الذكرى 27 للتحرير... سجل بطولات وتضامن دولي لميلاد جديد للوطن

الشعب بكل أطيافه سطَّر مواقف لا تنسى بالداخل في سبيل التحرير

نشر في 26-02-2018
آخر تحديث 26-02-2018 | 00:05
تحتفل الكويت اليوم بالذكرى الـ27 لتحريرها من الغزو العراقي الغاشم، بعد أن طوت صفحة سوداء من التاريخ المظلم للاحتلال، الذي حاول طمس هويتها وتاريخها ووجودها.

ففي فجر الثاني من أغسطس 1990 استباح المحتل حُرمة الكويت؛ أرضا وشعبا، ومنذ تواتر الأخبار الأولى لدخول قوات الاحتلال أعلن الكويتيون في الداخل والخارج رفضهم للعدوان السافر، ووقفوا إلى جانب قيادتهم الشرعية صفا واحدا، للدفاع عن الوطن وسيادته وحريته.

وتكلل موقف الكويتيين الرافض للاحتلال بقرار مجلس الأمن رقم 660 التاريخي، الذي صدر بُعيد ساعات من الغزو، مطالبا بانسحاب القوات العراقية الفوري من الكويت دون قيد أو شرط.

واستمرت قرارات مجلس الأمن الخاصة بالكويت تتوالى تباعا، حتى صدور القرار رقم 678 في 29 نوفمبر 1990، الذي أجاز استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت، وعودة الشرعية إليها، والذي شكَّل صدمة كبرى للنظام العراقي البائد.

تأييد دولي

وكان للإدارة الحكيمة آنذاك، والتي تمثلت بالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، والأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، وسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، آنذاك، الدور البارز والكبير في كسب تأييد المجتمع الدولي لتحرير الكويت من براثن الغزو.

ومن على منبر الأمم المتحدة، وقف الشيخ جابر يخاطب العالم عن قضية بلاده قائلا: «لقد جئت اليوم حاملا رسالة شعب أحبَّ السلام وعمل من أجله»، لكنه أكد في المقابل أن الكويت «لن تستسلم أو تستكين للاحتلال، مهما بلغ عنفوانه وبطشه».

كما كان للأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله إسهاماته الخالدة في تلك المرحلة، والتي جعلته يستحق بالفعل أن يُطلق عليه «بطل التحرير».

وكان سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، قال في كلمة له حين كان يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، إن «لكل ذكرى عبرة، وعبرة اليوم تكمن في بناء مستقبل واعد للكويتيين يقيهم شر تجربة الغزو المريرة ويحفظ آمالهم بوطن مستقر قادر ومتطور».

مواقف لا تنسى

وفي ظل تلك الظروف برزت مواقف كثيرة لن ينساها الكويتيون، أبرزها من خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، الذي فتح قلبه وأرضه بكل الحب لاحتضان قيادة الكويت الشرعية وشعبها، ودافع عن الحق الكويتي بالمال والسلاح، وكأنه يدافع عن بلده. وكذلك موقف الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، الذي كان أحد الشخصيات البارزة في عملية تحرير الكويت من الغزو، إذ أعلن منذ بداية الأزمة وقوفه مع الحق الكويتي، وتعهده بعودة الكويت دولة حُرة مستقلة.

وتبقى هناك مواقف لا يمكن أن تُنسى سطَّرها شعب الكويت في الداخل؛ رجالا ونساء، في سبيل تحرير وطنهم، إذ نظموا أنفسهم بدعم من قيادتهم الشرعية في الخارج، وانخرطوا في خلايا لتنظيم أمورهم اليومية، وأخرى لمقاومة المحتل والدفاع عن تراب الوطن، حيث استشهد العديد منهم، مخلدين اسماءهم في تاريخ البلاد بأحرف من نور.

المواقف الحكيمة للبلاد أتاحت كسب تأييد المجتمع الدولي لتحريرها من براثن الغزو
back to top