن المرسل إن وجد رد فعل إيجابياً على رسالته أو استحساناً من المذيعة التي استقبلته سيتجرأ أكثر في لغة الحوار.

وأضاف عبد الرحمن أن هذه الظاهرة بدأت في الانتشار مع ظهور مواقع التواصل، إذ تغيّرت الأمور المرتبطة بتواصل الجمهور مع الإعلاميين، من إعجاب من بعيد إلى استخدام المنصات الاجتماعية والاتصالات الهاتفية، مشيراً إلى أن أية إعلامية بغض النظر عن اعتبارات كثيرة لها يرى كثيرون أنها فتاة أحلامهم.

كذلك أشار إلى أن بعض هذه الرسائل يكون بغرض لفت الانتباه أو لا يتخطى كونه رهاناً بين أصدقاء، مؤكداً أن دور الإعلاميات التعامل مع هذه الأمور بحكمة وعدم إظهار الانبهار بها أو إعطائها أية مساحة للاهتمام.

وأكّد أن من يقمن بذلك هن إعلاميات خريجات مواقع التواصل الاجتماعي، ولسن محترفات.

أزمة في الاختيار

أستاذ الإعلام طارق توفيق اعتبر الظاهرة معبرة بشكل حقيقي عن الأزمة التي تواجه آلية اختيار المذيعين عموماً ومذيعي الراديو خصوصاً الذين لا بد من أن يخضعوا لاختيارات هدفها التأكد من قدرتهن على التعامل مع البث المباشر، مشيراً إلى أن ثمة ضوابط وسياسات تحريرية غائبة عن المحطات الإذاعية، لا سيما في ما يتعلّق برسائل الجمهور.

وأضاف أن ضمن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المذيعون قراءة اسم شخص كتب تعليقاً على صفحتهم عبر مواقع التواصل وعدم إطلاع الجمهور على التعليق نفسه، ما يعني أنهم يحمسونه للعودة إلى الصفحة بدلاً من الاستماع إليهم.

وأكّد أن رسائل الإعجاب التي تصل إلى المذيعات تكون بسبب تطرّق بعضهن إلى أموره الشخصية بشكل واسع عند مناقشة المشاكل العاطفية أو الموضوعات الاجتماعية.

كذلك أشار إلى أن افتقاد تدريب المذيعات على التعرّض للمواقف المحرجة يجعل كلاً منهن تتصرف بطبيعتها الشخصية وليس بمهنية، وأن التوسع في إنشاء المحطات وعدم خبرة العاملين في كثير منها، لا سيما الخاصة هما المسببان الرئيسان لهذا الوضع.

back to top