مؤتمر الآثار يحذر من تهريب الممتلكات الأثرية

دعا إلى حماية التراث الحضاري في ظل اتساع النزاعات في المنطقة العربية

نشر في 12-03-2018
آخر تحديث 12-03-2018 | 00:02
من أجواء اجتماع المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري
من أجواء اجتماع المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري
قال الدويش إن الاتجار بالممتلكات الأثرية والتراثية يؤثر سلباً على القيمة الحضارية التي يمتلكها الوطن العربي.
أكد مدير إدارة الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. سلطان الدويش، أمس، أهمية مؤتمر "الآثار والتراث الحضاري"، في الحفاظ على الهوية العربية وحماية تراث المنطقة من الأخطار والتهديدات.

جاء ذلك في تصريح أدلى به الدويش، بصفته رئيسا لاجتماع المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، الذي افتتح أمس بمكتبة الكويت الوطنية، ويستمر يومين.

وقال إن الاجتماع سيناقش توصيات الدورة الـ22 من مؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي عقد في الكويت في نوفمبر 2016، فضلا عن إعداد مشروع جدول الأعمال للدورة الـ23 للمؤتمر المزمع عقدها في الأردن أبريل المقبل تحت عنوان "التقنيات الحديثة في برامج ومشاريع العريف بالممتلكات الثقافية في الوطن العربي والتوعية بضرورة الحفاظ عليها".

وأضاف أن المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي لديه نقاط رئيسية على جدول اهتماماته أبرزها الاهتمام بالنشء وتعريفه بالتراث في الوطن العربي وأهمية الحفاظ عليه، إذ يجب تعريفه بالتراث في بداية حياته عبر التعليم والمناهج الدراسية.

المتغيرات الطارئة

وكان الدويش أعرب في كلمته خلال افتتاح أعمال الاجتماع عن الأمل أن يتم تسليط الضوء على المستجدات والمتغيرات الطارئة التي تعيشها وتتأثر بها المنطقة العربية حاليا وما لها من تأثيرات مباشرة على ثرواتها الأثرية والتراثية، فضلا عما تتعرض له من تخريب ودمار.

وأكد أهمية الالتفات إلى مشكلة التهريب والاتجار بالممتلكات الأثرية والتراثية، مما يؤثر سلبا على المحافظة والنهوض بالقيمة الأثرية والحضارية والتراثية التي يمتلكها الوطن العربي.

وأشار إلى أهمية دور الوسائل التكنولوجية الحديثة في الحفاظ على المعالم والمواقع والمنشآت الأثرية والتراثية والتعريف بها والتوعية بأهميتها.

وأشاد بجهود المشاركين في الاجتماع لتطوير البرامج والمشاريع الخاصة بالتراث الحضاري في الوطن العربي، معربا عن امله أن تُكلل أعمال المؤتمر المقبل بالنجاح، وأن تصل الى حلول فعلية سريعة للحفاظ على الآثار والتاريخ الأثري والتراث للوطن العربي.

التراث العالمي

من جهتها، أشادت مديرة إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) د. حياة القرمازي بدور دولة الكويت ورعايتها للعمل الثقافي العربي المشترك، واستضافتها سنويا للجنة الخبراء العرب في التراث العالمي.

وقالت القرمازي إن الكويت تستضيف الاجتماع الحالي للمكتب، باعتبارها رئيسة الدورة الـ22 من مؤتمر الآثار والتراث، مبينة أن المكتب يتكون عادة من ست دول بينها مصر وموريتانيا والأردن وتترأسه الكويت ومكلف اجرائيا بمتابعة تنفيد توصيات الدورة السابقة من المؤتمر الى جانب تحديد برنامج الدورة التالية.

وأشارت إلى ان هذا المؤتمر الذي انطلقت أعمال دوراته منذ عام 1947 لم يعد مواكبا لتطلعات الدول حاليا وما يجري فيها من متغيرات سريعة، ولذلك رأت المنظمة اهمية دعم المؤتمر بورش علمية تقترح جانبا علميا الى الجانب الاجرائي.

ولفتت إلى أهمية الحفاظ على الإرث التراثي العربي وجعله يسهم في الوئام الاجتماعي، وأن يكون محركا للتنمية الاقتصادية المستدامة لتستفيد منه الدول، وخصوصا الجماعات المحلية المالكة الحقيقية للتراث والضامنة الوحيدة على استمراريته وتمريره من جيل إلى جيل.

وتتطرق جلسات المؤتمر إلى سبل حماية الآثار والتراث الحضاري في ظل اتساع بؤرة النزاعات في المنطقة العربية وما ينتج عنها من انفلاتات أمنية تفتح المجال واسعا لتهريب الآثار والممتلكات الثقافية والفنية بهدف الاتجار فيها.

أعمال تخريب كبرى

كما تناقش جلسات المؤتمر ما تتعرض له المعالم والمواقع الأثرية والمنشآت المتحفية وغيرها من أعمال تخريب كبرى تستدعي ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة للحفاظ عليها والتعريف بها والتوعية بأهميتها كرمز للهوية ورافدا رئيسيا للتنمية.

ويمثل المؤتمر فرصة متجددة للقاء المثقفين والأثريين والمتخصصين في مختلف مجالات المحافظة على التراث لتبادل الخبرات والتجارب بهدف دعم التعاون العربي وضمان الانفتاح على أحدث التكنولوجيات المستخدمة في العالم للمحافظة على الموروث الثقافي وتعزيز المهارات وبناء القدرات العربية.

back to top