«الخارجية» والفلبين... أي هوان هذا؟!

نشر في 04-03-2018
آخر تحديث 04-03-2018 | 00:13
 عبدالمحسن جمعة نشرت الصحف المحلية، أمس الأول، خبراً مفاده أن وكيل وزارة العمل الفلبينية كارلو أريلانو صرح - عبر وكالة الأنباء الفلبينية الرسمية - بأن الجانب الفلبيني انتهى من كتابة مسودة الاتفاقية مع الكويت، المتعلقة بالعمالة الخاصة ببلاده في الكويت، والمنتظر مناقشتها مع وفد من وزارة الخارجية الكويتية قريباً، وضمن بنودها عدم انتقال أي عامل فلبيني إلى كفيل آخر إلا بعد إبلاغ الحكومة الفلبينية رسمياً، واحتفاظ العامل بجوازه وهاتفه النقال وصيغة معينة لعقود العمل... إلخ.

ما لم يذكره السيد أريلانو، ما هو نوع الهاتف الذي يجب شراؤه للعامل الفلبيني، وأسماء المندوبين السامين الفلبينيين الذين سيتم تعيينهم في إدارات الهجرة الست في محافظات الكويت للتوقيع على المعاملات!

بربكم؛ أي هوان ذلك، ومن الذي أطلق مباحثات مع الحكومة الفلبينية لعقد اتفاقية خاصة بالعمالة ستفتح علينا أبواب جهنم مع بقية الدول لتوقيع اتفاقيات مماثلة وربما بشروط أقسى؟ ومن سمح لوفد من وزارة الخارجية بمجرد أن يجلس مع نظرائه الفلبينيين ليشرعوا نظماً تتعلق بالإقامة وشروطها في الدولة، وهي أمور تتعلق بالسيادة الوطنية؟!

دول خليجية أخرى مرت بأزمات مماثلة مع الفلبين وغيرها من الدول التي تجلب منها العمالة، ولم تقدم مثل هذه التنازلات التي تتعلق بسيادتها وأنظمتها الوطنية، ثم لا أعلم ما هي أهمية العمالة الفلبينية؟... فهل هي تعمل في وادي السليكون الكويتي لتصنيع الرقائق والبرمجيات، أم في "بافاريا" الكويتية لصناعة السيارات والماكينات الهيدروليكية العملاقة؟!

إنها عمالة في مجملها خدم منازل تؤدي أعمالاً بدل بعض ربات بيوتنا الكسالى، أو في محلات الاستهلاك من مطاعم ومحلات ماركات مستوردة، في حين أن هناك منهم نسبة محدودة من الممرضات، وهن غالباً يتخذن الكويت محطة ترانزيت أو عبور للهجرة إلى أوروبا وكندا والولايات المتحدة.

لا أعلم سبب الهلع الكويتي من قرار الفلبين حظر سفر عمالتها إلى الكويت، وأسلوب الحكومة الفلبينية الابتزازي بعد أن قتل وافد لبناني وزوجته خادمتهما الفلبينية وانتحار أخريين، ودوافع هرولة الحكومة الكويتية لعقد اتفاقيات معها، مع أن المشكلة لدينا في الكويت وتجب معالجتها محلياً بكبح جماح النهم للعمالة المنزلية، وتساهل الدولة في السماح للأسر الشابة الكويتية بجلب الخدم بشكل كبير، وكذلك بتغيير أسلوب حياة الأسرة الكويتية لتكون ككل الأسر في العالم مثل السويسرية والإنكليزية واليابانية التي يعمل فيها الزوجان حتى الخامسة مساء، ثم يعودان إلى منزلهما للقيام بواجباتهما الأسرية دون مساعدة من أحد.

***

أسعدني كثيراً انضمام الأخ الأكبر والزميل د. ناجي سعود الزيد إلى كُتّاب جريدة الجريدة، بخبراته العلمية والحياتية والثقافية العريضة والعميقة، والتي ستثري الرأي العام بآراء ثمينة ومؤثرة، وستجعل الصفحة الأخيرة في "الجريدة" الأكثر تنوعاً وقوة في الصحافة الكويتية... عوداً حميداً وجولات جديدة للزميل الزيد من العطاء وخدمة الوطن.

back to top