فلتسقط الدراسة

نشر في 01-03-2018
آخر تحديث 01-03-2018 | 00:08
بحسبة بسيطة فإن إجمالي فترة الدراسة في جميع مدارسنا الحكومية بمختلف مراحلها لا يتجاوز ستة شهور وأسبوعين على أفضل تقدير، أي أن طلبتنا في مختلف المراحل يقضون 6 شهور في السنة بلا دراسة أو تعليم!!
 علي محمود خاجه لمحة رسمية بسيطة من الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة التربية في دولة الكويت تعرفكم بحجم الخلل، وإليكم الآتي:

11/9/2017 انطلق دوام تلاميذ الصفوف الابتدائية والمتوسطة وانتهى مع آخر امتحان لهم بتاريخ 24/12/2017 علما أن هناك فترة إجازة تمتد أكثر من أسبوع ما بين الدوام الرسمي والاختبارات.

في 28/1/2018 بعد أكثر من شهر من آخر اختبار للفصل الأول انطلق الفصل الدراسي الثاني على أن يكون آخر اختبار في نهاية العام بتاريخ 15/5/2018، علما أن هذا الفصل تتخلله إجازة الأعياد الوطنية وأسبوع أو أكثر ما بين الدوام الرسمي واختبارات نهاية الفصل، على أن يعاود تلاميذ المرحلة الابتدائية والمتوسطة الدراسة للعام الدراسي الجديد في 3/9/2018.

أما بالنسبة إلى المرحلة الثانوية فقد انطلقت الدراسة بتاريخ 17/9/2018 وكان آخر اختباراتهم للفصل الأول بتاريخ 8/1/2018 وبالطبع فقد تخللتها أيضا إجازة لأسبوع أو أكثر ما بين الدوام الرسمي والاختبارات، على أن ينتهي عامهم الدراسي في 31/5/2018 شاملة العطل والإجازات وما قبل العطل وبعدها.

بحسبة بسيطة فإن إجمالي فترة الدراسة في جميع مدارسنا الحكومية بمختلف مراحلها لا يتجاوز ستة شهور وأسبوعين على أفضل تقدير، أي أن طلبتنا في مختلف المراحل يقضون 6 شهور في السنة بلا دراسة أو تعليم!!

أكثر من 170 يوماً سنويا من أصل 365 يوماً يقضيها الكويتيون ممن تتراوح أعمارهم ما بين ست سنوات و18 سنة دون عمل أو تعليم، وهذا الأمر يتكرر سنويا على الأقل في السنوات الثلاث الأخيرة، والسنوات القادمة على ما يبدو.

وتجدر الإشارة إلى أن ميزانية الصرف على التعليم في الكويت ترتفع سنويا رغم انخفاض مدة الدراسة في كل سنة عن سابقاتها، والمستوى التعليمي في الكويت على مستوى المنطقة والعالم في تراجع حاد.

ما يحدث في التعليم في الكويت ليس مجرد قرارات سيئة أو سوء إدارة، بل إنني توصلت لقناعة بأن الحرص على إفساد التعليم وتعمد أمية الأجيال هو أمر مدبر وسياسة عامة، فمن غير المعقول أن يكون كل من يستلم زمام الوزارة فاشلا وبلا رؤية أو معرفة، خصوصا أن من تعاقب على الوزارة كلهم من ذوي المؤهلات والشهادات العليا التي لا تنسجم أبدا مع أن يكونوا عمياً عما يحدث أو يرضوا به، وبالطبع فإن آخر أولويات المشرع الكويتي اليوم هي إصلاح ملف لا تثمر نتائجه قريبا ولا يحقق له نصرا آنياً، وهنا تكمن مشكلتنا وهذا سبب تراجعنا وانحدارنا.

ضمن نطاق التغطية:

يتصدر الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة التربية، والذي استقيت منه الرزنامة الدراسية، شعار «كويت جديدة».

back to top