«القيصر بوتين» يفوز بجدارة... لكن الضغوط عليه ستتصاعد

«الكرملين» للندن: أظهروا أدلتكم على تسميم سكريبال أو اعتذروا

نشر في 20-03-2018
آخر تحديث 20-03-2018 | 00:04
بوتين مستقبلاً في الكرملين أمس المرشحين للانتخابات الرئاسية الذين لم يحالفهم الحظ        (أ ف ب)
بوتين مستقبلاً في الكرملين أمس المرشحين للانتخابات الرئاسية الذين لم يحالفهم الحظ (أ ف ب)
بعد أن حقق الرئيس الروسي بوتين فوزاً كبيراً في الانتخابات الروسية، إذ حصل أقرب منافسيه مرشح الحزب الشيوعي الروسي، بافل غرودينين، على أقل من 12% من الأصوات، يقول المراقبون إن هذا الانتصار لا يعني أن الضغوط الدولية على موسكو ستتراجع.
حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا قياسيا في الانتخابات الرئاسية، ليبدأ ولاية رابعة لـ6 سنوات، ويصبح الرئيس الذي أمضى أطول فترة في الحكم منذ الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين.

ورغم الثقة الكبيرة التي يدخل بها "القيصر بوتين" الى الولاية الرابعة، يتوقع المراقبون أن تتصاعد الضغوط الغربية على بوتين، مشيرين الى أن الانتصار الداخلي لا يمكن صرفه على المسرح الدولي، حيث تبقى روسيا دولة شبه معزولة، كما أن استضافتها لكأس العالم في كرة القدم الصيف الحالي ستكون مناسبة لتوجيه الانتقادات المؤثرة وربما المؤذية لها.

وبوتين (65 عاماً) الذي حكم روسيا على مدى 18 تقريباً، سجل أفضل نتيجة ينالها في الانتخابات بحصوله على 76.67 في المئة من الأصوات.

وحسب اللجنة المركزية للانتخابات، فإن بوتين تقدم بفارق كبير على منافسه الأبرز، مرشح الحزب الشيوعي المليونير بافل غرودينين الذي نال 11.79 في المئة.

ونال القومي المتشدد فلاديمير جيرينوفسكي نحو 5.66 في المئة، ومقدمة تلفزيون الواقع السابقة كسينيا سوبتشاك 1.67 في المئة.

تجاوزات

وتحدثت المعارضة عن تزوير أصوات. ونددت منظمات غير حكومية بآلاف التجاوزات، خصوصا نقل ناخبين في حافلات من جانب الشرطة وتهديد مراقبين وحشو صناديق، بهدف رفع نسبة المشاركة التي بلغت ٦٧.٤ بالمئة.

وذكرت لجنة الانتخابات المركزية، أن النتائج ألغيت في 5 مراكز اقتراع بسبب التجاوزات.

وقالت رئيسة اللجنة إيلا بامفيلوفا إن عدد التجاوزات المسجلة تراجع إلى النصف تقريبا، مقارنة بالعدد المسجل في الانتخابات الرئاسية السابقة.

واعتبر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي نشرت 481 مراقبا دوليا في مكاتب الاقتراع، أن الانتخابات جرت بشكل جيد عموما، رغم أنها لم تشهد "منافسة فعلية"، وسجلت تجاوزات تهدف الى تضخيم نسبة المشاركة.

وقال للصحافيين مساء أمس الأول، ردا على سؤال حول ما اذا كان سيترشح مجدداً للرئاسة: "هل سأبقى هنا حتى أبلغ المئة عام؟ كلا". وشكر الرئيس الروسي مئات من أنصاره الذين تجمعوا قرب "الكرملين" في وسط موسكو للاحتفال بفوزه الكبير، معتبرا أن هذا الأمر "يظهر الثقة والأمل لدى الشعب الروسي وامتنانا لإنجاز كثير من الأمور في ظروف بالغة الصعوبة". وأكد: "سنقوم بعمل كبير في شكل مسؤول وفاعل".

وقال الرئيس الروسي: "سنفكر في مستقبل وطننا العظيم وأبنائنا، نحن عازمون على النجاح"، ودعا الى "الحفاظ على هذه الوحدة، هذه الوحدة ضرورية للتقدم".

