أنوثة

نشر في 09-03-2018
آخر تحديث 09-03-2018 | 00:07
ليكن لديك شغف يشعل قلبك حماساً، أنجزي وأبدعي! فكم نحن بحاجة إلى المزيد من العطاء الأنثوي وإضافاته المميزة والعميقة في شتى المجالات من أدب وفن وعلم ورياضة، وما أقبح الفراغ والتململ وإضاعة هبة الحياة هباءً يوماً بعد يوم.
 دانة الراشد عزيزتي المرأة، أهنئك في يومك العالمي– وإن جاءت تهنئتي متأخرة بيومٍ واحد- وأتمنى أن تستمري بالتفتح والازدهار على الرغم من مقاومة البعض لنموك وإثمارك، وأرسل لكِ بشرى شمس الغد، فقد بدأت نساء العالم أجمع تعي قيمتها الإنسانية، وما هي سوى مدة قصيرة حتى تحصلي على المزيد من الحقوق المدنية والحريات الاجتماعية التي لطالما حلمتِ بها وانتظرتها، لكن ذلك لن يتم إلا بالعمل والعطاء ونشر الوعي من حولك، وهنا أشاركك بعض الوصايا المتواضعة التي قد تحسن حياتك وتجعلها أكثر متعة وجمالاً:

التعليم والعمل وسيلتاك للحياة ككيان مستقل، وأداتاك الفعالتان للارتقاء بوعيك والمساهمة في تنمية مجتمعك، فالاعتماد على ذاتك والاستقلال اقتصادياً يضمنان لك حياة كريمة دون مساومات قد تُكرهين عليها في ظروف أخرى، وتذكري أن العمل والسعي في التعليم لا ينتقصان من أنوثتك شيئاً.

ليكن لديك شغف يشعل قلبك حماساً، أنجزي وأبدعي! فكم نحن بحاجة إلى المزيد من العطاء الأنثوي وإضافاته المميزة والعميقة في شتى المجالات من أدب وفن وعلم ورياضة، وما أقبح الفراغ والتململ وإضاعة هبة الحياة هباءً يوماً بعد يوم.

لا تسمحي للثقافة الاستهلاكية أن تشوه منظورك عن الجمال، فكل ما يهم هؤلاء هو الربح المادي، وإن كان الثمن تدمير صحتك وثقتك بنفسك، ومن المحزن والمعيب اختزال عمق الأنوثة وتسطيحها إلى مكياج وتجميل فقط، فلا تجعلي الضغوط الاجتماعية– وإن اشتدت- تغير جوهرك، كوني أنتِ واملئي عالمك بكل ما تحبين من اهتمامات ترتقي بوجدانك.

نعم، أنتِ الأم والأخت والزوجة بلا شك، لكن دورك في هذه الحياة الشاسعة لا يقتصر على ذاك الدور العائلي، فأنت الفنانة والكاتبة والمفكرة والعالمة والحالمة، وأنتِ الإنسانة الفاضلة قبل كل شيء؛ لذا لا تسمحي لأحدٍ كان بتحجيم دورك.

تذكري أن الرجل رفيقك في هذا الدرب، فالأنوثة والذكورة ليستا في صدام، وإن بدا ذلك في المجتمعات الأقل وعياً، فهما تسبحان معاً في رقصة أبدية من التوازن والانسجام، كوني على دراية ومعرفة بقدراتك وحقوقك، وانشري هذا الوعي من حولك، فالكثير من أفراد المجتمع لا يتصرفون عن سوء نية، إنما ينقصهم الوعي فقط.

إن العطاء حياة، لكنه موتٌ بطيء لكِ إن كنتِ مجبورة عليه، قدّمي عطاءك بحب متى ما تريدين دون الشعور بالذنب إن لم يسمح لكِ وقتك وطاقتك بذلك، فالعطاء بلا رغبة وحب هو عطاء بلا طعم.

أخواتك في الأنوثة بحاجة إلى دعمك، فلا تبخلي عليهن بالحب والتشجيع، ولنتخلص من تلك العدائية المنتشرة بين النسوة، ولنغير تلك الصورة السيئة عن طريق التعاون معاً، ولندرك أن صورة المرأة مرتبطة بشكل مباشر بما نعكسه نحن النساء في سلوكنا كل يوم.

back to top