ترامب يطالب كيم جونغ أون بإجراءات ويُبقي الضغوط عليه

صمت في بيونغ يانغ حيال «قمة مايو»... وترحيب صيني وروسي وتحفّظ أوروبي وياباني

نشر في 11-03-2018
آخر تحديث 11-03-2018 | 00:04
جنود كوريون شماليون يراقبون نظراءها الجنوبيين في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين
جنود كوريون شماليون يراقبون نظراءها الجنوبيين في المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين
أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنها حازمة بما فيه الكفاية مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، وذلك بعد ردود فعل دولية متفاوتة على قبول ترامب مبادرة لقاء من الزعيم الشمالي، في خطوة تاريخية قد تسهم في حل نزاع دولي مزمن له طابع نووي في شبه الجزيرة الكورية.
قال البيت الأبيض، أمس، إن القمة التاريخية المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لن تحدث ما لم تتخذ بيونغ يانغ "إجراءات ملموسة"، وذلك بعد ردود فعل دولية متفاوتة على القمة التي لاقت ترحيباً روسياً وصينياً واسعاً، وحذرا من قبل الأوروبيين واليابان، إضافة الى خصوم ترامب في الداخل الأميركي.

ولتهدئة المخاوف من الحديث عن لقاء من دون شروط قد يمنح الزعيم الشيوعي الشمالي شرعية دولية، قالت السكرتيرة الإعلامية للبيت الأبيض سارة ساندرز أمس الأول: "لن نعقد هذا اللقاء حتى نرى إجراءات ملموسة تتناسب مع كلمات وخطاب كوريا الشمالية"، مشددة على أن الولايات المتحدة لم تقدم "أي تنازلات"، في حين قدمت كوريا الشمالية "وعودا كبيرة" بنزع السلاح النووي ووقف التجارب النووية والصاروخية، وقبول إجراء مناورات عسكرية منتظمة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وتابعت ساندرز أن ترامب متفائل بإمكان إحراز مزيد من التقدم، وفي هذه الأثناء، لن تتراجع الولايات المتحدة عن الضغوط القصوى التي فرضتها على كوريا الشمالية لإنهاء برنامجها النووي.

ويمكن أن يمثل الاجتماع بين الولايات المتحدة والقادة الكوريين الشماليين انفراجة مذهلة في الجهود التي استمرت عقودا طويلة لاستعادة السلام في شبه الجزيرة الكورية.

ورأى نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أن استراتيجية عزل كوريا الشمالية "تؤتي ثمارا". وشدد بنس على أن هذه العقوبات ستظل سارية "حتى تتخذ كوريا الشمالية إجراءات ملموسة ودائمة، ويمكن التحقق منها من أجل وضع حد لبرنامجها النووي".

ولم تسرب أي تفاصيل عن القمة التي ستكون إذا جرت، أول قمة بين رئيس اميركي في منصبه وزعيم لكوريا الشمالية، التي تقودها أسرة كيم بقبضة من حديد منذ توقف الحرب في شبه الجزيرة الكورية في 1953.

وقال شونغ ايو يونغ مستشار الرئيس الكوري الجنوبي للأمن القومي الذي زارة بيونغ يانغ وحمل رسالة زعيمها الى ترامب إن اللقاء سيعقد "بحلول مايو". ومازال يجب تحديد مكان اللقاء وطرق عقده.

الصين وروسيا

وأمس الأول جرى اتصال بين الرئيس الأميركي ونظيره الصيني شي جينبينغ لإبقاء الضغط على كوريا الشمالية. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيسين الأميركي والصيني اتفقا على "إبقاء الضغوط والعقوبات إلى أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة نحو نزع كامل وقابل للتحقق، ولا رجعة فيه للأسلحة النووية". ودعا الرئيس الصيني ترامب وكيم الى بدء محادثات "في أسرع وقت ممكن"، وأشاد بـ "التطلعات الإيجابية" للرئيس الأميركي.

ورحبت روسيا بما وصفتها بالإشارات الجديدة الإيجابية. وشاركت روسيا لسنوات في المحادثات السداسية الأطراف لحل الأزمة التي كانت تعقد بين الحين والآخر، وتضم أيضا الولايات المتحدة والكوريتين واليابان والصين.

سيول وطوكيو

في المقابل، قال الرئيس الكوري الجنوبي، مون غاي، إن الأنباء عن عقد القمة التي أعلنها مستشاره الرئيس للأمن القومي خلال زيارة الى واشنطن، "أشبه بمعجزة". لكن الحكومة اليابانية التزمت الحذر في رد فعلها. وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إنه أكد في محادثات هاتفية مع ترامب على ضرورة مواصلة الضغوط على كوريا الشمالية في جميع أنحاء العالم.

وفي اتصال بين ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رحب الأخير باللقاء المرتقب، لكنه شدد على ضرورة إبقاء الضغوط. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أنباء عقد اجتماع محتمل أعطت مبررا للشعور بالأمل تجاه الأوضاع في كوريا.

أما المحللين فقد انقسموا بشأن الطرف الذي سيكون المستفيد الأكبر من اللقاء. وقال جيفري لويس من معهد ميدلبوري للدراسات الاستراتيجية إن "كيم لا يدعو ترامب الى لقاء لتسليمه الأسلحة الكورية الشمالية، بل ليثبت أن استثماره في القدرات النووية والبالستية أجبرا الولايات المتحدة على التعامل معه الند للند".

لكن المبعوث الكوري الجنوبي أوضح في إعلانه الاستثنائي أن كيم جونغ أون تعهد "بإخلاء (شبه الجزيرة الكورية) من الأسلحة النووية" ووعد بالامتناع عن "أي تجربة نووية أو صاروخية" خلال مفاوضات محتملة.

من جهته، أشار ترامب في تغريدة الى أن كيم تحدث عن "نزع أسلحة"، وليس عن "تجميد" فقط للنشاطات النووية.

صمت في بيونغ يانغ

وتصدرت لافتات مفاجئة أبداها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون لواشنطن عناوين الأخبار في كل دول العالم تقريبا، إلا في كوريا الشمالية. وأشارت وسائل الإعلام هناك إلى زيارة وفد رفيع من كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي، لكنها لم تفرد مساحة واسعة للقمة بين ترامب و"الزعيم"، وأيضا لم تشر الى القمة المقررة بين زعيمي شطري كوريا.

وقال شين بيوم- تشول الأستاذ بالأكاديمية الدبلوماسية الكورية في سول "في كوريا الشمالية لن تقرر القيادة نشر ذلك لوسائل الإعلام، إلى أن تعلم يقينا أن القمتين ستنعقدان".

في سياق آخر، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيجري الشهر المقبل اول جولة له في أميركا اللاتينية يشارك خلالها بقمة الأميركتين في البيرو. وفي ختام القمة سيتوجه الرئيس الأميركي الى بوغوتا بكولومبيا. ومن المرتقب أن تهيمن الأزمة السياسية العميقة بفنزويلا على قمة الأميركتين التي تعقد يومي 13 و14 أبريل في ليما، وتضم رؤساء حوالي 30 بلدا.

في أواخر فبراير، اقترح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على ترامب، عبر "تويتر"، أن يقابله في كراكاس أو واشنطن بهدف بدء حوار. وتأتي سياسة اليد الممدودة هذه، من جانب الرئيس الفنزويلي، الذي يقترب من التحول الى دكتاتور في وقت بلغت العلاقات بين البلدين أدنى مستوياتها.

الرئيس الأميركي يقوم بجولة لاتينية الشهر المقبل... واحتمال لقائه مادورو ليس مستبعداً
back to top