صباح ناصر الصباح: سمو الأمير حوّل الكويت من بلد صغير في حجمه إلى كبير بعطائه

نشر في 17-03-2018 | 11:54
آخر تحديث 17-03-2018 | 11:54
ناصر صباح الأحمد في كلمة خلال رعايته حفل تكريم رموز العمل الخيري في الكويت
ناصر صباح الأحمد في كلمة خلال رعايته حفل تكريم رموز العمل الخيري في الكويت
رأى وكيل الديوان الأميري لشؤون الأسرة الحاكمة الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح أن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح نجح في تحويل الكويت من بلد صغير في مساحته إلى بلد كبير بعطائه وحاضن للقمم والمؤتمرات الاقتصادية والإنسانية الفاعلة في العالم.

وقال الشيخ صباح في كلمة خلال رعايته حفل تكريم رموز العمل الخيري في الكويت والذي أقيم في وقت متأخر من ليل أمس الجمعة في مجلس اللوردات البريطاني أنه أمر يبعث على الفخر والاعتزاز أن تقام هذه الاحتفالية الطيبة في رحاب هذه المؤسسة البرلمانية العريقة.

وأعرب الشيخ صباح الناصر عن خالص شكره وتقديره لعضو مجلس اللوردات اللورد محمد الطاف شيخ لدعوته الكريمة للحديث عن جوانب الخبرة الإنسانية لدولة الكويت.

وأشار إلى أن تتويج الأمم المتحدة لسمو أمير البلاد كقائد للعمل الإنساني ولدولة الكويت كمركز إنساني عالمي جاء بفضل مبادرات سموه التاريخية ونظرته الاستراتيجية الثاقبة وتعاونه الوثيق مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.

وعبر عن شكره وتقديره لسمو أمير البلاد على دوره الرائد في قيادة مسيرة العمل الإنساني.

وذكر أن أهل الكويت جبلوا حكاماً ومحكومين منذ القدم على حب الخير وتعظيم قيم التكافل والتراحم والبذل والعطاء وإغاثة الملهوف فلم تمنعهم قسوة الحياة وشظفها حينئذ من أن يقدموا كل عون ومساعدة لذوي الحاجات فكانوا أهل نجدة ومروءة.

وأضاف «ها هو شعب بلادي الأصيل يواصل العطاء بكل سخاء وإقدام في ظل الوفرة المالية والثروة النفطية وذلك برهان ساطع على تجذر حب الخير في نفوس أهل الكويت في أوقات الشدة والرخاء سواء بسواء».

واعتبر أنه على هذا المنهج واصل أبناء الكويت المسيرة الانسانية فأسسوا العديد من الهيئات والجمعيات الخيرية الرسمية والأهلية ووصلت هذه المؤسسات بمشاريعها الإنسانية إلى مختلف أنحاء العالم.

وأوضح أن المؤسسات الخيرية الكويتية تعمل وفق منظومة من اللوائح والقوانين والأدوات الرقابية التي تكفل وصول المساعدات إلى مستحقيها من دون أي تمييز على أساس العرق أو اللون أو اللغة أو الجنس أو الدين.

وأفاد بأن التجربة الإنسانية الكويتية خبرة ممتدة عبر التاريخ فعلى مدى عشرات السنوات وهي تحرص على ترسيخ قواعد التنمية المستدامة وتقديم الدعم والقروض للمشاريع التعليمية والصحية والاجتماعية والتنموية في المجتمعات الفقيرة.

ولفت إلى أن تجربة الكويت في العمل الإنساني تهدف إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى ثم خدمة الإنسانية حتى غدت الكويت واحدة من أهم الدول المانحة في العالم.

دور رائد

وتابع قائلاً أنه في الوقت الذي تجتاح العالم توترات وصراعات لا تكاد تتوقف وما تفضي إليه من ضحايا بالملايين يبرز الدور الإنساني الرائد لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.

وبين أن سمو أمير البلاد فتح أبواب دولة الكويت على مصراعيها لاستضافة العديد من المؤتمرات الدولية الاقتصادية والمانحة للدول الفقيرة والمنكوبة، مشيراً إلى أنه من أبرز هذه الأعمال استضافة الكويت مؤتمر إعادة إعمار وتنمية شرق السودان في عام 2010 والذي بلغت تعهداته 3.5 مليار دولار منها 550 مليون دولار تعهدات كويتية فيما بلغ إجمالي تعهدات مؤتمر المنظمات غير الحكومية الذي احتضنته الكويت أيضاً لنفس الهدف 120 مليون دولار.

