بوتين يكتسح «الرئاسية» والمعارضة تندّد بالتزوير

• مشاركة جيدة
• القرم ينتخب للمرة الأولى
• نافالني يحضر من خلال 33 ألف مراقب

نشر في 19-03-2018
آخر تحديث 19-03-2018 | 00:04
أدلى الناخبون في روسيا بأصواتهم في انتخابات رئاسية يُتوقع أن يحقق فيها الرئيس فلاديمير بوتين فوزاً سهلاً وكاسحـاً، بيـد أن الكرمليـن قد لا يحصل على التفويض الكاسح الذي يريده إذا لم تكلف أعداد كبيرة من الناخبين نفسها عناء التصويت، في اقتراع نتيجته متوقعة إلى حد بعيد، رغم الضغوط التي مارستها السلطات على موظفي الدولة والطلاب من أجل الإدلاء بأصواتهم، حسبما أفاد ناشطون من المعارضة التي ندّدت بالتزوير.
أدلى الروس بأصواتهم، أمس، في انتخابات رئاسية ستكرس انتصار فلاديمير بوتين، في حين نددت المعارضة بعمليات تزوير لإضفاء شرعية إلى عملية اقتراع خالية من المفاجآت، من خلال تعزيز المشاركة.

ويضمن الرئيس الروسي الفوز بولاية رئاسية رابعة تستمر حتى 2024، في وقت يخوض اختبار قوة مع الغرب منذ تسميم العميل الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في إنكلترا.

ومع غياب التشويق، وعلى ضوء دعوات المعارض الروسي اليكسي نافالني إلى المقاطعة، ركز الكرملين كل جهوده على المشاركة التي ستكون المعيار الحقيقي لعملية الاقتراع، سعيا لتحقيق أعلى نسبة ممكنة.

اقرأ أيضا

وحسب أولى الأرقام الصادرة عن وكالة «تاس» الرسمية للأنباء، فإن المشاركة تخطت 50 في المئة، بل 70 في المئة في العديد من مناطق أقصى الشرق الروسي، وانتهت عمليات الاقتراع في وقت باكر نظرا إلى الفرق في التوقيت داخل روسيا.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن نسبة الاقتراع بلغت 60 في المئة.

ونظمت السلطات حملة إعلامية مكثفة لحضّ الناخبين على التصويت، وسهلت عمليات التصويت خارج مناطق إقامة الناخبين. وأوردت وسائل إعلام أن السلطات مارست ضغوطا على موظفي الدولة والطلاب من أجل الإدلاء بأصواتهم.

وأفاد ناشطون من المعارضة بقيام الشرطة بجلب ناخبين في حافلات إلى مراكز الاقتراع وتوزيع قسائم شراء بأسعار مخفضة على الروس الذين يذهبون للإدلاء بأصواتهم.

نافالني

واستبعد من الانتخابات المعارض الرئيسي للكرملين نافالني، الغائب الحاضر في هذا الاقتراع، والوحيد القادر على تعبئة آلاف الأشخاص ضد السلطة، وقد حظر عليه الترشح بسبب إدانة في قضية يندد بها باعتبارها ملفقة.

ودعا نافالني الذي يحظى بقاعدة دعم متينة في جميه أنحاء البلاد، إلى مقاطعة الانتخابات وأرسل أكثر من 33 ألف مراقب إلى مراكز الاقتراع.

وبث المعارض منذ الصباح مقاطع فيديو أعلن أنها تظهر عملية حشو صناديق اقتراع في أحد المراكز في أقصى الشرق الروسي. كما ندد أنصاره بقيود تُفرض على عمل المراقبين، وبعمليات تزوير على نطاق واسع.

وفي ظل حصوله على نحو 70 في المئة من نوايا الأصوات، يبدو الفوز محسوما لبوتين البالغ من العمر 65 عاما قضى منها 18 عاما في السلطة، والذي يمدحه العديدون ناسبين إليه عودة الاستقرار بعد بلبلة التسعينيات، في حين يحمل عليه منتقدوه باعتبار أن الثمن كان تراجع الحريات.

بوتين

وبعد الإدلاء بصوته في موسكو، أكد بوتين أنه سيرضى بأي نسبة يحصل عليها، ما دامت تعطيه «الحق في ممارسة مهام الرئاسة».

