الأسد يقترب من الحسم بالغوطة... ووفد أميركي في منبج

• الآلاف بينهم مقاتلون يخرجون من حرستا
• أنقرة تتلقى ضربة موجعة بعفرين

نشر في 23-03-2018
آخر تحديث 23-03-2018 | 00:05
مدفعية النظام تقصف حمورية وعربين أمس (أ ف ب)
مدفعية النظام تقصف حمورية وعربين أمس (أ ف ب)
مع إعلان تركيا مناطق أكراد سورية هدفاً مشروعاً لها، دخل الاتفاق الأول من نوعه منذ بدء التصعيد العسكري في آخر معقل لفصائل المعارضة السورية في دمشق قبل شهر حيز التنفيذ، أمس، بخروج نحو 700 مقاتل من حركة «أحرار الشام» النافذة في الغوطة الشرقية، و1300 من عائلاتهم من مدينة حرستا إلى إدلب.
اقتربت الحكومة السورية الموالية للرئيس بشار الأسد، من القضاء على مقاومة المعارضة في الغوطة الشرقية، مع تدفق المدنيين والمقاتلين أمس من إحدى المدن المحاصرة التي دكتها القنابل، واستعداد مقاتلين للاستسلام في مدينة أخرى.

وانطلقت أول عملية إجلاء لمقاتلي حركة "أحرار الشام" وعائلاتهم من مدينة حرستا بالغوطة الشرقية، أمس، إلى محافظة إدلب بموجب اتفاق توصل إليه الفصيل النافذ في المنطقة مع السلطات الروسية يشمل خروج نحو ثمانية آلاف شخص.

وفي أول خطوة من الاتفاق، حصلت أول عملية تبادل معتقلين؛ أفرجت بموجبها القوات الحكومية عن 6 مقاتلين، وتسلمت من فصائل المعارضة 13 جندياً، بحسب مصدر عسكري الإعلام الحربي التابع لميلشيا "حزب الله" اللبنانية، على أن يجري تسليم دفعات أخرى من أسرى الطرفين.

ولاحقاً، أجلى الهلال الأحمر السوري ألفي شخص بينهم 700 مسلح في دفعة أولى على متن 40 حافلة، على أن يتم اليوم استكمال خروج 1500 عنصر من "أحرار الشام" و6 آلاف من عائلاتهم، عبر ممرات حرستا ومخيم الوافدين قرب دوما وحمورية جنوباً، بإجمالي 7500 شخص من نحو 20 ألفاً يسكنون المنطقة.

وأحصى المتحدث باسم القيادة الروسية بحميميم اللواء فلاديمير زولوتوخين خروج أكثر من 5 آلاف مدني، صباح أمس، من جميع مناطق الغوطة عبر ممر مخيم الوافدين ونقلهم إلى صالة الفيحاء في دمشق، مشيراً إلى تواصل عملية عودة السكان إلى بلدتي سقبا وكفر بطنا.

نهاية المقاومة

ومع تأخر التحضيرات لخروج الحافلات من حرستا، قتل 19 مدنياً في غارات روسية وسورية مكثفة استهدفت بلدتي زملكا وعين ترما في جنوب الغوطة، لترتفع بذلك حصيلة الحملة العسكرية منذ 18 فبراير إلى أكثر من 1560 مدنياً بينهم 316 طفلاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتضمن الاتفاق، الذي يتزامن مع مفاوضات مماثلة مع "جيش الإسلام" و"فيلق الرحمن"، عدم التعرض لمن يرغبون في البقاء بالمدينة من النظام والروس والحفاظ على مكون المدينة دون تهجير أو تغيير ديموغرافي، تشكيل لجنة مشتركة من أهالي حرستا في الداخل والخارج من لإدارة المدينة، بحسب الناطق باسم "أحرار الشام" منذر فارس.

أمن العاصمة

وفي ظل تقدم النظام إلى بلدة عين ترما والتقاء قواته المتقدمة على محور الوادي بالمرابطة في محيط شركة اللحمة على محور أسواق الخير، بات تنظيم "داعش" يشكل تهديد مباشراً لأمن العاصمة رغم سلسلة هزائمه.

وأوردت صحيفة "الوطن" المقربة من الحكومة أن الجيش يخوض "معارك كر وفر" ضد التنظيم المتطرف، الذي تمكن الثلاثاء من السيطرة على حي القدم، في هجوم مفاجئ أسفر عن مقتل 62 عنصراً على الأقل من قوات النظام والميليشيات الموالية لها.

ويسعى التنظيم المتطرف، الذي لم يعد يسيطر سوى على أقل من خمسة في المئة من سورية، وخصوصاً في مناطق صحراوية في الشرق والوسط، لملء الفراغات في معاقل فصائل المعارضة في محيط دمشق.

واشنطن ومنبج

وفي خضم الغضب التركي، زار وفد أميركي عسكري ودبلوماسي رفيع المستوى مدينة منبج في ريف حلب، أمس، والتقى المجلس المحلي التابع لقوات سورية الديمقراطية (قسد).

وأوضح عضو في مجلس منبج المحلي أن زيارة الوفد، الذي ضم اللواء جيمي جيرارد والسفير الأميركي ويليم روباك، هدفها تقديم الدعم لأهالي منبج وتأكيد أن مصيرها لن يكون كعفرين، والدفاع عنها ضد أي هجوم خارجي يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

وخلال اجتماع عقد في مبنى الإدارة المدنية يوم الاثنين الماضي، أكد مستشار وممثل عن الوزارة الخارجية الأميركية أنهما سيدافعان عن منبج، ويوفيان بوعدهما لقوات "قسد" ومجلس منبج العسكري بالوقوف إلى جانبهم.

طرد الأكراد

وغداة إعلانه عن تفاهم، لا اتفاق، مع واشنطن في منبج، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو جميع مناطق وحدات حماية الشعب الكردية "هدفاً مشروعاً"، محذراً واشنطن من أنه سيتم طرد حلفائها من الحدود السورية في حال عدم توصلها لاتفاق.

وأبلغ جاويش أوغلو محرري وكالة "الأناضول" أمس بأن "قول الرئيس رجب طيب إردوغان: يمكن أن نهاجم ذات ليلة على حين غرة، يشمل مناطق سنجار، وجبل قنديل، وأي مكان آخر يوجد فيه تنظيم ي ب ك (وحدات حماية الشعب) وبي كا كا (حزب العمال الكردستاني التركي)"، مؤكداً أنه في حال عدم تطبيق خطة تم التفاهم عليها مع الجانب الأميركي لخروج عناصره من منبج فإنه "سيتوجب حينها القضاء على الإرهابيين، وهذا مناسب ليس لسورية فقط بل وللعراق أيضاً".

وإذ أشار إلى اتصال هاتفي بين إردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، أوضح جاويش أوغلو أن التركيبة السكانية لمدينة منبج ستحدد طبيعة إدارة شؤونها وأمنها، بعد خروج وحدات حماية الشعب الكردية منها.

معركة عفرين

ووسط أنباء عن اقتراب عملية "غصن الزيتون" من خطوط التماس مع قوات النظام في قريتي نبل والزهراء الشيعيتين، قتل 20 شخصاً على الأقل، نصفهم من الجنود الأتراك في تفجيرين هزا عفرين ليل الأربعاء- الخميس وصباح أمس. وأقر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بمقتل ثلاثة عسكريين جراء التفجير الثاني، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.

back to top