ابني يلعب بهاتفي!

نشر في 13-03-2018
آخر تحديث 13-03-2018 | 00:01
No Image Caption
هل يأخذ ابنك هاتفك حين يستطيع ويستعمله كأنه لعبته المفضّلة؟ من الأفضل أن ترسمي له الحدود بسرعة لأن النشاطات التي تفيده مختلفة!
تعودين إلى منزلك وتضعين مفاتيحك وهاتفك على الطاولة، ثم تستديرين لتعليق سترتك لتعودي وتلاحظي أن هاتفك اختفى. هل أصبح الجهاز بين يدَي طفلك البالغ من العمر خمس سنوات وعلى وجهه ترتسم علامات السعادة؟

بالنسبة إليه، يُعتبر الهاتف الذكي الخاص بوالده أو والدته جاذباً جداً: إنه غرض ترفيهي صُمّم في الأصل كي يكون تفاعلياً بفضل شاشته العاملة باللمس وأصواته ورسومه المتحركة. والطفل بطبيعته تفاعلي أيضاً ويراقب أدق التفاصيل من حوله، لذا يسارع إلى إيجاد الألعاب والفيديوهات والموسيقى في الجهاز، ما يعطيه نشاطاً يلهيه ساعات عدة... لكنّه ينجذب إلى الهاتف بشكل أساسي لأنه يلاحظ أنك تستعملينه كثيراً وتقدّرين قيمته بكل وضوح. كذلك يشاهدك وأنت تتواصلين وتتكلمين وتضحكين مع أشخاص آخرين عبر الهاتف... باختصار، إنها لعبة سحرية في نظره!

شاشات مسبِّبة للإدمان

نجعل هواتفنا الذكية جاذبة بالنسبة إلى أولادنا بمجرّد أن نستعملها. يجب أن نفكّر بطريقة استخدامنا لها لأننا قدوة لهم. يتعلم أولادنا بسرعة فائقة. حتى لو لم يجيدوا القراءة، إلا أنهم يحذون حذو الكبار أو ينساقون وراء مشاعرهم إلى أن يجدوا ما يثير اهتمامهم، ولا مفر من أن تتأثر حياتنا الخاصة في هذه المرحلة.

يجب أن نعترف بأننا نميل إلى إعطاء هاتفنا إلى أولادنا كي ننعم بالهدوء فترة معيّنة. لكن يبث الهاتف الجوال موجات لم تُعرَف مخاطرها بعد بالنسبة إلى أدمغة الصغار. كذلك الطفل الذي يحمل هذا الغرض الصغير في يده منذ مرحلة مبكرة جداً سينجذب بدرجة إضافية إلى الشاشات. لذا يجب أن نجد القوة اللازمة لمقاومة هذه الظاهرة.

افرضي القواعد

من الضروري أن تضعي رمزاً للجهاز كي لا يأخذه الطفل ويستعمله خلسةً، لكن لن تكون هذه الخطوة كافية: حين يشاهدكِ وأنتِ تُدخلين الرمز بشكل متكرر أمامه، سيجيد إدخاله بنفسه. لذا من الأفضل أن تفرضي عليه بعض القواعد: «هذا هاتفي أنا، وهو ليس لعبة. أنا من أقرر متى أعيرك إياه. ستحصل على هاتفك لاحقاً، حين تصبح كبيراً».

يجب أن يبقى استعماله للهاتف استثنائياً وأن يقتصر على ظروف محددة كالرحلات الطويلة، بعد إنهاء الألعاب الأخرى، أو حين تصيبك نوبات من التعب الشديد.

يحتاج الطفل إلى اللعب وإلى اختبار تجارب حسّية والتواصل مع أشخاص حقيقيين، ولا علاقة له بالهاتف! في الحالة المثلى، يجب أن يستعمله حصراً حين يتصل بوالدته.

لا مفر من أن يصبح طفلك لاحقاً أحد هؤلاء المراهقين الذين يتشبّثون بهواتفهم الذكية: دعيه يعيش سنّه قبل وصول تلك المرحلة!

الهاتف الجوال يبث موجات لم تُعرَف مخاطرها بعد بالنسبة إلى أدمغة الصغار
back to top