وتحول احتفال بذكرى ضم القرم قبل 4 سنوات إلى احتفال بإعادة انتخاب بوتين.

ويتناقض ارتياح بوتين خلال إلقاء خطابه مع ليلة الانتخابات عام 2012 حين أعلن فوزه متأثرا، تزامنا مع تظاهرات ضخمة ضد عودته الى "الكرملين".

ونال بوتين تأييد 92 في المئة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014.

ومعظم الناخبين الذين تحدثوا لـ "وكالة فرانس برس"، قالوا إنهم صوتوا لبوتين رغم عدة مشاكل مثل الفقر وسوء نظام الضمان الصحي، لكنهم أشادوا بسياسته الخارجية.

وتواجه روسيا عزلة متزايدة بسبب تدخلها في أوكرانيا وسورية، كما تخضع لسلسلة عقوبات اميركية جديدة بسبب قضية التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

ردود فعل

عربياً كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أول مهنئي بوتين. وفي بيان اختيرت كلماته بدقة، وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "لروسيا وشعبها تمنياته في عملية التحديث السياسي والديمقراطي والاقتصادي في البلاد"، كما دعاه الى توضيح محاولة الاغتيال "غير المقبولة" لسكريبال، وأعرب عن قلقه بشأن الحرب في سورية، وجدد التزام فرنسا "بشكل كبير بإعادة السيادة الكاملة ووحدة اراضي أوكرانيا ضمن حدودها الدولية المعترف بها".

وتعتزم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل تهنئة بوتين، لكن رسالتها ستثير أيضاً "التحديات" في العلاقات بين الدولتين.

من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الروسي أن اتهام بلاده بتسميم سيرغي سكريبال على الأراضي البريطانية هو "مجرد هراء"، مؤكدا أن "روسيا دمرت كل أسلحتها الكيماوية، ومستعدة للتعاون" مع لندن.

وأضاف: "أن يعتقد أحد أن شخصا ما في روسيا يسمح لنفسه بالقيام بهذه الأمور قبيل الانتخابات وكأس العالم لكرة القدم هو أمر لا معنى له ومجرد هراء. هذا بكل بساطة (شيء) لا يمكن تصوره".

وتابع: "لو كان الأمر يتعلق بغاز عسكري كيماوي، لكان الناس ماتوا على الفور"، مشددا على أن "روسيا ليست لديها مواد كهذه، لقد دمرنا كل أسلحتنا الكيماوية تحت اشراف مراقبين دوليين".

وأكد الرئيس الروسي انه "على الرغم الصعاب، فإن روسيا "مستعدة للتعاون وللمشاركة في التحقيقات الضرورية، لذا من الضروري أن تكون الجهة المُقابِلة (البريطانيون) مهتمة أيضا. حتى الآن، لا نرى ذلك".

من ناحيته، قال الناطق باسم "الكرملين"، ديمتري بيسكوف: "عاجلا أم آجلا يجب أن ترد بريطانيا الرد على هذه الاتهامات التي لا أساس لها: إما عبر دعمها بالأدلة المناسبة أو الاعتذار"، واصفا الاتهامات البريطانية بأنها "تشهير ضد روسيا، ولا يمكن فهمها على الإطلاق، كما أن دوافعها غير اكيدة".

وفي بروكسل، دان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، أمس، بشدة تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا، وقالوا إنهم يأخذون اتهامات لندن لموسكو بالوقوف وراء الهجوم "بجدية كبيرة".

وعبر الوزراء الـ 28 في بروكسل عن "تضامنهم المطلق" مع بريطانيا إزاء عملية التسميم.

جونسون

وأعلن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس، أن نفي روسيا المتكرر لتورطها في تسميم سكريبال "أمر سخيف ويزداد عبثية". وقال إن "محاولة إخفاء (...) الحقيقة في (...) الأكاذيب والتشويش هي استراتيجية روسية تقليدية".

وأعلنت السويد، استدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية، رداً على اتهامات موسكو بأنها ربما قامت بإنتاج غاز أعصاب.

«التشويش» استراتيجية روسية تقليدية جونسون
back to top