500 قتيل في الغوطة... وترقب لقرار وقف إطلاق النار

• لا مكان آمناً للمدنيين
• العتيبي يكشف سبب الإرجاء ولافروف يطلب ضمانات
• القوات التركية تدخل جنديرس

نشر في 25-02-2018
آخر تحديث 25-02-2018 | 00:05
طفلة مصابة تمسح دماء شقيقها في مستشفى دوما أمس الأول  (رويترز)
طفلة مصابة تمسح دماء شقيقها في مستشفى دوما أمس الأول (رويترز)
وسط ترقب تصويت مجلس الأمن على مشروع القرار الكويتي - السويدي لوقف إطلاق النار مدة 30 يوماً في سورية، ارتفع عدد قتلى الحملة الدموية للنظام السوري على غوطة دمشق الشرقية إلى نحو 500 قتيل بينهم 121 طفلاً.
لليوم السابع على التوالي، تعرضت غوطة دمشق الشرقية المحاصرة منذ عام 2013 لغارات جديدة شنتها طائرات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وأخرى روسية، مما تسبب بمقتل نحو 500 شخص على الأقل بينهم 121 طفلاً واشتعال حرائق في الأحياء المكتظة بالسكان.

وغداة توثيقه مقتل أكثر من 474 مدنياً منذ يوم الأحد الماضي، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل 21 مدنياً على الأقل نتيجة الغارات، أكثر من نصفهم في مدينة دوما، وآخرون في مدينة حرستا، لكن الحصيلة ارتفعت لاحقاً بعد مقتل ثلاثة مدنيين جدد وانتشال جثث خمسة أشخاص من تحت الأنقاض، هم أم وأطفالها الأربعة في بلدة عين ترما.

وشنت طائرات حربية سورية وأخرى روسية، وفق المرصد، "غارات بصواريخ محملة بمواد حارقة على مناطق عدة في الغوطة الشرقية بعد منتصف ليل الجمعة- السبت أبرزها حمورية وعربين وسقبا، مما أدى إلى اشتعال حرائق في الأحياء السكنية.

في خضم الضربات المتزامنة مع تعزيزات عسكرية تُنذر بهجوم بري وشيك لقوات النظام، حذر المتحدث باسم الهيئة الصحية في ريف دمشق والغوطة الشرقية الطبيب فايز عرابي من انزلاق البلدة المحاصرة منذ أكثر من أربع سنوات إلى وضع كارثي، مؤكداً أن سكان المنطقة ليسوا بمأمن حتى في ملاجئهم بسبب استخدام النظام مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار في القصف.

ووصف عرابي الوضع الصحي في البلدة بـ "المزري"، مشيراً إلى أن الأقبية بالغة السوء وهي غير مناسبة للحياة الطبيعية، ولا يوجد أيضاً الكثير من الملاجئ كي يختبئ فيها السكان، إضافة إلى عدم وجود مياه للاستخدام أو الشرب، إلى جانب عدم وجود كهرباء أو غذاء.

وألقت مروحيات النظام منشورات جديدة، حضت السكان على مغادرة المنطقة وتضمت تعليمات الخروج. وفي منشور آخر، ذكر النص المكتوب أن الجميع بدون سلاح، محذرة من أن الحرب جلبت لهم الموت والتخريب.

ومنذ التاسع من فبراير الجاري، تقود الكويت والسويد مشاورات لفرض هدنة إنسانية في جميع أنحاء سورية وتواجه المفاوضات مشاكل مع روسيا حليفة دمشق حول تصوّر رئيسي في نص القرار.

وبعدما أرجأ مجلس الأمن ليل الجمعة- السبت مرة جديدة التصويت على الطلب، أوضح مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي أن الأسباب تعود إلى فشل الأعضاء في الاتفاق على موعد بداية الهدنة، قائلاً: "في الوقت الراهن لا يوجد هناك توافق في الآراء، لكن الدبلوماسيين قريبون من التغلب على خلافاتهم".

