أنقرة تسيطر على عفرين... وأكرادها إلى حرب شوارع

• رفع أعلام تركيا وهدم تمثال كردي وإحراق محل مشروبات روحية ورصد عمليات نهب
• الأسد يستعيد أكثر من 85 % من الغوطة ويمهل مقاتلي حرستا... والفصائل تفاوض على هدنة

نشر في 19-03-2018
آخر تحديث 19-03-2018 | 00:05
جنود أتراك ومقاتلون سوريون في قلب عفرين أمس (أ ف ب)
جنود أتراك ومقاتلون سوريون في قلب عفرين أمس (أ ف ب)
بعد شهرين من العمليات العسكرية، تمكنت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من انتزاع مدينة عفرين شمال غرب محافظة حلب من قبضة وحدات حماية الشعب الكردية وإدارتها الذاتية، التي توعدت بتحويل المنطقة إلى كابوس عبر شن حرب شوارع في كل مكان فيها.
في حين بات مصير الغوطة الشرقية قرب دمشق، محسوماً لمصلحة قوات الرئيس السوري بشار الأسد بعد استعادته أكثر من 83 في المئة منها، سيطرت القوات التركية والفصائل الموالية لها أمس على مدينة عفرين إثر عملية عسكرية استمرت نحو شهرين، ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية.

وحققت القوات التركية تقدماً سريعاً داخل عفرين، التي تعرضت لقصف عنيف خلال الأيام الماضية دفع بأكثر من 250 ألف مدني للفرار منها. وانتشر مقاتلو الفصائل الموالية لتركيا في أحياء المدينة ومركزها وهدموا تمثال حداد كاوا أحد شخصيات الأساطير الكردية، وأحرقوا أحد متاجر المشروبات الكحولية، وأطلقوا النار في الهواء ابتهاجاً، وتم رصد عمليات نهب.

وفي أنقرة، أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان أن "وحدات من الجيش السوري الحر مدعومة من القوات المسلحة التركية سيطرت على مركز عفرين بالكامل".

وقال إردوغان، في خطاب بمناسبة ذكرى معركة الدردنيل خلال الحرب العالمية الأولى: "الآن، رفع العلم التركي هناك! وسيُرفع علم الجيش السوري الحر".

مرحلة جديدة

وفي بيان أوضحت فيه أنها قررت إجلاء المدنيين من عفرين لتجنب أسوأ كارثة، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية عن دخول الحرب على القوات التركية والفصائل المتحالفة معها مرحلة جديدة، مؤكدة أن عناصرها موجودة في كل أنحاء المدينة وستهاجم مواقع تركيا وحلفائها كلما أتيحت لها الفرصة، وستحولها إلى كابوس دائم لها.

وتُعد منطقة عفرين المعروفة ببساتين الزيتون المنتشرة فيها على مد النظر، أول منطقة اختبر فيها الأكراد الحكم الذاتي بعد اندلاع النزاع ثم انسحاب قوات النظام منها في عام 2012.

وإذ أكد المتحدث باسم الحكومة بكر بوزداغ على "تويتر" أن "عملنا لم ينته، لكن الارهاب والإرهابيين انتهوا من عفرين"، أعلنت السلطات التركية عن وفاة قائد المشاة بعد إصابته بجروح خطيرة منتصف الشهر الجاري.

خسائر الأكراد

وأسفر الهجوم التركي عن مقتل أكثر من 1500 مقاتل كردي، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، الذي أوضح أن "أغلبيتهم قتلوا في غارات وقصف مدفعي للقوات التركية".

ووثق المرصد في المقابل مقتل أكثر من 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لأنقرة. كما أعلن الجيش التركي حتى الآن عن مقتل 46 من جنوده.

وأسفر الهجوم التركي أيضاً، وفق المرصد، عن مقتل 289 مدنياً بينهم 43 طفلاً. وتنفي أنقرة قصف المدنيين مؤكدة أنها تستهدف مواقع القوات الكردية فقط.

ودفع اقتراب المعركة من مدينة عفرين بـ250 ألف شخص للفرار منها منذ الأربعاء الماضي، وفق المرصد. وتوجه معظمهم إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري في شمال حلب. وقال عبدالرحمن، إن عفرين "باتت عبارة عن مدينة شبه خالية من السكان، بحيث لم يبق فيها سوى بضعة آلاف مدني فقط".

معركة الغوطة

على جبهة أخرى، واصلت قوات النظام حملتها المستمرة على الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير وتمكنت من السيطرة على أكثر من ٨٥ في المئة من هذه المنطقة، مما تسبب في مقتل أكثر من 1400 مدني بينهم 274 طفلاً.

وبينما يواصل آلاف المدنيين نزوحهم القسري من مناطق المعارضة، تقدمت قوات النظام نحو حزة وزملكا وعين ترما، الواقعة تحت سيطرة "فيلق الرحمن"، انطلاقاً من بلدتي سقبا وكفر بطنا إثر سيطرتها عليهما.

بدوره، أفاد التلفزيون الرسمي عن استمرار سريان هدنة حرستا 24 ساعة، لإتاحة خروج المدنيين عبر معبر الموارد المائية، موضحاً أن النظام أمهل المعارضة حتى عصر أمس للانسحاب من المدينة.

وقف النار

في المقابل، أعلن المتحدث باسم "فيلق الرحمن" وائل علوان أمس عن مفاوضات مع الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار ودخول المساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة، مؤكداً أن موضوع "الخروج" من الغوطة غير مطروح على الطاولة.

وأكدت القيادة الروسية في حميميم خروج أكثر من 25 ألف مدني أمس من بلدات الغوطة عبر معبر حمورية الإنساني، موضحاً أنه في الإجمال غادر أكثر من 68 ألفا المنطقة عبر الممرات الإنسانية المفتوحة هناك منذ 28 فبراير الماضي.

وشهد معبر حمورية الإنساني أمس الأول نزوح 30732 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال، من بلدات عربين وحمورية وسقبا وحزة، في حين شهد معبر مخيم الوافدين خروج 272 مدنياً منهم 137 طفلاً.

سقوط طائرة

إلى ذلك، أعلن قائد في الجيش الحر سقوط طائرة حربية للنظام من نوع "ميغ 23" أمس بعد إقلاعها من مطار الناصرية العسكري قرب المعمل الصيني في منطقة القلمون شمال شرق منطقة دوما.

back to top