وقالت الخبيرة الاقتصادية المتقاعدة أولغا ماتيونينا (65 عاما) بعد الإدلاء بصوتها: «بعد إعادة القرم (إلى روسيا)، أصبح بوتين بنظري بطلا، وهذا هو جوهر المسألة برأيي». وأضافت: «في السنوات الأربع الأخيرة، واجهنا العقوبات (الغربية) لكننا بنينا الكثير أيضا، وفتحت مصانع جديدة والتضخم يبقى ضعيفا».

من جانبه قال بوريس (39 عاما)، وهو مسؤول في شركة التقته «وكالة فرانس برس» في سان بطرسبورغ: «الجميع يعرف من سيتم انتخابه، وهذا ما يفقدنا الرغبة (في الإدلاء بأصواتنا) ولدينا انطباع بأننا لا نتحكم بشيء».

وبدأت الانتخابات في روسيا التي تتألف من 11 منطقة زمنية، مساء أول من أمس، في مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي في شرق البلاد على المحيط الهادئ، واستمر التصويت في شتى أنحاء روسيا حتى إغلاق مراكز الاقتراع في منطقة كاليننغراد الواقعة في أقصى الغرب حتى الساعة الحادية عشرة مساء أمس، بتوقيت الكويت.

وتوقعت استطلاعات الرأي حصول مرشح الحزب الشيوعي المليونير بافيل غرودينين على 7 إلى 8 في المئة من نوايا الأصوات والقومي المتشدد فلاديمير غيرينوفسكي على 5 او 6 في المئة، تليه الصحافية الليبرالية كسينيا سوبتشاك (1 إلى 2 في المئة). أما المرشحون الأربعة المتبقون، فنتائجهم تكاد لا تذكر.

وشهد الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية تصاعد التوتر بين موسكو والغرب بسبب قضية تسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرغير سكريبال وابنته في إنكلترا.

وردا على تنظيم الانتخابات الرئاسية الروسية في القرم، قررت كييف منع الناخبين الروس المقيمين في أوكرانيا من التصويت. وقام عشرات الشرطيين وناشطون قوميون بمنع الدخول إلى القنصليات الروسية في العديد من المدن الكبرى الأوكرانية، أمس.

وأكدت نائبة رئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي)، ايرينا ياروفا، أن منع المواطنين الروس الموجودين على الاراضي الاوكرانية من المشاركة في التصويت بالانتخابات الرئاسية الروسية يعد جريمة دولية وتدخلا مباشرا في الانتخابات.

القرم

وتجري الانتخابات في الذكرى الرابعة للمصادقة على ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية إلى روسيا، بعد استفتاء اعتبرته كييف والغربيون غير قانوني.

وفتح نحو 1400 مركز اقتراع للمرة الأولى في شبه جزيرة القرم ومدينة سيفاستوبل، حيث شارك نحو 108 ملايين ناخب ممن يحق لهم التصويت.

وتم إنشاء مركزين انتخابيين خاصين: الأول في منطقة بناء الجسر عبر مضيق كيرتش، والثاني في قاعة داخل المبنى الذي تم تشييده حديثا في مطار سيمفيروبول في شبه جزيرة القرم، وتم تسجيل 1483349 ناخبا في الجمهورية.

وفي الثامنة صباحا، فتح 182 مركز اقتراع في مدينة سيفاستوبول أبوابهم، حيث يحق لأكثر من 310 ألف شخص الإدلاء بأصواتهم.

وتم تشكيل 180 مركزا في أربع مقاطعات من سيفاستوبول واثنين من المراكز المؤقتة المنفصلة، تم تأسيسهما في مستشفى المدينة رقم 1 والمستشفى البحري لأسطول البحر الأسود.

وتابع المراقبون المعتمدون رسمياً الانتخابات في شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول، من بينهم مراقبون من فرنسا والنروج وفنلندا والدنمارك وبريطانيا العظمى وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وإسرائيل والسويد وأوكرانيا وقبرص.

وعموما، يشارك 3.6 آلاف مراقب عام في جميع أنحاء شبه الجزيرة.

back to top