نازحو الحرب و«الإنسانية المنسية»

نشر في 14-03-2018
آخر تحديث 14-03-2018 | 00:07
نرى تعثر الجهود في توفير الملاذ الآمن للشعبين السوري واليمني في بلادهما، وتذبذب المحاولات في تكريس أبجديات "التدخل الإنساني"، لذا فقد آن الأوان لظهور نمط حديث من التدخل والمساعدات الإنسانية، وذلك عبر هيئات الدفاع عن الأسر المتضررة من النزاع، وإنقاذ النساء والأطفال والمسنين.
 د. ندى سليمان المطوع "أصفق لحكومة وشعب الكويت وأعرب مجددا عن فائق الامتنان".

(بان كي مون 2014).

عادت الشام لتحتل الصدارة على المسرح الدولي، وأي عودة، فقد عادت بجراح أعمق ومدن قد مزقها صراع الدول طمعا في الحصول على مناطق نفوذ من الخريطة السياسية الجديدة، عادت أحداث الغوطة وسط جشع الدول الإقليمية وهي تطرح حلولا سياسية متأملة بدور محوري في المنطقة، عادت أحداث الغوطة المؤلمة لتتصدر الصفحات الأولى من الصحافة العربية والدولية.

أقول ذلك بعد مضي أربعة أعوام على مؤتمر الكويت للإنسانية الذي حفز الدول المشاركة على البحث عن الإنسانية "المنسية" في عالمنا العربي، ووفر الأرضية المناسبة للمشاريع التي تتخذ من الإنسانية نهجا لها، وما زالت مفاهيم الإنسانية، وسلط الأضواء على الحاجة للتدخل الإنساني السريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ولم يكن من السهل على مجتمعاتنا العربية أن تتفهم الحالات من الانهيار الداخلي للدول كسورية واليمن والتدخل الخارجي الخفي، ولم يكن من السهل أيضا أن تتفهم الأعباء الإنسانية الملقاة على عاتقها، فعلى سبيل المثال لا الحصر المملكة الأردنية الهاشمية إلى جانب الجمهورية اللبنانية قد تحملتا الآلاف المؤلفة من النازحين السوريين فهل أنصفتهما الدول المانحة؟

لذلك بات من واجب الدول المانحة أن تسعى إلى تحفيز جامعة الدول العربية لاستحداث جهاز خاص بالنازحين من سورية واليمن وتوفير المدارس والخدمات الصحية، والأهم من ذلك توفير وحفظ الهويات الخاصة بهم ليتسنى لهم العودة إلى مدنهم واستعادة أملاكهم بعد استتباب الأمن واستعادة دولهم قوامها الصحيح.

اليوم وأمام أعيننا نرى تعثر الجهود في توفير الملاذ الآمن للشعبين السوري واليمني في بلادهما، وتذبذب المحاولات في تكريس أبجديات "التدخل الإنساني"، لذا فقد آن الأوان لظهور نمط حديث من التدخل والمساعدات الإنسانية، وذلك عبر هيئات الدفاع عن الأسر المتضررة من النزاع، وإنقاذ النساء والأطفال والمسنين وتوفير المياه الصالحة للشرب والمأوى، وتشكيل قوى وشبكة دولية لجمع المساعدات وتكريسها للمساعدات الإنسانية، وهو النموذج الذي دعت له الكويت عبر مؤتمراتها الأخيرة سواء لإعادة إعمار المناطق المتضررة في العراق أو لدعم لاجئي سورية.

وللحديث بقية.

كلمة أخيرة:

موظفة تم قبولها في برنامج الدكتوراه، وعندما عادت بالشهادة أعادها مكان عملها إلى أسفل السلم الوظيفي، فهل تجاهلت الدولة موظفيها الذين سعوا إلى تطوير قدراتهم وعلومهم؟

back to top