ويقضي مشروع القرار الكويتي- السويدي بإلزام جميع الأطرف بهدنة مدتها 30 يوماً وورفع كل أشكال الحصار، ويشمل ذلك الغوطة الشرقية واليرموك والفوعة وكفريا، وإيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء المرضى والمصابين، كما يطلب "وقف حرمان المدنيين من المواد الغذائية والأدوية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة".

تجنب «الفيتو»

وتجنباً لاستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) للمرة الثانية عشرة، استثنى مشروع القرار العمليات ضد تنظيم "داعش" أو "القاعدة" بالإضافة إلى "الأشخاص والجماعات والمنشآت والكيانات" المرتبطة بالمجموعات الإرهابية من وقف إطلاق النار.

وقدمت روسيا الخميس، تعديلات على هذه الوثيقة تقضي بعدم تحديد مواعيد ملموسة لبداية نظام وقف إطلاق النار، بل إعلان ضرورة "وقف المواجهات بأقرب وقت ممكن".

وبعد الاجتماع المغلق، قال سفير السويد لدى الامم المتحدة أولوف سكوغ، للصحافيين، "لم نتمكن من سد الفجوة كلياً"، مشيراً إلى أن المجلس ينوي مواصلة العمل على مشروع القرار طوال الليل.

وكتبت نظيرته الأميركية نيكي هايلي على "تويتر": "من غير المعقول أن تعطل روسيا التصويت على وقف لإطلاق النار يسمح بإدخال مساعدات إنسانية في سورية".

وتساءلت: "كم عدد الأشخاص الذين سيموتون قبل أن يوافق مجلس الأمن على التصويت؟ لنقم بذلك الليلة. الشعب السوري لا يستطيع الانتظار".

ضمانات لروسيا

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد روسيا للتصويت لمصلحة القرار الدولي، لكنه قال، إن المشروع المقدم لا يحتوي ضمانات لالتزام المسلحين بشروط الهدنة.

وتابع لافروف: "كي يكون هذا القرار فعالاً، ونحن على استعداد لتنسيق نص مناسب، نقترح صيغة من شأنها أن تجعل الهدنة حقيقية ومبنية على تقديم ضمانات لكل من يوجد داخل الغوطة الشرقية وخارجها".

وأشار لافروف إلى أن هذه الضمانات "يجب أن تستند إلى ضمانات الجهات الفاعلة الخارجية، وخصوصاً تلك، التي لها نفوذ على المجموعات المتطرفة المتمركزة في هذه الضاحية من دمشق".

وشدد لافروف على أن أصل المشاكل في منطقة الغوطة الشرقية هي المواقع الراسخة، التي يتمتع بها تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي، إضافة إلى مجموعات شرعت في التعاون والتنسيق معه".

ونتيجة المحادثات المغلقة في مجلس الأمن أمس الأول نص المشروع المحدث على أنه "يجب على كل الأطراف وقف العنف فوراً مدة 30 يوماً مبدئياً للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وإجراء الإجلاء الصحي".

أخطر مقاتلة

وفي خطوة وصفها بأنها قد ترفع من حجم الخطر على الجنود الأميركيين في سورية، أكد مسؤول عسكري أميركي أن روسيا أرسلت أحدث مقاتلاتها وأكثرها تعقيداً "سوخوي 57" Su-57 إلى قاعدة حميميم، لافتاً إلى أن هذه المقاتلة من الجيل الخامس وتتمتع بقدرات تخف وتجنب رصد الرادارات، ومصممة لعمليات القتال الجوية وتنفيذ ضربات ضد أهداف أرضية.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) إدريان رانكين غاواي "إرسال مقاتلات من الجيل الخامس لسورية بالتأكيد لا يتماشى مع التصريحات الروسية حول تخفيض وجودها العسكري هناك".

وعلى جبهة أخرى، أفادت قناة "RT" بأن القوات التركية دخلت ناحية جنديرس في محيط عفرين تحت غطاء جوي وبمساندة المدفعية، وباتت على بعد 20 كيلومتراً فقط من مركز المدينة.

موسكو تعلن وصول أحدث مقاتلاتها إلى حميميم وواشنطن تعتبرها خطراً على جنودها
back to top