ملامح الحرب التجارية بين أميركا والصين بدأت تتشكل

نشر في 24-03-2018
آخر تحديث 24-03-2018 | 00:05
No Image Caption
يبدو أن الحرب التجارية التي يخشاها العالم منذ اعتلاء دونالد ترامب سدة الحكم في الولايات المتحدة بدأت تتشكل، بعدما وقع الرئيس الأميركي، أمس الأول، قراراً يسمح لبلاده بفرض رسوم جمركية على واردات صينية بقيمة 60 مليار دولار، وهو ما قد يكون له آثار وخيمة على الاقتصاد العالمي، بحسب تقرير لـ«الغارديان».

ما العواقب؟

- بالنسبة لعواقب هذا القرار فإنها تتركز في عاملين، أولهما: هل سيتماشى حجم التعريفات المفروضة على المنتجات الصينية مع مقدار الانتهاكات الصينية الذي صوره ترامب في خطابه؟

- من المحتمل تخفيف الإجراءات إذا تسببت في اضطراب الأسواق المالية، لكن ترامب كشف عن نواياه منذ توليه منصبه، وسيكون من الصعب العثور الآن على شركة كبرى متعددة الجنسيات لا تعتقد أن الصين مارست انتهاكات عدة، فلا يخفى على أحد سرقة حقوق الملكية الفكرية من قبل شركاتها.

- العامل الحاسم الثاني هو كيف ستستجيب الصين لهذا القرار؟ خصوصا أنها تعهدت مراراً وتكراراً بالدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة إذا استهدفتها واشنطن بإجراءات مشابهة.

- كشفت بكين بالفعل صباح امس عن قائمة من المنتجات الأميركية قد تشملها رسوم جمركية بقيمة 3 مليارات دولار، كرد على إعلان ترامب.

الصين لديها ما تخسره

- لكن الرئيس «شي جين بينغ» سيجد أنه يتعامل مع رئيس أميركي يعتقد (بصدق) أن الولايات المتحدة قادرة بسهولة على الفوز في الحرب التجارية.

- مع ذلك قالت وزارة التجارة الصينية إن بكين لا تريد خوض حرب تجارية، لكنها أيضًا لا تخشى أبداً من الحرب التجارية، وستخوضها حتى النهاية إذا اضطرت لذلك.

- يحذر معظم الاقتصاديين من أن الكثيرين سيصبحون أكثر فقراً، وأن حديث ترامب عن الفوز بالحرب التجارية أمر سخيف وخطير، لكن من الصحيح أيضًا أن الصين لديها الكثير لتخسره، نظراً لاعتمادها الواسع على التصدير (بلغت صادراتها السلعية إلى الولايات المتحدة نحو 500 مليار دولار العام الماضي).

أهداف أميركية سائغة

- من الصعوبة تحديد الفائز إلى الآن، لكن الخسائر ورادة لدى كلا الطرفين، وليس صحيحاً أن فوز أميركا سيكون سهلا، فبحسب «سي إن إن موني» هناك شركات أميركية كبرى مثل «آبل» و«بوينغ» و«إنتل» وغيرها قد تعاني كثيراً، إذا قررت الصين توسيع نطاق إجراءاتها العقابية.

- حققت «آبل» إيرادات بقيمة 18 مليار دولار (20 في المئة من إجمالي مبيعاتها) في الصين وحدها خلال الربع الأخير، في حين بلغت إيرادات «بوينغ» في السوق الصيني 12 مليار دولار (13 في المئة من إجمالي المبيعات).

- كما تحظى «إنتل»، و«نفيديا»، و«ميكرون»، و«كوالكوم»، و»تكساس إنسترومنتس» بوجود كبير في الصين، وتحديدا في قطاع التصنيع، بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا المحلية التي تعتمد على منتجاتها.

- بلغت مبيعات شركة «نايكي» في الصين خلال الربع الرابع من العام الماضي 1.2 مليار دولار، وهو ما يمثل 15 في المئة من إجمالي إيراداتها، في حين باعت شركة «جنرال موتورز» 4 ملايين سيارة في الصين على مدار 2017 كله عبر شركاء محليين.

- سلسلة متاجر القهوة الشهيرة «ستاربكس» قد تكون بين أكبر الخاسرين أيضًا، حيث تراهن بقوة على السوق الصيني المكتظ بالمستهلكين، والذي يؤمن لها 14 في المئة من إجمالي الإيرادات.

back to top