جراحة دواعم السن... متى تكون ضرورية؟

نشر في 19-03-2018
آخر تحديث 19-03-2018 | 00:00
No Image Caption
تُعتبر جراحة دواعم السن ضرورية أحياناً لعلاج بعض أمراض اللثة وحالاتها، كالتهاب اللثة أو دواعم السن. يُعرف هذا النوع من الجراحة عموماً بجراحة اللثة.
تشمل أهداف جراحة دواعم السن التي تعالج أمراض اللثة وأي ضرر قد يلحق بها:

• تعزيز نمو العظام والأنسجة التالفة مجدداً.

• تفادي خسارة الأسنان.

• الحد من فجوات اللثة بين الأسنان أو ما يُعرف بالمثلثات السوداء.

• إعادة تشكيل عظم الفك بغية الحد من خطر نمو البكتيريا في الشقوق العظمية.

• القضاء على البكتيريا والعدوى.

• في هذا المقال، نلقي نظرة على ما يستطيع الناس توقعه مع جراحة دواعم السن، والحالات التي تعالجها، والوقت الضروري للتعافي.

حالات تتطلب جراحة

يتطلّب بعض أمراض اللثة علاجاً جراحياً، لاسيما التهاب اللثة وهو شكل أقل حدة من مرض اللثة يسبب احمرارها، وتورمها، ونزفها. يعود غالباً إلى إهمال نظافة الفم وتراكم اللويحات والجير. لكن العلاج المحترف يستطيع عكس هذه الحالة.

أما التهاب دواعم السن فيشكل حالة أكثر حدة من مرض اللثة تنجم عن تفاقم التهاب اللثة وتطوره، ما يؤدي إلى رد فعل التهابي يتلف العظام والأنسجة.

خلال هذه العملية الالتهابية، تبدأ اللثة بالانفصال عن الأسنان، ما يؤدي إلى تشكّل مساحات تُدعى جيوباً تحتجز البكتيريا وتقود إلى عدوى. نتيجة لذلك، يفقد المريض الأسنان وتتضرر عظامه.

جراحات

يختلف نوع الجراحة التي يجريها الجراح باختلاف مرض اللثة وحدته. قبل الجراحة، يُخضع جراح الأسنان المريض لعملية تنظيف عميق للثة. تنجح إحدى العمليات المتبعة، وتُدعى التقشير العميق، في إزالة الجير والبكتيريا عن الأسنان واللثة.

تُعرف عملية أخرى بسحل الجذور وتستطيع تمليس أسطح جذور الأسنان، ما يحرم الجير والبكتيريا من المواضع التي يتراكمان فيها. كذلك تقضي هذه العملية على أي جير متراكم على الجذور.

تُجرى غالباً عمليتا التقشير العميق وسحل الجذور في الوقت نفسه.

جراحة السديلة (فلاب)

تساعد جراحة السديلة خصوصاً مَن يعانون تراكم الجير في الجيوب العميقة. وتشمل رفع اللثة عن الأسنان لإزالة الجير المتراكم.

بعد تنظيف الجراح المنطقة المصابة وإزالة الجير، يعيد اللثة إلى مكانها ويقطبها كي تأخذ موضعها الصحيح حول الأسنان. وتتطلب العظام أحياناً إعادة تشكيل خلال هذه الجراحة.

زراعة العظم

عندما يتلف العظم المحيط بجذور الأسنان أو يتفكك، يحتاج المريض إلى زراعة عظم، تشمل استبدال بالعظم التالف عظم جديد. قد يؤخذ هذا العظم من الشخص ذاته أو قد يكون عظماً مصنّعاً أو متبرعاً به.

هدف زراعة العظم تثبيت السن في مكانها بغية مساعدتها على النمو مجدداً.

تجدّد الأنسجة الموجّه

خلال هذه الجراحة، يضع جراح الأسنان قطعة صغيرة من مواد شبيهة بشبكة بين عظم المريض ونسيج اللثة.

تحول هذه المواد دون نمو اللثة في المساحات المخصصة للعظم، ما يسمح للأخير وللأنسجة الضامة بالنمو مجدداً.

زراعة الأنسجة

ينجم انخفاض خط اللثة، أو ما يُعرف بانكماش اللثة، عن خسارة نسيج اللثة، ما يتطلب زراعة أنسجة لينة بغية الحد من خطر تفاقم الضرر.

خلال هذه الجراحة، يزيل جراح الأسنان عادةً أنسجة من جزء من الجسم ويعيد وصلها في المنطقة التي انكمشت فيها اللثة. يؤخذ هذا النسيج عادةً من سقف الحلق.

لا تسهم زراعة النسيج في الحد من خطر حدوث ضرر إضافي فحسب، بل تغطي أيضاً أي جذور ظاهرة. تشمل الخيارات العلاجية الأخرى:

• العلاج بالليزر: صحيح أن لا أدلة تدعم بقوة العلاج بالليزر، إلا أن بعض أطباء الأسنان يستخدمه للحد من حجم الجيوب وترميم الأنسجة الضامة المتضررة.

• بروتينات تحفّز الأنسجة: تشمل هذه العملية استخدام «جيل» يحتوي على بروتين بغية تحفيز عملية نمو العظم والأنسجة.

