قمة تاريخية مرتقبة بين الرئيس الأميركي وزعيم كوريا الشمالية

• كيم تعهد بوقف التجارب النووية والصاروخية... وترامب قرر «من تلقاء نفسه» الدخول في حوار معه
• انفتاح بيونغ يانغ يفاجئ واشنطن
• موسكو: خطوة صحيحة
• سيول وبكين: معجزة وشجاعة سياسية

نشر في 10-03-2018
آخر تحديث 10-03-2018 | 00:04
جندي كوري يمرّ أمام تلفزيون يعرض خبر قمة ترامب وكيم بمحطة سيول أمس (أ ف ب)
جندي كوري يمرّ أمام تلفزيون يعرض خبر قمة ترامب وكيم بمحطة سيول أمس (أ ف ب)
في إعلان مفاجئ، وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عقد لقاء قريب مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد حرب كلامية طويلة منذ وصوله إلى السلطة.
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إعلان مفاجئ، على عقد قمة تاريخية للمرة الأولى مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد حرب كلامية طويلة بينهما، مما يشكل تطوراً كبيراً في الخلاف بين البلدين حول الملف النووي.

ولم يحدد مكان وموعد اللقاء بين الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة والزعيم الكوري الشمالي.

ويأتي هذا التغيير الذي لم يكن مطروحاً قبل أسابيع قط، بعد سنتين على توتر حاد بين واشنطن وبيونغيانغ في شأن البرنامجين النووي والبالستي لكوريا الشمالية.

وفي خطاب مقتضب أمام الجناح الغربي للبيت الأبيض، أعلن شونغ اوي يونغ مستشار الأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي أن ترامب قبل الدعوة إلى هذه القمة التاريخية.

وقال إن الزعيم الكوري الشمالي "عبر عن رغبته في لقاء الرئيس ترامب في أقرب وقت ممكن". وأضاف أن "الرئيس ترامب أعرب عن تقديره لهذه الإحاطة، وقال إنه سيجتمع مع كيم جونغ أون بحلول مايو لتحقيق نزع دائم للسلاح النووي".

تقدم كبير

وإذ قبل البيت الأبيض الاقتراح الكوري الشمالي، رحب الرئيس الأميركي بـ"التقدم الكبير" الذي أحرز في ملف كوريا الشمالية، مشيراً إلى أن رجل بيونغ يانغ القوي ناقش مسألة "نزع" للأسلحة النووية مع ممثلي كوريا الجنوبية، وليس فقط مجرد "تجميد" للأنشطة النووية.

وأكد ترامب أنه "تم إحراز تقدم كبير، لكن العقوبات ستبقى إلى حين التوصل إلى اتفاق".

وأوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز أن ترامب سيقبل دعوة كيم للقاء، وسيتم تحديد مكان انعقاد الاجتماع وتوقيته مستقبلاً.

والإعلان عن القمة يشكل أحدث تطور في عملية تقارب سريعة بدأت في الآونة الأخيرة بين الكوريتين.

فالبلدان تبادلا زيارات، وأرسلت بيونغيانغ وفداً لحضور الألعاب الأولمبية الشتوية في الجنوب، وأطلقت عليها سيول اسم "ألعاب السلام".

توتر شديد

وجاء هذا الانفراج بعد فترة توتر شديد بين بيونغ يانغ وواشنطن أثارت مخاوف من اندلاع نزاع. فقد وصف ترامب الزعيم الكوري الشمالي قبل أشهر فقط بأنه "رجل الصاروخ" فيما رد كيم جونغ أونغ بوصف ترامب بأنه "مضطرب عقلياً".

وأوضح مسؤول أميركي، أنه لم يتم تسليم أي رسالة خطية من الزعيم الكوري الشمالي، موضحاً أن دعوته نقلت "شفهياً".

من جهة أخرى، قال شونغ، إن كيم جونغ أون تعهد بالعمل على "إخلاء (شبه الجزيرة الكورية) من الأسلحة النووية" ووعد بالامتناع عن إجراء "أي تجربة نووية أو صاروخية جديدة" خلال أي مفاوضات محتملة.

وبعد إجرائه العام الماضي 20 تجربة بالستية، معظمها في ساعات مبكرة صباحاً، وعد الزعيم الكوري الشمالي بعدم إيقاظ الرئيس الجنوبي من النوم بعد الآن على إنذارات إطلاق الصواريخ.

ونقل مسؤول كوري جنوبي عن كيم، أنه عندما التقى موفدي سيول الاسبوع الماضي بالقصر الرئاسي، تعهد، على سبيل المرح، بعدم إيقاظ مون من النوم بعد الآن.

تيلرسون

وفي جيبوتي، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، أمس، أن انفتاح الزعيم الكوري الشمالي ورغبته في بحث برنامجه النووي "فاجأ قليلاً" الولايات المتحدة ودفع بالرئيس ترامب إلى قبول اللقاء.

