200 ألف سوري يفرون من عفرين... و40 ألفاً من الغوطة

موسكو: واشنطن ستقصف دمشق بالصواريخ المجنحة وحذرناها رسمياً من تنفيذ ضربة

نشر في 18-03-2018
آخر تحديث 18-03-2018 | 00:05
سوريون فارون من وجه الهجوم التركي في عفرين أمس (ا ف ب)
سوريون فارون من وجه الهجوم التركي في عفرين أمس (ا ف ب)
يواصل عشرات آلاف السوريين النزوح باتجاه المجهول، بعضهم هرباً من هجوم تركي في شمال البلاد، وبعضهم الآخر هرباً من قوات الرئيس بشار الأسد، بينما يقف العالم عاجزاً أمام الحرب الأهلية السورية التي تبدو نهايتها بعيدة، رغم التقدم الميداني الكبير الذي يحققه نظام الأسد وانهيار المعارضة المسلحة والسياسية.
يواصل آلاف المدنيين نزوحهم القسري هرباً من الموت في سورية، إذ تقصف قوات نظام الرئيس بشار الأسد بعنف الغوطة الشرقية قرب دمشق بهدف السيطرة عليها كاملة، وتُصعد تركيا هجومها على منطقة عفرين الحدودية شمالاً لطرد الأكراد منها.

وفي شمال البلاد، نزح أكثر من مئتي ألف مدني من مدينة عفرين منذ مساء الأربعاء، بينهم خمسون ألفاً أمس، هرباً من هجوم تركي وشيك ضد هذه المنطقة ذات الأغلبية الكردية، وفق المرصد السوري. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "المشهد مرعب ومخيف، الوضع الإنساني كارثي".

وفي بلدة الزهراء، التي يسيطر عليها مقاتلون موالون للنظام شمال حلب، قال أحد النازحين لفرانس برس: "الناس ينامون في الجوامع والمدارس وحتى في المحلات، ومنهم من ينام في السيارات أو على جوانب الطرقات".

ووثق المرصد السوري السبت مقتل 11 مدنياً في غارة تركية استهدفت مدينة عفرين، التي تدور معارك عنيفة عند أطرافها الشمالية "في محاولة من القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها لاقتحامها" إثر تطويقها بشكل شبه كامل قبل أيام.

وأسفر القصف التركي، أمس الأول، عن مقتل 43 مدنياً في عفرين بينهم 16 مدنياً جراء غارة استهدفت المشفى الرئيسي في المدينة، بحسب المرصد، الأمر الذي نفاه الجيش التركي للمرة الثانية اليوم، مؤكداً استهدافه فقط مواقع المقاتلين الأكراد و"أخذ الإجراءات اللازمة (...) لكي لا يتأذى المدنيون".

الغوطة

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، مقتل 36 مدنياً في قصف جوي لقوات النظام على بلدات في الغوطة الشرقية بينهم 30 في غارات استهدفت زملكا أثناء محاولتهم الخروج من المدينة.

وفرّ أمس، أكثر من عشرة آلاف مدني من بلدة زملكا عبر معبر حمورية المجاورة التي سيطرت عليها قوات النظام الجمعة، وفق المرصد السوري. وارتفع بذلك إلى "أكثر من 40 ألفاً عدد النازحين في الغوطة الشرقية" منذ يوم الخميس. وأفاد المرصد السوري بـ "فرار عشرات المدنيين أيضاً السبت للمرة الأولى من مدينة حرستا غرباً".

وأورد التلفزيون الرسمي السوري نقلاً عن مصدر عسكري أنه جرى أمس، فتح ممر جديد للمدنيين في حرستا التي تتقاسم قوات النظام وحركة أحرار الشام السيطرة عليها.

وبث التلفزيون الرسمي مشاهد نزوح المدنيين. وأظهرت الصور نساء مسنات يرتدين الأسود وشابات يحملن بطانيات وأمهات يحاولن جرّ عربات أطفالهنّ على طريق وعرة، ورجالاً يحملون حقائب على أكتافهم.

وتنقل الجهات الحكومية السكان الفارين من الغوطة الى مراكز إيواء، في وقت تضيق المدارس القريبة من المنطقة المنكوبة بمئات العائلات.

وتتواصل المعارك في جنوب الغوطة الشرقية بين قوات النظام وفصيل فيلق الرحمن، وقد تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدة كفربطنا وبلدة سقبا، وفق المرصد. وأفاد مراسل فرانس برس في عربين عن قصف عنيف عند أطرافها.

وحملت هيئة التفاوض السورية الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة، أمس مجلس الأمن الدولي "مباشرة مسؤولية السكوت عن الجرائم" التي تحصل في الغوطة الشرقية، و"عدم اتخاذ الإجراءات التي تمنع حدوثها".

وفشلت حتى الآن كافة الجهود الدولية في التوصل إلى حل ينهي النزاع الذي دخل الخميس عامه الثامن مع حصيلة قتلى تخطت 350 ألف شخص.

ومع تقدمها في الغوطة، تمكنت قوات النظام من تقطيع أوصالها إلى ثلاثة جيوب منفصلة هي دوما شمالاً، وحرستا غرباً، وبلدات أخرى جنوباً.

وأعلنت فصائل جيش الإسلام وحركة أحرار الشام وفيلق الرحمن، أمس الأول، استعدادها لإجراء مفاوضات مباشرة مع روسيا في جنيف برعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وتسعى دمشق إلى السيطرة على كل أراضي البلاد ونجحت بدعم من حليفتها روسيا باستعادة أكثر من نصفها خلال السنوات الأخيرة، وكانت خسرتها في مواجهة فصائل المعارضة والجهاديين خلال السنوات الأولى من الحرب، التي تشعبت وتعقدت لا سيما بسبب تدخل قوى كبرى عديدة فيها.

الضربة الأميركية

من جهة أخرى، لا يزال الحديث يتصاعد عن ضربة أميركية على سورية، فقد قال رئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، سيرغي رودسكوي، أمس، إن الولايات المتحدة تحضر لتوجيه ضربات ضد أهداف حكومية سورية باستخدام الصواريخ المجنحة، زاعماً في مؤتمر صحافي عقدته وزارة الدفاع الروسية، أن واشنطن دربت مسلحين في سورية لتنفيذ استفزازات باستخدام أسلحة كيماوية.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، في حديث لتلفزيون كازاخستان إن «روسيا حذرت عبر القنوات الدبلوماسية واشنطن من مغبة توجيه ضربة عسكرية الى دمشق»، مؤكداً رفض بلاده للتهديدات والتحذيرات الأميركية أثناء معالجة القضايا الخلافية في مجلس الأمن الدولي، قائلاً «إن هذا المنحى يشكل انتهاكاً لميثاق منظمة الأمم المتحدة نفسها»، في إشارة إلى تهديد المندوبة الأميركية في الامم المتحدة نيكي هيلي بالقيام بتحرك خارج مجلس الأمن في سورية إذا لزم الأمر.

قوات الأسد تسيطر على كفربطنا وسقبا
back to top