مواقع التواصل الاجتماعي... هل تتحكَّم في مصير الأعمال الفنية؟

نشر في 01-03-2018
آخر تحديث 01-03-2018 | 00:00
لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي مجرد وسيلة لترويج الأعمال الفنية، فتأثيرها القوي في الجمهور أسهم في نجاح مسلسلات عدة تحدّث صانعوها عن أنها حققت نسب مشاهدة فاقت التوقعات، في حين نالت من أعمال أخرى، بسبب انتقادها ووضع الإصبع على ثغرات كثيرة فيها.
تتضمن مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة صفحات كثيرة بعنوان «الدراما»، أسستها مجموعة من الشباب لتناول الوقائع الدرامية المختلفة، وتحليل الشخصيات بمواقفها وحكاياتها. ولهذه الصفحات الآلاف من المتابعين، فضلاً عن «الكوميكس» الذي يستعين بأشهر المشاهد، خصوصاً الكوميدية، كنوع من السخرية في تناول أية أحداث يومية، لا سيما السياسية.

على الجانب الآخر ثمة صفحات مهمتها الترويج لعمل فني محدد تتناول أحداثه وحكايات أبطاله، وتعرض وجهات النظر المختلفة حوله، كما لاحظنا أخيراً مع «سابع جار» وغيره من مسلسلات، خصوصاً التي تعرض في الشهر الفضيل، وتحظى بنسب مشاهدة عالية.

اللافت أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لم يتوقف على الأعمال الفنية الحديثة، بل أسهمت في إحياء مسلسلات قديمة من بينها «الحقيقة والسراب»، من بطولة كل من الفنان الكبير يوسف شعبان، وفيفي عبده، ونهال عنبر، ذلك من خلال صفحة «يوميات باسم أبو السعود»، التي أطلقت مع إعادة عرض العمل، وحازت إعجاب كثيرين، ما جعل صداها ينتشر في الوسط الفني.

أعمال مثيرة للجدل

الناقدة الفنية، ماجدة خيرالله أوضحت في تصريحاتها لـ«الجريدة» أن مواقع التواصل الاجتماعي نجحت في لفت الأنظار إلى أعمال كثيرة، خصوصاً المثيرة للجدل منها. بل إن نقاداً كثيرين يعرفون بالعمل من خلال متابعة ما يُكتب عنه على هذه الوسائل المختلفة، سواء سلباً أو إيجاباً، كذلك عرض وجهات النظر المختلفة حوله يشجع كثيرين على متابعته.

ورأت خيرالله أن مواقع التواصل الاجتماعي تناقش الأعمال التي تتوافر فيها عوامل نجاح تقنع الجمهور.

في السياق نفسه أكدت الناقدة الفنية ناهد صلاح أن تطوّر مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة بأشكالها المختلفة، خصوصاً «فيسبوك»، عزّز دورها في التعريف بأعمال فنية قد لا يكون لها حضور جماهيري على أرض الواقع.

تابعت: «قبل انتشار وسائل التواصل كان التركيز على الأعمال الدرامية يحدث في شهر رمضان، فيما بدأنا نلاحظ اليوم إنتاج مسلسلات بعيداً عن الشهر الفضيل، وهي تحقق النجاح نتيجة لتناولها عبر هذه الوسائل».

ولفتت صلاح في تصريحاتها لـ«الجريدة» إلى أن ذلك انعكس على «سابع جار»، لتناول قضاياه المطروحة بوجهات نظر مختلفة، وبالتأكيد أصبحت العلاقة متبادلة بين مواقع التواصل الاجتماعي والرأي العام، وبلا شك يؤثر ذلك في الأعمال الفنية.

الكلام نفسه أكده المنتج محمد العدل، قائلاً: «لوسائل التواصل دور في التعريف بالأعمال الفنية، وأصبحت مصدراً كبيراً للدعاية والترويج لأي عمل فني، بعدما كنا سابقاً نعتمد على الصحافة والتلفزيون وإعلانات الشوارع».

ختم: «بشكل أو بآخر مواقع التواصل الاجتماعي مهمة لإيصال العمل إلى أكبر قدر من الجمهور».

رأي الإعلام

رأى الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز أن من الخطأ الفصل بين مواقع التواصل الاجتماعي وبقية وسائط توزيع الإنتاج الفني والإعلامي، فالأولى أصبحت وسيلة لتوزيع المنتج الفني والإعلامي، من ثم نحن نتعامل معها مثل بقية الوسائل كالسينما والراديو والتلفزيون والصحافة، لافتاً إلى أننا نعيش ثورة تقنية في توزيع المنتج الفني، ونشره على نطاق واسع.

وتابع عبد العزيز في تصريحاته لـ«الجريدة»: «تقوم مواقع التواصل الاجتماعي بدور جوهري في عرض العمل الإبداعي، وتتسم بسمات أساسية منها أنها تنطوي على عداد دائم كالـ«يوتيوب» يظهر مدى انتشار أي عمل فني، تماماً مثل عمل شركات استطلاعات الرأي. لكن من عيوب هذه الشبكات أنها تكون أحياناً سبباً في خسارة المنتجين، ويؤثر ذلك في جودة الصناعة».

مواقع التواصل أسهمت في إحياء مسلسلات قديمة من بينها «الحقيقة والسراب»
back to top