وقال تيلرسون في ختام لقاء مع نظيره الجيبوتي محمود علي يوسف "بصراحة، أعتقد أنه التقرير الأكثر إيجابية الذي نتلقاه ليس فقط حول رغبة كيم جونغ أون، وإنما حول رغبته الفعلية في إجراء محادثات". وتابع "ما تغير هو موقفه وبشكل كبير" مضيفاً "الآن يجب الاتفاق على توقيت أول لقاء وهذا الأمر سيستغرق أسابيع قبل أن تتم تسوية كل شيء".

وقال تيلرسون، "إنه قرار اتخذه الرئيس من تلقاء نفسه. تحدثت معه في وقت مبكر اليوم (أمس) في شأن هذا القرار، قال الرئيس ترامب منذ فترة إنه منفتح في شأن المحادثات ويرغب في لقاء كيم عندما تكون الظروف مواتية، واعتقد أن الرئيس يرى أن الوقت قد حان".

حدث تاريخي

وفي سيول، وصف الرئيس الكوري الجنوبي، الاجتماع المحتمل بين ترامب وكيم بأنه "أشبه بمعجزة" وبأنه أيضاً "حدث تاريخي من أجل تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية". أضاف: "إذا اجتمع الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم في أعقاب قمة بين الكوريتين، فسيتم وضع إخلاء كامل لشبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي على المسار الصحيح جدياً". وتابع "ستتم الإشادة بقيادة ترامب ليس فقط من جانب الكوريين لكن أيضاً من جانب الشعوب في مختلف أنحاء العالم".

ورحب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي "بالتغيير من قبل كوريا الشمالية" معتبراً أنه "نتيجة التعاون بين الولايات المتحدة واليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بهدف الإبقاء على ضغط قوي بالتوافق مع الأسرة الدولية".

قرارات صائبة

وفي بكين، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية جينغ شوانغ "نأمل أن يتحلى الطرفان بالشجاعة السياسية لاتخاذ القرارات الصائبة". وقال: "نرحب بالإشارة الإيجابية، التي سيشكلها هذا الحوار المباشر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية"، مضيفاً أن "مسألة النووي في شبه الجزيرة الكورية تسير في الاتجاه السليم".

وفي أديس أبابا، صرح وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أن الإعلان عن القمة، "خطوة في الاتجاه الصحيح، ونأمل حصول هذا اللقاء". أضاف لافروف في اليوم الأخير من جولته الإفريقية، التي زار خلالها خمس دول إفريقية هي أنغولا وناميبيا وموزمبيق وزيمبابوي وإثيوبيا، "بالتأكيد، نحن بحاجة إلى ذلك من أجل تسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية".

ترامب وكيم: تصريحات نارية وشتائم

أعاد الإعلان المفاجئ عن اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون إلى الأذهان التصريحات النارية والشتائم التي سبق أن تبادلها الزعيمان.

في 7 مايو 2014 هاجم ترامب تصريحات نجم كرة السلة السابق دينيس رودمان بأنه يريد أن يزور كوريا الشمالية، واصفاً إياه بالمجنون، معتبراً أن هذا البلد "آخر مكان في العالم أريد الذهاب إليه".

وفي 16 سبتمبر، شن ترامب، أثناء مناظرة انتخابية داخل الحزب الجمهوري، هجوما شخصياً على كيم، محذراً من أن "هذا المهووس يجلس هناك ويملك السلاح النووي".

وفي 10 فبراير 2016، قال ترامب، أثناء برنامج تلفزيوني، إنه "كان سيجبر الصين على أن تجعل هذا الشاب السيئ يتلاشى بشكل أو بآخر سريعاً جداً".

وفي 8 أغسطس 2017 وجه ترامب إلى كوريا الشمالية أحد أخطر تهديداته، مشدداً على أنها ستواجه "ناراً وغضباً لم يشهده العالم".

وتعمقت الأزمة بعد أول خطاب لترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر، إذ وصف كيم بـ"رجل الصواريخ، وتصرفاته انتحار له ونظامه".

واستدعت تصريحات ترامب رداً غاضباً من قبل كيم، فقال في 22 سبتمبر، إن "الكلب الخائف ينبح عالياً، وهذا العجوز الذي أصابت الشيخوخة عقله"عاجز عن قيادة بلاده لأنه ليس سياسياً بل وغدٌ ومجرمٌ يهوى اللعب بالنار".

وفي تغريدة أخرى نشرها في 11 نوفمبر، رد ترامب على وصف كيم له بالعجوز قائلاً: "لن أقول أبداً أنه قصير وبدين، وأبذل كثيراً من الجهد كي أكون صديقاً له، وقد يحدث ذلك يوماً ما".

وفي بداية العام الحالي، تصاعد الخطاب العدائي مع إعلان كيم أنه يملك في مكتبه "الزر النووي وجميع مناطق الولايات المتحدة في مرماه. ورد ترامب أن لديه أيضا زراً "أكبر وأقوى بكثير مما لديه".

اليابان ترحب بالتغيير وترجعه إلى التعاون والضغط الدولي القوي
back to top