امضِ يا خالد الملا

نشر في 18-03-2018
آخر تحديث 18-03-2018 | 00:15
 مظفّر عبدالله أول العمود:

لماذا تتعامل حكومتنا مع العمالة الفلبينية بعد حادثة "الفريزر" وكأنها فئة مختلفة عن غيرها من الجنسيات؟ ولماذا لا تُقر الحقوق ذاتها لجميع الجنسيات الخاضعة لبند العمالة المنزلية؟

***

فكرة أن يشعر إنسان بمصيبة إخوانه ويشاطرهم الألم هي بحد ذاتها شيء رائع وسلوك يدل على رُقي وخلق رفيع.

أسعدتني مبادرة الفنان الشعبي المحبوب خالد الملا إقامة حفل غنائي خيري يذهب ريعه للمساجين الغارمين ويخفف عدد السجناء الذين لم يعد مبنى السجن يستوعب المزيد منهم، وبقدر هذا الفرح الذي يشاطرني إياه كُثُر، أحزنني إقحام هذا الفنان في حوارات ونقاشات ومقارنات لا علاقة لها بالفكرة النبيلة التي ينوي تنفيذها قبل رمضان في سعيه إلى الإفراج عن سجناء الدَّين والمطالبات المالية ليكونوا بين أهاليهم في هذا الشهر الكريم.

أحد المشايخ نصحه بعدم القيام بالفكرة لأن الغناء حرام! وآخرون "نَغَزوا" في الجمعيات الخيرية من باب أنهم مقصرون في تحسس مشاكل المساجين، وهكذا، أدخلوا هذا الشخص البسيط في دوامة مُسبقة وهو لم يضع يده على وتر عوده!

رائحة السجن المركزي "طفحت"، وكان من السجناء أعضاء في البرلمان أقسموا بأنهم سيغيرون من وضع السجن وحالته التعيسة لأنهم رأوا الويل أيام وجودهم فيه، وبعضهم صرح أنه لم يكن يتخيل أن يكون سجن في دولة غنية كالكويت بهذا الوضع، ولو قدر لأحد منتقدي فكرة خالد الملا أن يمضي يوما في السجن لطالبه بعمل عشر حفلات خيرية.

وزير الداخلية يحاول جهده تنظيف هذا المرفق بعد حادثة الحفرة التي تم اكتشافها مؤخرا والتي تحولت إلى مخبأ للمخدرات والهواتف النقالة، لكن وكما يقال "الشق عود"، وحتى لا نرمي التهم جزافا، فقد أكدت لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان في أحد تقاريرها الفساد في السجن وشرحته بصوَرِه المتعددة التي أفقدته مسمى "مؤسسة إصلاحية".

أمام هذه الظروف والمآسي التي تعيشها الدولة في إدارة مرافقها وخصوصا تلك التي تتعامل مع البشر في أجسداهم وحياتهم وطعامهم ونظافتهم اليومية يأتي أحدهم ويقول للفنان خالد الملا إن الغناء حرام، لكنه يعجز عن قول كلمة حرام لمن انحرفوا في إيصال أموال الصدقات والزكوات لمقاتلين في تنظيمات وحشية عاثت في سورية والعراق وحتى في الكويت فساداً.

من تعرَّضوا بدورهم بالهمز أو النقد للجمعيات الخيرية وتقصيرها في ملامسة أحوال الغارمين فهو وإن كان يحمل بعض الصحه إلا أن هناك جمعية نشيطة تساهم باستمرار في إطلاق سراح السجناء وفق شروط وظروف معينة، وأقصد هنا جمعية التكافل لرعاية السجناء ورئيسها مساعد مندني، وكذلك بيت الزكاة الذي يتعاون معها في مسألة التمويل.

وقد حققت الجمعية قفزات في عدد المفرج عنهم عام ٢٠١٦ بزيادة عن العام الذي سبقة وموقعهم الإلكتروني يشهد بذلك.

نحن نشجع النقد، وإبداء الرأي لكن هناك طبيعة سائدة في مجتمعنا تتلخص في وضع العصي في الدولاب أمام أي مبادرة أو فكرة جديدة كالتي فكر فيها هذا الفنان الإنسان.

نقول للفنان خالد الملا امضِ في طريقك، فقد أسعدت الناس دوما، بفنك وإنسانيتك، وكما قلت في مقطع الفيديو القصير، بأن من يرى تحريم الغناء فليتقدم لمساعدة هؤلاء السجناء.

back to top