وثيقة لها تاريخ : فريج الخالد بالحي القبلي... فيه ثلاث مدارس «الأحمدية» الثانية و«القبلية» للبنات و«روضة البنين»

نشر في 16-03-2018
آخر تحديث 16-03-2018 | 00:05
باسم اللوغاني
باسم اللوغاني
منذ عدة سنوات، وأنا أسعى لتوثيق فرجان الكويت في الأحياء القديمة بمدينة الكويت، مجتهداً أن أحدد موقع الفريج ومعالمه الرئيسة وسكانه. وقد وفقني الله تعالى لتوثيق العديد من الفرجان في الحي الشرقي، والحي القبلي، وحي المرقاب، وأعانني الكثير من سكان هذه الفرجان على تحديد مواقع المنازل وسكانها، مما مكنني من وضع أسماء العوائل على الصور الجوية التي حصلت عليها من مصادر مختلفة. وقد كان آخر الفرجان التي كتبت عنها في هذه المقالة الأسبوعية هو فريج المرزوق بالحي القبلي، واليوم نتناول فريج الخالد المجاور لفريج المرزوق.

يقع فريج الخالد على ساحل البحر في الحي القبلي ويحده من الشرق فريج سعود، ومن الغرب فريج المرزوق، ومن الجنوب فريج المديرس ومن الشمال البحر ونقعة بودي التي اشترتها أسرة المرزوق لاحقاً. وينسب هذا الفريج لأسرة الخالد المعروفة، وهي أسرة استقرت بالكويت منذ أكثر من قرنين من الزمان عند بداية تأسيس البلد، وعرفت بثرائها واتساع تجارتها. ويعود نسب أسرة الخالد إلى قبيلة عنزة وتلتقي في جد واحد مع أسرة الكليب وأسرة مشعان الخضير. ومن أهم معالم فريج الخالد مسجد الخالد الذي بناه كما ذكرنا في مقالة سابقة المرحوم الحاج يعقوب بن يوسف الغانم في عام 1818م، لكنه نسب إلى أسرة الخالد بعد أن أعاد بناءه الحاج حمد الخالد الخضير في عام 1922م. وقد صلى في هذا المسجد في الماضي الملا سيد عبدالوهاب بن سيد حسين الرفاعي، ومن بعده ابنه الملا ياسين، ومن بعده الشيخ محمد النوري، ومن بعده ابنه الشيخ عبدالله النوري. أما المؤذنون القدماء فمنهم الملا خميس بن أحمد، والملا فهد بن يعقوب بن مجرن. ومن معالم الفريج أيضاً المدرسة الأحمدية الثانية التي كانت في بداية الأمر بيتاً للحاج يعقوب الغانم، ثم اشتراه الحاج جاسم بودي، ثم اشتراه الحاج يوسف المرزوق، وبعدئذ تحول إلى ملكية الدولة التي بنت على أرضه المدرسة الاحمدية (الثانية) التي افتتحت عام 1957م. ومن معالم فريج الخالد أيضاً المدرسة القبلية للبنات التي مازالت قائمة في موقعها إلى اليوم.

افتتحت هذه المدرسة في عام 1947م تقريباً وكانت قبل ذلك منزلاً للسيد خلف النقيب، وهي ثالث مدرسة للبنات في تاريخ الكويت إلى جانب المدرسة الوسطى، والمدرسة الشرقية. وتوجد مدرسة ثالثة في الفريج وهي روضة البنين التي كان مديرها الأستاذ والمربي الفاضل عقاب الخطيب. أما العماير التي تقع على ساحل البحر في هذا الفريج فمنها عمارة الخالد التي تحولت فيما بعد لتصبح ديواناً لأسرة الخالد إلى يومنا هذا. وبالقرب منها توجد عمارة بودي التي اشتراها المرزوق عند شرائهم للنقعة. وقد كان للخالد نقعة لرسو سفنهم، كما يذكر بعض كبار السن، وربما كان موقع النقعة في مقابل عمارة الخالد، ولكنها لا تظهر بوضوح بالنظر في الصور الجوية التي أمعنت النظر فيها. في المقال المقبل، سأتحدث عن سكان الفريج، وسأنشر إن شاء الله مخططاً لتوزيع البيوت حسب ما استطعت أن أتحقق منه من بعض الوثائق والمعلومات التي وصلت إليّ من كبار السن.

***

تعليقاً على مقال الأسبوع الماضي، أفادني د. عماد العتيقي بأن الشاهد الذي ورد اسمه في الوثيقة وهو "عبدالعزيز بن حمد بن سيف" في الغالب هو عبدالعزيز بن حمد بن سيف العتيقي، وذلك من خلال تطابق الأسماء الثلاثية وبالتدقيق في الفترة الزمنية التي عاشها.

back to top