الولادة قبل الأوان... لا تخافي!

نشر في 05-03-2018
آخر تحديث 05-03-2018 | 00:00
No Image Caption
ينصحك الطبيب: «من الضروري أن ترتاحي لئلا يولد طفلك قبل الأوان». لا تهلعي. سنقدم لك فيما يلي توضيحاً لما يعنيه ذلك، وكيفية تفادي الولادة المبكرة، والمخاطر التي يواجهها الطفل إذا وُلد قبل أوانه.

متى يولد الطفل قبل الأوان؟

يُفترض أن يدوم الحمل 40 أو 41 أسبوعاً. وإذا جاء الطفل إلى العالم قبل انتهاء هذه المدة، يكون قد وُلد قبل الأوان. لا شك في أن الاختلاف كبير بين طفل يولد قبل أسبوع من موعده وبين آخر يولد في الشهر السابع. ولكن إذا وضعت المرأة طفلها بعد أسبوع الحمل السادس والثلاثين، لا يُعتبر الطفل مولوداً قبل الأوان. وفي هذه الحالة، يولد في غرفة الولادة بشكل طبيعي ويبقى مع والدته.

تساهم عوامل عدة في الولادة المبكرة: التدخين، الصدمات، الأدوية، تمدد قناة عنق الرحم، وخصوصاً الإجهاد. خلال الحمل، تكون صحة المرأة النفسية أكثر هشاشة. يعود ذلك إلى خلطات الهرمونات التي تدور بسرعة كبيرة في جسمها. نتيجة لذلك، تُعتبر الراحة ضرورية ولا سيما على المستوى النفسي. تفادي في المقام الأول الغضب. كذلك تجنبي لقاء مَن يستنفدون طاقتك، ولا تدعي الولادة تشغل بالك، بل عيشي حملك كل يوم بيومه بهدوء وسكينة.

هل يلجأ الطبيب إلى الولادة المبكرة في بعض الحالات الطارئة؟

نعم، يقرر الطبيب توليد المرأة الحامل قبل الأوان في بعض حالات الضرورة أو الحالات الطبية الطارئة. وتهدف هذه الخطوة عادةً إلى تجنيب الأم أو طفلها المخاطر.

من الحالات التي تُحتم الولادة المبكرة أخماج الجهاز البولي أو التناسلي، فإن لم تُعالج تؤدي أحياناً إلى انقباضات، أو حتى إلى تمزق كيس الماء. عندئذ، يصبح الطفل نفسه معرضاً لخطر هذه الأخماج.

تشمل الحالات الطارئة الأخرى مقدمات الارتجاع، وهي مجموعة من الأعراض تشير إلى أن الحمل لا يسير على خير ما يُرام مع ارتفاع في ضغط الدم لا يمكن التحكم فيه ومشاكل في تخثر الدم. نتيجة لذلك، تصبح الولادة المبكرة محتمة. يسارع الطبيب عندئذ إلى الترتيب لولادة قيصرية. كذلك قد يقرر إجراء ولادة قيصرية طارئة، إذا لاحظ أن الطفل يواجه مشكلة ما: يتبين له أن وضع الجنين سيئ، تتعرّض التبادلات بين الطفل والمشيمة لخطب ما، تنفصل المشيمة... في هذه الحالات، يقرر طبيب التوليد تقصير الحمل لحماية الطفل والحفاظ على حياته.

لمَ تُعتبر الراحة ضرورية بغية تفادي الولادة المبكرة؟

يعود ذلك إلى أن خطر الولادة المبكرة يتفاقم مع ممارسة الجهد، سواء كان جسدياً أو حتى عقلياً. يؤدي هذا الجهد إلى إطلاق انقباضات الرحم، وينطبق الأمر عينه على الإجهاد. في حالة مماثلة، عليك اتباع نصيحة واحدة: الراحة. لكن هذه النصيحة لا تعني أن تمضي نهارك كله وأنت ممددة في السرير. وضعية الراحة التامة هذه ليست ضرورية إلا في حالات محددة، مثل تمدّد عنق الرحم. عندما ينصحك الطبيب بالراحة، يمكنك المشي والتمطط، العمل باعتدال إن استطعت ذلك، والإصغاء إلى جسمك، وهو الأمر الأكثر أهمية. إن أخبرك بأنه بحاجة إلى الراحة، فارتاحي ولا تعدي الساعات.

هل يكون الطفل الذي يولد قبل الأوان بصحة جيدة؟

لا شك في ذلك. تشهد التكنولوجيا اليوم تطوراً كبيراً، وصارت الأساليب المتوافرة للعناية بالأطفال الذين يولودون قبل الشهر السابع والنصف متقدمة جداً. قد يمضي الطفل المولود قبل أوانه بضعة أيام في وحدة العناية الفائقة، ولا تستطيعين لمسه إلا عبر زجاج الجهاز الحاضن، ولكن لا داعي للقلق. يسود الاعتقاد أيضاً أن مَن يولدون قبل الأوان يكونون أكثر ذكاء، فهم مستعجلون للقدوم إلى العالم في مطلق الأحوال لأن أمامهم الكثير لينجزوه على الأرض.

ما العلاج المانع لتقلّص الرحم؟

يهدف إلى وقف انقباضات الرحم (أو بدء الولادة المبكرة) وإطالة الحمل حتى الشهر التاسع. وينجح هذا العلاج، الذي يزداد رواجاً في الآونة الأخيرة، بتأخير الولادة 48 ساعة على الأقل.

تُعتبر فترة التأخير هذه بالغة الأهمية للأم والطفل، فتسمح للطبيب بإعطاء الأم حقن كورتيزون بغية تسريع نضوج رئتي الجنين، ما يخفض إلى حد كبير احتمال وفاة الطفل بعد الولادة. كذلك يتيح العلاج للفريق الطبي نقل الأم إلى قسم ولادة خاص يتوافق مع حالتها ومتطلبات الولادة المبكرة، خصوصاً إذا كان الطفل سيولد قبل الشهر السابع.

ولكن من الضروري الإشارة في الختام إلى أن أمهات شابات كثيرات يتلقين العلاج المانع لتقلص الرحم مع أنهن لا يواجهن خطر الولادة المبكرة. يفرط أحياناً الطبيب في اللجوء إلى الأدوية في معالجة المرأة الحامل. لذلك احرصي على الاطلاع على المعلومات الضرورية كافة قبل القبول بأي علاج يُقترح عليك.

أرقام

كل سنة، يولد أكثر من 55 ألف طفل قبل الأوان. ويُولد طفل من كل خمسة منهم قبل الشهر السابع والنصف.

ما هو خطر الولادة المبكرة؟

إذا تلفظت القابلة القانونية أو الطبيب بهذه العبارة، فهذا يعني أن طفلك يود المجيء إلى العالم بسرعة. أما الأعراض التي تسبق الولادة قبل الأوان فبسيطة: الانقباضات. إذا عانيت انقباضات متباعدة إلى حد ما في الزمن قبل بلوغك موعد الولادة أو إذا لاحظت خسارة دم، فمن الضروري أن تستشيري طبيبك في الحال. يستطيع الطبيب إيقاف الانقباضات باللجوء إلى أدوية تساهم في استرخاء عضلات الرحم خصوصاً. وتهدف هذه الخطوة إلى تفادي خطر الولادة المبكرة.

خطر الولادة المبكرة يتضاعف مع ممارسة الجهد سواء كان جسدياً أو عقلياً
back to top