إعداد اللثة للجراحة

قبل الجراحة، يُخضع طبيب الأسنان المريض لفحص كي يتأكد من أن هذه الجراحة لا تشكّل خطراً يهدِّد صحته.

خلال هذا الفحص، يقوم طبيب الأسنان بالخطوات التالية:

يراجع تاريخ المريض الطبي ويعاين فمه وأسنانه.

يتحقّق من مدى صحة الأسنان، والفم، والفك وثباتها.

يتحقق من أي عدوى، أو خراج، أو آفة أخرى قد تجعل التعافي من الجراحة أكثر تعقيداً.

يناقش مع المريض مخاطر الجراحة وفوائدها ويأخذ إذنه أو موافقته على المضي قدماً بالجراحة.

ماذا يحدث خلال الجراحة؟

تختلف خطوات الجراحة باختلاف نوعها. لكن معظم جراحات اللثة يستغرق نحو ساعتين.

في بعض الحالات، تتطلب الجراحة أن يكون المريض نائماً بالكامل أو جزئياً. ولكن في حالات أخرى، تشمل الجراحة بنجاً موضعياً فحسب بغية تخدير اللثة، مع أن حقنة الدواء المخدر قد تكون مزعجة قليلاً.

خلال الجراحة، يستخدم جراح الأسنان أدوات معقمة، بما فيها الأجهزة والأغطية، بغية الحد من خطر التقاط العدوى.

بعد إحداث الشقوق والجراح على طول خط اللثة، يبعد الطبيب اللثة عن الأسنان، ما يتيح له رؤية جذور الأسنان بشكل أفضل كي يتمكن من إزالة الجير، أو اللويحات، أو العدوى وتنظيفها.

بعد عملية التنظيف العميق هذه، يستطيع جراح الأسنان القيام بعمليات أخرى، كإعادة تشكيل اللثة، أو عمليات تجديد العظم، أو عمليات أخرى خطط لها.

عندما تنتهي جراحة الأسنان المخطط لها، يعيد الجراح اللثة إلى موضعها ويقطبها، مستخدماً خيطاً رفيعاً جداً وقطباً صغيرة. يزيل الأخيرة بعد سبعة إلى عشرة أيام من الجراحة.

التعافي

بعد أية جراحة في الأسنان، يزوّدك الطبيب بتوجيهات مفصلة حول أفضل أساليب التعافي. أما وقت التعافي، فيختلف باختلاف مدى الجراحة التي تخضع لها.

يحتاج المريض عادةً إلى مسكنات ألم في الأيام التي تلي الخضوع لجراحة في اللثة. وهنا أيضاً، سيحدِّد لك الطبيب الأدوية التي تستطيع تناولها قبل مغادرة العيادة أو المركز الجراحي. قد يوصيك أيضاً بما يلي:

• استخدام غسول فم مطهر لإبقاء تلك المنطقة نظيفة وتفادي العدوى.

• تجنّب التمارين الشاقة.

• تناول الأطعمة الطرية في الأيام التي تلي الجراحة.

• الامتناع عن التدخين.

يطلب منك الطبيب العودة إلى عيادته بعد أسبوع أو اثنين. خلال هذا الموعد اللاحق، يتفحص طريقة شفاء اللثة ويزيل أي قطب، إذا دعت الحاجة.

يبدو شكل اللثة وملمسها مختلفين بعد الجراحة. تشتد وتصبح أكثر ثباتاً وقوةً. لكن البعض قد يعاني حساسية أسنان تجاه المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة. هنا، لا بد من استعمال معجون مضاد لحساسية الأسنان.

كذلك قد يناقش طبيب الأسنان معك برنامج متابعة بغية الحفاظ على صحة فمك في المستقبل.

هل من الممكن تفادي أمراض اللثة؟

لما كان مرض اللثة يعود إلى فرط نمو البكتيريا وتراكم اللويحات والجير، فيشكّل الحفاظ على نظافة الفم طريقة فاعلة غالباً للوقاية من هذه الحالة وعكسها.

في معظم الحالات، يكون الحصول على الرعاية الفموية المنتظمة، فضلاً عن تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط مرتَين في اليوم، كافياً لتفادي الإصابة بمرض اللثة.

يؤدي مرض اللثة، إذا لم يُعالج، إلى الإصابة بمجموعة من المشاكل الصحية، كالمرض القلبي الوعائي، والداء السكري، وولادة الطفل قبل الأوان وبوزن متدنٍّ.

علاوة على ذلك، قد يتحوّل مرض اللثة إلى مشكلة صحية تصيب الأسنان، واللثة، والعظام، ما يؤدي إلى عدوى وموت الأنسجة والعظم. نتيجة لذلك، يُضطر المريض إلى الخضوع لجراحة شاملة بغية إصلاح هذه الحالة وعلاجها.

إذاً، يسهم الحد من عوامل الخطر، والحفاظ على نظافة الفم، والالتزام بجدول زيارات روتينية إلى عيادة طبيب الأسنان في خفض خطر مرض اللثة وحدته.

اللثة تشتد وتصبح أكثر ثباتاً وقوةً بعد الجراحة
back to top