استراحة من التحلطم

نشر في 13-03-2018
آخر تحديث 13-03-2018 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي تعليق واقعي سمعته من الصديق العزيز الدكتور رامي، ففي اعتقاده أن ما يعانيه الكاتب الصحافي ويعبر عنه في مقالات تتصف "بالتحلطم "هو انعكاس لما يعانيه المجتمع تجاه أحداث وأوضاع سلبية يمر بها الوطن، ورغبة في أخذ استراحة من سيول التحلطم والابتعاد قليلا عن تلك الأوضاع السلبية فقد وجدت أنه قد يكون من المناسب القيام بجولة سياحية لزيارة بعض الأماكن في العالم، والحديث عن لقاءات مع شخصيات مرت في حياتنا، وكان لها تأثيرها في الحياة العامة.

في السنة الدراسية الأخيرة عام 1972 في جامعة الكويت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكانت هيئة التدريس تتكون من نخبة من الأساتذة من الكويت والعالم العربي من أمثال د. يحيى الجمل، ود. يحيى الملا، ود. أحمد بو إسماعيل، ود. عزيز شكري، ود. حازم الببلاوي، ود. وليد الخالدي، ود. حسن الإبراهيم، وقد انضم إلى هذه النخبة الدكتور عبدالله النفيسي.

ونظراً لعدم وجود "مادة أو منهج لتدريس التاريخ السياسي" لمنطقة الخليج، فقد اقترح الدكتور عبدالله أن يقوم طلبة قسم العلوم السياسية بجولة ميدانية لدول المنطقة، ولقاء بعض الشخصيات التي كان لها تأثير وأدوار مختلفة من تاريخها، وقد تمت الموافقة على هذا الاقتراح، وكان القسم يضم في ذلك الوقت خمس طالبات وتسعة طلاب، منهم على سبيل الذكر الأخ العزيز السفير سليمان المرجان، والأخ العزيز السفير محمد سعود البدر، والأخ العزيز مبارك العتيبي.

بدأنا الجولة بزيارة مهد الحضارة "ديلمون التاريخ" البحرين، وفي المنامة التقينا بالمغفور له بإذن الله د. يوسف الشيراوي الذي كان يشغل منصب وزير التنمية والصناعة في أول وزارة تشكل في مملكة البحرين بعد الاسقلال، وكان، رحمه الله، قمة في التواضع ومزج السياسة بروح الدعابة، مع كم هائل من المعلومات السياسية والثقافية والتاريخية.

بعد البحرين انتقلنا إلى دوحة العز عاصمة دولة قطر الشقيقة، وهناك سعدنا بحضور حفل غداء أقامه لنا المعتمد البريطاني في الدوحة في ذلك الوقت، وذلك في منزله الذي يقع على ساحل الخليج العربي، خلال ذلك الحفل الرائع تحدث المعتمد البريطاني بكل شفافية عن دور بريطانيا العظمى في الحفاط على الأمن والاستقرار في إمارات الخليج والحفاظ عليها من الأطماع الخارجية المحيطة بها حتى الوصول بها إلى الاستقلال.

ثم واصلنا الرحلة إلى مدينة أبو ظبي موطن زايد الخير، ومن اللقاءات الرائعة في هذه الدولة الفتية التقينا في إمارة الشارقة بالسيد إبراهيم المدفع، رحمه الله، وكان من وجهاء دولة الإمارات، وكان له دوره البارز في تكوين دولة الاتحاد وشغل منصب المستشار الخاص لحكام إمارة الشارقة من "آل القاسمي"، بعد ذلك واصلنا الجولة حتى الوصول إلى مدينة "ألف ليلة وليلة"، وأقصد مدينة "دبي" الرائعة. وكانت تلك الزيارة الأولى لهذه المدينة عام 1972، وقد زرتها قبل أسابيع فأصبح لديّ يقين بأن قيادة هذه المدينة وأهلها قد وجدوا مصباح علاء الدين، وقام ذلك المارد ببناء هذه المدينة التي غدت متميزة في كل شيء على مستوى العالم كله، نعم إنه مارد الإرادة والتصميم.

من مدينة دبي الرائعة واصلنا الرحلة إلى "واحة البريمي" التي تقع على الحدود المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وذلك قبل ترسيم الحدود في تلك المنطقة، التي تعبر عن صورة من التاريخ، بقبائلها ومساكنها القديمة ومزارعها وحصونها وقلاعها وبساطة أهلها.

استمرت جولتنا في دول مجلس التعاون على مدى ما يقارب الأسبوعين، كانت حافلة بكل أنواع الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتاريخية والسياسية، وسنحت لنا فرصة معايشة حقبة من تاريخ هذه المنطقة العزيزة علينا.

وبعد العودة إلى الكويت الغالية قمنا بتقسيم أنفسنا إلى مجموعات كلفت كل مجموعة بكتابة تقرير حول موضوع معين، فكل الشكر والتقدير للأستاذ الفاضل د. عبدالله النفيسي، والشكر موصول لكل أساتذتنا الكرام.

ودعاؤنا دائما أن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top