يمكنك البدء من جديد إن كنت تؤمن بنفسك

نشر في 01-03-2018
آخر تحديث 01-03-2018 | 00:00
No Image Caption
مهما كانت الأزمة التي تواجهها صعبة، سواء كنت تحارب الكآبة، أو القلق، أو اضطراباً في الشخصية، أو إدماناً، أو أي مرض عقلي أو عاطفي آخر، تشعر على الأرجح بأنك تود البدء من جديد، فاتحاً صفحة بيضاء نظيفة كي تتمكّن من تقبّل التغيير، والنمو، والتمتع بالحياة والحب.
ربما تحلم خلال النهار بالبدء من جديد، أو ربما تشعر بأن التفكير بهذه الطريقة والتمسك ببصيص الأمل أمر مؤلم جداً. ألم تتحطم آمالك مرات عدة سابقاً؟

قد تشعر بأنك ترزح تحت ثقل وضعك في الحياة، أو عائلتك، أو عملك، أو حاجتك إلى العمل، أو تطلعاتك، أو مدينتك أو بلدتك، أو صحتك الجسدية أو العقلية. لذلك إذا حلمت حتى بالبدء من جديد، تُقنع نفسك بأن هذا مستحيل. أو إذا أخبرت آخرين بما تمرّ به، فربما يقنعونك هم بالعدول عن هذه الفكرة.

يقول أحد المعالجين النفسيين: «تلقيت اليوم رسالة إلكترونية دفعتني إلى التفكير ملياً في قيمة الحياة. أخبرني المرسل أنه شعر دوماً بأن لديه مهمة مميزة في الحياة سيكتشفها يوماً، إلا أن معالجه النفسي أكّد له أن طريقة التفكير هذه «مبالغ فيها».

بماذا أجبته؟ «ما دمت تعتقد أن للجميع مهمة فريدة ومميزة مماثلة في الحياة، فما من مبالغة في التفكير بهذه الطريقة».

على العكس، هذا تفكير سليم. من الإنساني، والحكيم، واللطيف، والحقيقي بالتأكيد الاعتقاد أن حياتك وحياة الآخرين مهمة. فإن كنت لا تؤمن بأن حياة كل إنسان مهمة وبأن لكل شخص مهمة فريدة، لا تسلب نفسك الفرح فحسب، بل أيضاً فرصة التمتع بالنمو الروحي.

لا شك في أن إثبات ذلك بالدراسات المنطقية والعلمية مستحيل، ولكن هنا يكمن بيت القصيد. يُعتبر كل منا فريداً جداً، ولا يمكننا التثبت من ذلك إلا من خلال التجربة والمراقبة العملية. فثمة أمر أسمى من المنطق البشري.

لحياتنا قيمة. إن كنا نؤمن بأن كل إنسان يملك أمراً مميزاً ومهماً يسهم به في هذه القصة التي تُدعى الكون، فعلينا أن نرى أنفسنا أيضاً من هذا المنظار.

إن كنا نؤمن بهذا الواقع، فلا يمكننا إذاً أن نستسلم. نستطيع أن نخوض دردشة صامتة مع أنفسنا، مؤكدين لها أننا قادرون على البدء من جديد، مهما كان ذلك صعباً. يمكننا أن نعزز الأمل ونتمسك بتلك الفرص البسيطة الناشئة من دون أن نشعر بأننا نخدع أنفسنا.

نستطيع العثور على أشخاص يشاطروننا أفكارنا والتواصل معهم. قد يكون هذا أمراً صعباً، ولكن أين المشكلة؟ قد تشكّل هذه الصعوبة اختباراً. وربما نواجه هذا الاختبار في حياتنا ليقوّينا. تكون غالباً الصداقات القائمة على الإيمان مصدر تشجيع جيداً (نقول غالباً لا دوماً لأن لا أحد مثالياً).

نصائح

أحِط نفسك بأصدقاء، وزملاء في العمل، ورفاق، وأفراد عائلة، إذا أمكن، يؤمنون بك ويؤمنون بأن حياتك قيمة. ولكن كيف يمكنك معرفة ذلك؟ إن كانوا يؤمنون عموماً بأن حياة الجميع قيمة، فمن المفترض أن تكون أنت من ضمن الجميع. فضلاً عن ذلك، يتعاملون معك بلطف واحترام ولا يحاولون هدم أفكارك الإيجابية عن نفسك.

تواصل مع مَن يرون قيمتك الطبيعية، رغم أن ما تعانيه من عيوب، ونقاط ضعف، ونواقص يفوقها بأشواط. كذلك أكّد لنفسك قيمتك هذه.

إن آمنت بأنك تتمتع بقيمة تلقائية، فقد تقتنع على الأرجح بأن من الممكن أو بالأحرى من الضروري أن تبدأ من جديد ببطء، الخطوة تلو الأخرى. وعندما تسقط، لأنك ستسقط، كلنا نسقط، فانهض مجدداً وتذكّر أن تبحث عن شرارة الخير في داخلك. وعندما تعتاد ذلك، لن يعود البدء من جديد أمراً مستحيلاً في نظرك. لا شك في أنه سيظل صعباً، إنما هل هو مستحيل؟ كلا بالتأكيد.

back to top