وقال أن الكويت استضافت ثلاثة مؤتمرات دولية مانحة متتالية لدعم الوضع الإنساني في سوريا ودول الجوار وبلغت تعهداتها نحو ثمانية مليارات دولار.

وأشار في هذا السياق إلى مشاركة الكويت في رئاسة ورعاية المؤتمر الرابع الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن لدعم سوريا والذي بلغت تعهداته 10 مليارات دولار وبلغ نصيب دولة الكويت وحدها من هذه التعهدات 1.6 مليار دولار.

وذكر أن قيمة تعهدات المنظمات غير الحكومية بلغت خلال المؤتمرات الأربعة الموازية التي استضافتها دولة الكويت نحو 1.6 مليار دولار بالإضافة إلى مبادرات كويتية عديدة لإغاثة ضحايا الزلازل في باكستان وتركيا ومنكوبي المجاعة والتصحر في الصومال.

ولفت إلى أنه تسامياً على جراحات الماضي احتضنت دولة الكويت في شهر فبراير الماضي المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق بمشاركة عشرات الدول والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي وبلغت تعهداته نحو 30 مليار دولار من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وأكد أن الكويت تعهدت خلال المؤتمر بملياري دولار من اجمالي هذه التعهدات التي جاءت على شكل قروض وتسهيلات ائتمانية واستثمارات وفي السياق نفسه بلغت تعهدات مؤتمر المنظمات غير الحكومية 337 مليون دولار والتي ستوجه إلى تمويل برامج إنسانية ايوائية واغاثية وتعليمية وصحية.

«قوة عظمى»

من جانبه، وصف عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد محمد الطاف شيخ دولة الكويت بأنها «قوة عظمى» في مجال العمل الخيري والإنساني لما تعرف به من مبادرات عالمية لمساعدة الشعوب التي تعاني كوارث مختلفة.

وقال اللورد شيخ في كلمته إن «العمل الإنساني عنصر متأصل في تاريخ الكويت قيادة وشعباً حتى أصبحت الكويت أكبر دولة بمجال التبرعات في العالم»، مضيفاً أن قيمة التبرعات قدرت عبر السنين بمليارات الدولارات وعندما تحسب على الفرد الواحد يتبين أن الكويت تتصدر العالم في هذا المجال ولا تجاريها فيه أي دولة.

وأشاد اللورد شيخ بسخاء سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ودوره الرائد ليس فقط في دعم المبادرات الخيرية بالجهد والمال بل من خلال تشجيع باقي دول العالم على المساهمة في جهود رفع المعاناة عن الشعوب المتضررة من الكوارث الإنسانية.

ولفت في هذا الصدد إلى قرار الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون عام 2014 تسمية سمو الأمير قائداً للعمل الإنساني في حفل كبير، معتبراً أن ذلك يعد أكبر اعتراف بعطاء سمو الأمير وسخاء الشعب الكويتي كله.

وأشار إلى أن الكويت تزخر بعدد كبير من المنظمات والجمعيات الخيرية التي لها باع طويل في العمل الإنساني وإسهامات خيرية في شتى أصقاع العالم، معرباً عن تقديره الكبير لكل الكويتيين الذين شملوا بكرمهم وعطائهم البشرية جمعاء دون تمييز ديني أو عرقي.

ومن جانب آخر، أشاد اللورد شيخ بعمق العلاقات البريطانية - الكويتية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية وفي مجال التعليم والثقافة والصحة والتجارة.

وأعرب عن تطلع الحكومة البريطانية لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع الكويت ودول الخليج العربي وخاصة بعد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن دولة الكويت تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لبريطانيا في المنطقة.

وأكد أن الاقتصاد الكويتي يقوم على أسس صلبة وهو يتجه لتحقيق نمو سنوي مطرد يعكس الجهود الكبيرة التي اعتمدتها الحكومة لتنويع مصادر الدخل الوطني.

ولفت إلى ريادة الكويت أيضاً في مجال الصيرفة الإسلامية التي سيكون لها حسب قوله شأن كبير في الاقتصاد العالمي مستقبلاً.

