ألو دكتور

نشر في 15-03-2018
آخر تحديث 15-03-2018 | 00:00
No Image Caption
ما أوجه الاختلاف بين حليب اللوز وبين الحليب العادي؟ عندما توقفت عن تناول مشتقات الحليب ما عدت أعاني حصى أوكسالات الكالسيوم في الكلية. متردد في معاودة استهلاكها، لذلك أتساءل عما إذا كان حليب اللوز يشكّل بديلاً مناسباً.

يعود قلقك حيال الحليب ومشتقاته إلى خوفك من أن يؤديا إلى تشكّل مزيد من حصى الكلية. لكن مَن يعانون حصى أوكسلات الكالسيوم في الكلية يحتاجون إلى مقدار محدد من الكالسيوم في غذائهم. صحيح أن حليب اللوز وغيره من أنواع الحليب النباتي، مثل حليب الصويا، تحتوي على الكالسيوم، إلا أنها تضمّ أيضاً الأوكسلات. يُحذَّر مَن يملكون تاريخاً طويلاً مع حصى أوكسلات الكالسيوم من تناول الأطعمة الغنية بهذه المادة. أما حليب البقر فيخلو من الأوكسلات، فضلاً عن أنه يحتوي على ما تحتاج إليه من الكالسيوم. لذلك يشكّل خياراً جيداً.

يتشكّل حصى الكلى المكوّن من أوكسلات الكالسيوم عندما يحتوي البول على فائض من هاتَين المادتين يعجز السائل في البول عن إذابته. في هذه الحالة، يتحوّل الأوكسلات والكالسيوم إلى بلورات. قد يفتقر البول في الوقت عينه إلى مواد تمنع هذه البلورات من الالتصاق معاً، ما يولّد بيئة مثالية لتشكّل حصى الكلية.

إن كانت حصى الكلية تتألف من الأوكسلات والكالسيوم، فمن المنطقي التفكير في أن تفاديهما يحدّ من هذه المشكلة. لكن الكالسيوم يمثّل جزءاً بالغ الأهمية من غذائنا، فلا يحتاج إليه الجسم للحفاظ على صحة العظم فحسب، بل أيضاً لضبط ضغط الدم وتعزيز وظائف العضلات. أما الأوكسلات، فمادة تتكون طبيعياً وتتوافر في عدد كبير من الأطعمة. على سبيل المثال، يحتوي بعض الخضراوات والفاكهة، فضلاً عن الجوزيات والشوكولاتة، على معدلات عالية من الأوكسلات. كذلك ينتج الكبد هذه المادة.

تشمل الخطوات الرئيسة التي تساعدك في تفادي تشكّل حصى أوكسلات الكالسيوم، تناول المقدار المناسب من الكالسيوم. تبلغ الكمية الموصى بها يومياً 1000 إلى 1200 مليغرام. وإذا تناولت الأطعمة والمشروبات الغنية به في كل وجبة، تحدّ من كمية الأوكسلات التي تدخل مجرى الدم، ما يقلل بالتالي من خطر تشكّل حصى كلية جديد.

للحصول على أفضل وقاية ممكنة، احرص على أن تستمدّ الكالسيوم الذي تحتاج إليه من الطعام لا من حبوب الكالسيوم. وعندما تبحث عن مصادر غذائية غنية بالكالسيوم، تلاحظ أن مشتقات الحليب تحتلّ المرتبة الأولى. ولكن تحقق من المعلومات الغذائية الواردة على العلبة لتعرف مقدار الكالسيوم في هذه وغيرها من أطعمة ومشروبات.

فضلاً عن استهلاك المقدار المناسب من الكالسيوم، ثمة تعديلات أخرى يمكنك القيام بها كي تقلل خطر تشكّل حصى أوكسلات الكالسيوم في الكلية. على سبيل المثال، اشرب 250 إلى 280 غراماً من السوائل كل ساعة من ساعات اليقظة. ويمكنك أن تحدّد ما إذا كنت تستهلك كمية كافية من السوائل بالنظر إلى بولك: يجب أن يكون شبه صافٍ.

عليك في المقابل أن تقلل من استهلاك الطعام الغني بالأوكسلات. من المؤسف أن محتوى المأكولات منها لا يُدرج في المعلومات الغذائية على العلبة. لكن النسب الأعلى منها تتوافر في الفاكهة، والخضراوات، وغيرهما من أطعمة نباتية، مثل الجوزيات. أما اللحوم، والبيض، ومشتقات الحليب، والأرز الأبيض، والمعكرونة، فلا تضم كمية كبيرة منه. وإذا نصحك الطبيب بالحد من الأطعمة الغنية بالأوكسلات، فلا تتردد في استشارة اختصاصي تغذية لتحصل على تقييم دقيق لغذائك.

علاوة على ذلك، يزيد الملح والسكر خطر الإصابة بحصى الكلية. لذلك قلل أيضاً من استهلاكهما في غذائك. وأخيراً، يعزز الإفراط في تناول اللحم، والدجاج، أو السمك احتمال تشكّل الحصى. لذلك حدّ أيضاً من استهلاكها بنحو 85 غراماً على الغداء و85 غراماً أخرى على العشاء.

أما إذا رغبت في الحصول على معلومات إضافية عن التعديلات الغذائية التي تساهم في الحد من خطر الإصابة بحصى الكلى، فاستشر طبيبك أو اختصاصي تغذية. ولا شك في أنه سيساعدك في القيام بخيارات غذائية تقلل احتمال الإصابة بحصى الكلى من دون أن تحرمك المواد المغذية التي تحتاج إليها.

* د. كاثرين زيراتسكي

back to top