الآباء العازبون أكثر عرضة للموت المبكر

نشر في 09-03-2018
آخر تحديث 09-03-2018 | 00:00
No Image Caption
قارنت دراسة واسعة نمط حياة الآباء العازبين وخطر وفاتهم بالآباء الذين يحظون بشريك وبالأمهات العازبات. ونُشرت نتائجها في مجلة Lancet Public Health.
في العقود الأخيرة، ارتفع عدد الآباء العازبين كثيراً في الولايات المتحدة. يشير مركز بيو للبحوث إلى أن أقل من 300 ألف أسرة تمحور حول آباء عازبين في عام 1960. ولكن بحلول عام 2011، فاق العدد 2.6 مليون. في المقابل، ارتفع عدد أسر الأمهات العازبات من 1.9 مليون إلى 8.6 ملايين خلال تلك الفترة.

ولكن رغم تنامي الأعداد، ما زالت البحوث التي تتناول صحة الآباء العازبين أو تقارن معدلات وفاة الأمهات العازبات بمعدلات الآباء العازبين ضئيلةً، كما يشير معدو الدراسة الجديدة.

لتصحيح هذا الوضع، تتبعت الدكتورة ماريا تشيو من معهد العلوم التقييمية السريرية وجامعة تورونتو بكندا، وزملاؤها أنماط عيش نحو 40500 كندي على مدى 11 سنة.

تضاعف خطر الموت

شمل المشاركون 871 أباً عازباً، و4590 أماً عازبة، و16341 أباً له شريك، و18688 أماً لها شريك. وتراوح عمر المشاركين عموماً بين 41 و46 سنة.

يوضح معدو الدراسة: «يُصنّف الأهل عازبين إن كانوا مطلقين، أو منفصلين، أو مترملين، أو عازبين لم يتزوجوا قط ولا يعيشون مع أي شريك في منزل واحد. أما الأهل الذين لهم شريك، فهم المتزوجون أو مَن يعيشون معاً».

في تحليلهم، ركّزت الدكتورة تشيو وزملاؤها على مَن بلغوا الخامسة عشرة أو تخطوها ويعيشون في أسر تضم والداً واحداً بيولوجياً أو متبنى لم يتجاوز سن الخامسة والعشرين.

اعتمد العلماء على نماذج كوكس للمخاطر النسبية ليجروا (حسبما يعتقدون) «أول مقارنة مباشرة بين معدلات وفاة مجموعات الأهل العازبين ومَن يملكون شريكاً».

في مستهل الدراسة، اتضح أن الآباء العازبين أكثر عرضة لداء السرطان، ومرض القلب، مقارنةً بالأمهات العازبات ونظرائهم الذين يملكون شريكاً. علاوة على ذلك، كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى خلال السنة التي سبقت الدراسة.

بالإضافة إلى ذلك، تبين أن خطر الوفاة المبكرة كان أعلى بنحو الضعف بين الآباء العازبين مقارنةً بالأمهات العازبات ونظرائهم الذين يحظون بشريك.

واتبع هؤلاء الآباء أيضاً نمط حياة أقل فائدة للصحة، فضلاً عن أنهم استهلكوا مقداراً أقل من الفاكهة والخضراوات.

هل يعود خطر الوفاة إلى نمط الحياة؟

لم تستطع الدراسة التوصل إلى خلاصات بشأن أسباب الوفاة. ويعود ذلك خصوصاً إلى أن حالات الوفاة خلال فترة الدراسة سُجلت كـ«أسباب أخرى».

لكن الباحثين يرجّحون بعض الأسباب المحتملة. ويعتقدون أن نمط الحياة غير الصحي يؤدي دوراً على الأرجح، شأنه في ذلك شأن غياب الدعم الاجتماعي القائم على الأصدقاء والشبكات الاجتماعية الأخرى.

توضح الدكتورة تشيو: «يُظهر بحثنا أن الآباء العازبين يواجهون معدلات وفاة أعلى، ويبرهن الحاجة إلى سياسات في مجال الصحة العامة تسهم في تحديد أولئك الرجال ودعمهم».

تضيف: «صحيح أن دراستنا لا تحدد أسباب هذا الوضع بدقة، إلا أننا اكتشفنا أن الآباء العازبين يكونون أكثر ميلاً إلى اتباع نمط حياة غير صحي، ما يشكّل على الأرجح مجالاً مهماً من الضروري معالجته بغية تحسين صحة هذه المجموعة الأكثر عرضة للمخاطر».

«قد تشكّل زيارات عيادات الأطباء فرصة تتيح للطبيب التقرب إلى الأب العازب بغية مساعدته على تحسين صحته»، حسبما تقترح الدكتورة تشيو.

تختم: «تُظهر البحوث أن هذه المحادثات قد تسهم في تحفيز المرضى على الالتزام بخطط العلاج واتخاذ قرارات صحية أفضل والتأثير في سلوكهم وتعافيهم».

back to top