التسامح والمحبة

بدوره، أكد رئيس مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثقافية عبدالعزيز البابطين أن الدين الإسلامي الحنيف يدعو إلى التسامح والمحبة ومساعدة الآخرين.

وقال البابطين في كلمة له أن دولة الكويت ممثلة بشقيها الرسمي والشعبي لا تزال تقدم الخير للجميع دون النظر إلى الدين أو العرق أو اللون.

وأضاف أن مؤسسة «عبدالعزيز سعود البابطين» الثقافية قدمت مساهمات قيمة في بريطانيا أبرزها كرسي «لوديان» للغة العربية الذي تأسس عام 1636 بمبلغ يؤمن استمرارية نشاطه في المستقبل وهو من من أهم وأقدم الكراسي التي أتاحت للغة العربية الوصول إلى جامعة أكسفورد العريقة.

ولفت إلى أن العلاقات الكويتية - البريطانية من أوثق العلاقات السياسية وأقدمها في الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن بريطانيا قدمت خبراتها في مختلف العلوم والصناعات وتخطيط المدن والاقتصاد فكانت نهضة الكويت وارتقاؤها واستقلالها بالتعاون معها.

وبادلت الكويت هذا التعاون بالمبادرة بالاستثمار البشري والاقتصادي في بريطانيا حيث أرسلت آلاف الطلبة للدراسة فيها وأنشأت فيها أول مكتب استثمار خليجي وتستثمر فيه أكثر من 200 مليار دولار.

وأفاد بأن التعاون انتقل إلى الاستثمار الإنساني في بريطانيا حيث تقوم المؤسسات الخيرية الكويتية وشخصيات المجتمع المدني بالمساهمة في مختلف المشاريع الإنسانية بتبرعات مالية دون شرط أو قيد.

وأشار إلى عدد من المشاريع مثل التكفل بعدة مقاعد في مركز الدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد وبناء مراكز إسلامية ودور إيواء للنساء اللائي يخرجن من بيوتهن لخلافات حادة ومشاريع مساعدة المشردين وإرسال العديد من العلماء الذين يدعون للوسطية والاعتدال إلى مختلف المدن البريطانية.

وجه مشرق

أما سفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة خالد الدويسان فأكد أهمية الدور الإنساني الذي تؤديه الجمعيات الخيرية الكويتية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في مختلف أنحاء العالم بما يعكس الوجه المشرق لدولة الكويت.

وقال السفير الدويسان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن دولة الكويت ممثلة برأس الدولة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه تُحظى باحترام دولي نظير مساهماته الدائمة في مساعدة المتضررين حول العالم.

وأشار في هذا الصدد إلى استضافة دولة الكويت لثلاثة مؤتمرات دولية لدعم الشعب السوري وغيرها من الاجتماعات التي تهدف لمساعدة الأشقاء والأصدقاء وآخرها مؤتمر إعادة إعمار العراق.

وبين أن الكويتيين منذ القدم جبلوا على تقديم المساعدة والعون للجميع دون النظر إلى دينهم أو عرقهم وهو ما ميز هذا الشعب الطيب المعطاء.

وفي ختام الاحتفالية قام عضو مجلس اللوردات البريطاني اللورد محمد الطاف شيخ بتقديم هدية تذكارية لراعي الحفل الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح.

وشهد الحفل توزيع الشيخ صباح الناصر دروعاً تذكارية على المشاركين ومن أبرزهم الشيخ الدكتور خالد المذكور وممثل عن المرحوم عبدالرحمن السميط والدكتور عادل عيسى اليوسفي.

كما كرم الشيخ صباح الناصر المرحوم جاسم الخرافي حيث تسلم الجائرة بالنيابة عن أبنائه أنور جاسم الخرافي وتم تكريم المرحوم مبارك الحساوي وتسلم الجائزة بالنيابة عن أبنائه عبدالعزيز الحساوي.

وتم تكريم المرحوم عبدالله علي المطوع وتسلم الجائزة بالنيابة عنه ابنه عبدالاله وأيضاً تم تكريم ممثل جمعية النجاة الخيرية الدكتور رشيد الحمد والجمعية الكويتية للعمل الإنساني وجمعية الرحمة العالمية.

وكرم الشيخ صباح أيضاً امرأتين كان لهما دور بارز وإسهامات في العمل الخيري هما معالي العسعوسي وحنان القطان.

back to top